سيدة الأعمال سعيدة نغزة المثيرة للجدل تنزل ساحة الانتخابات الرئاسية في الجزائر

10 يونيو 2024
سيدة الأعمال والمرشحة لرئاسيات الجزائر 2024 سعيدة نغزة، 22 سبتمبر 2023 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سعيدة نغزة، سيدة الأعمال الجزائرية، أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أنها تسعى لتلبية تطلعات الشعب الجزائري، وتعد ثالث امرأة تقدم على هذه الخطوة، مما يبرز تمردها على السياسات الاقتصادية الحالية.
- ترشحها يعكس تحديًا للرئيس الحالي ويعيد النقاش حول دور رجال الأعمال في السياسة الجزائرية، خاصة بعد انتقادها للضغوطات التي يواجهها رجال الأعمال تحت إدارة تبون.
- بدأ المترشحون الآخرون، بما في ذلك سفيان صخري وبلقاسم ساحلي، في سحب استمارات التوقيعات استعدادًا للانتخابات، مما يمثل بداية المعركة الانتخابية ويضع التحديات أمام المرشحين في تأمين الدعم الشعبي والكفالة المالية.

أعلنت سعيدة نغزة وهي سيدة أعمال تثير الجدل السياسي والإعلامي في الجزائر منذ سنوات، الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، فيما بدأ أول المترشحين للرئاسة سحب حزمة أوراق الاستمارات تمهيدا لبدء معركة جمع التوقيعات المطلوبة، المقدرة بـ50 ألفا كحد أدنى لقبول الترشح.

ونشرت سعيدة نغزة رسالة إلى العموم تفيد بقرارها المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وأكدت أن هذا القرار "يأتي بعد دراسة متأنية، وينبع من قناعتي العميقة بأن شعبنا الباسل وأمتنا العظيمة وبلدنا القارة، يستحقون حوكمة ترقى إلى مستوى التطلعات المشروعة لكل مواطن ومواطنة". وتوحي الجمل الأخيرة عدم رضاها التام على سياسات الرئيس عبد المجيد تبون، على الرغم من مشاركتها في 19 أغسطس/آب 2023، في مبادرة التلاحم التي نظمتها كتلة الموالاة لدعم الرئيس تبون.

وتعد سعيدة نغزة وهي ثالث امرأة تعلن الترشح للانتخابات الجزائرية المقبلة، بعد كل من رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، زبيدة عسول، ورئيسة حزب العمال، لويزة حنون؛ أبرز سيدة أعمال في الجزائر، وتترأس منذ سنوات الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية (هيئة تمثل رجال الأعمال والشركات الخاصة)، وتملك استثمارات في الجزائر والسنغال ودول أفريقية أخرى، لكنها كانت محل جدل سياسي مستمر في علاقاتها بالسلطة منذ عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

سعيدة نغزة.. استمرار في التمرد

ويعدّ إعلان سعيدة نغزة الترشح للرئاسة لمنافسة الرئيس تبون، استمرارا لتمرد أعلنته في الخامس من سبتمبر/ أيلول الماضي على السياسات الاقتصادية لتبون، عندما فجّرت جدلا سياسيا وإعلاميا حادا بعد نشرها رسالة حادة كشفت من خلالها تعرّض "رجال أعمال للاضطهاد والضغوط المختلفة من مختلف ممثلي الدولة". وطالبت الرئيس تبون بالإسراع في "وضع حلول عملية للمشكلات القائمة والخروج من مقترحات المستشارين البيروقراطيين الذين يريدون إدارة الاقتصاد الوطني من مكاتبهم". ولمحت إلى وجود ممارسات غير قانونية وتلاعب في إصدار تراخيص وحصص الاستيراد. وأغضبت تلك الرسالة بشدة الرئيس تبون والسلطات التي ردت عليها بحدة ووجهت لها اتهامات حادة "بكونها نسخة محسنة للضغوطات التي تذكر بزمن مضى، حين كانت جماعات ضاغطة ولوبيات والأوليغارشية يبتزون الدولة، وبالتنكر لكل الإصلاحات التي بادر بها الرئيس تبون منذ سنة 2020 من أجل تصويب مالية الدولة".

لكن ترشح سيدة الأعمال سعيدة نغزة، وإضافة إلى الجدل الذي يلازمها منذ سنوات وبغض النظر عن كونه حقا دستوريا، قد يحيي جدلا سياسيا لافتا في الجزائر، حول حضور رجال المال والأعمال في المشهد السياسي والانتخابات، خاصة وأن الفصل بين المال والسياسة، كان أحد أبرز القضايا التي ركز عليها الرئيس عبد المجيد تبون خلال الولاية الرئاسية الأولى، إذ كان قد تعهد بإبعاد أي تأثير لرجال المال والأعمال في الانتخابات والمشهد السياسي بشكل عام.

وفي السياق، أعلن الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب جيل جديد، سفيان صخري، نيته تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية، ويسعى صخري إلى استغلال بروزه السياسي في مرحلة الحراك الشعبي كناشط مستقل وأحد المعبرين باسم الحراك الشعبي، لتشكيل قاعدة من النشطاء يمكن أن تساعده في جمع التوقيعات المطلوبة، وهي أبرز عقبة ستواجهه حتى الآن، إضافة إلى الكفالة المالية.

وبدأ المترشحون للرئاسة منذ أمس الأحد سحب استمارات التوقيعات من السلطة العليا المستقلة للانتخابات، وكان رئيس حزب التحالف الجمهوري مساعد وزير الخارجية الأسبق، بلقاسم ساحلي، أوّل مرشح للرئاسة يقوم بسحب الاستمارات، حيث أودع لدى السلطة المستقلة مساء أمس الأحد رسالة نية الترشح ووصل الكفالة المالية المطلوبة والمقدرة بما يعادل 1400 دولار أميركي، كما قام رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني بإيداع نية الترشح وسحب استمارات التوقيعات.