وفاة وزير الإعلام السوري الأسبق محمد الزعبي.. من البعث إلى معارضة الأسد

11 يوليو 2024
محمد الزعبي من مقابلة سابقة مع "التلفزيون العربي" (لقطة شاشة)
+ الخط -

تُوفي، اليوم الخميس، وزير الإعلام السوري الأسبق محمد الزعبي عن عمر ناهز 90 عاماً في ألمانيا، أحد أبرز الشخصيات البارزة المعارضة للنظام السوري، التي شغلت سابقاً مناصب مهمة سياسياً وإعلامياً.

انتسب الزعبي لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم في سورية) منذ تأسيسه عام 1947، وشغل فيه منصب الأمين العام المساعد، كما شغل منصب الأمين القطري المساعد في الحزب. وخلال الفترة بين 16 أكتوبر/  تشرين الأول 1966 وحتى 28 من سبتمبر/ أيلول 1967، شغل منصب وزير الإعلام في البلاد خلال فترة حكم الرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي.

وخلال وجود محمد الزعبي في منصب وزير الإعلام، بدأت الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع. طلب الأسد من الزعبي في العاشر من يونيو/ حزيران 1967 إذاعة البيان (66) الذي نص حينها على إعلان سقوط القنيطرة مع هضبة الجولان بيد إسرائيل، في حين كان الجيش السوري يتمركز على بعد 24 كيلومتراً من المدينة.

ويُعتبر الزعبي شاهداً على فترة وصول حافظ الأسد للسلطة وانقلابه على رفاقه في حزب البعث، وعلى تغول الأسد الأب في سورية، حيث اتهمه بالخيانة في أكثر من مرة. وكان الزعبي يرى أن انقلاب 23 فبراير/ شباط عام 1966، الذي أسس لسيطرة العسكر على مفاصل الحكم في سورية، وحافظ الأسد، هما المسؤولان الأساسيان عن سقوط الجولان.

وقال الزعبي خلال تصريحات له: "كان من المفترض ألا أدعم انقلاب 23 فبراير، لكننا خُدعنا"، معتبراً الحركة "حركة طائفية بامتياز". وأوضح أنه حضر اجتماعاً سرياً للتحضير للحركة التي قادها عسكريون وقفوا ضد قرار حل القيادة القُطرية، وأدى انقلابها إلى خلع أمين الحافظ من رئاسة سورية وخروج قيادات تاريخية من البلاد والسلطة، منهم مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار.

غادر الزعبي سورية عام 1974 بعد تفاقم الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، والتهديدات بالموت التي صدرت من قبل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس خلال مؤتمر لحزب البعث.

 وقال محمد الزعبي في مقابلة له على "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" إن حافظ الأسد "طلب مني عدم الترشّح للقيادة القومية، بل التوجه لألمانيا لإكمال دراستي العليا".

اتخذ الزعبي موقفاً مناصراً للثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس/ آذار 2011، وشكك لاحقاً بالدور الأميركي خلال الثورة. ولم يزر الزعبي سورية أبداً بعد مغادرته في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك أفراد أسرته، منهم زوجته، وهي شقيقة فاروق الشرع الذي يتولى نظرياً منصب نائب رئيس الجمهورية في سورية حتى الآن.

المساهمون