روسيا تدعو إلى آلية للتحقق من تطبيق الهدنة مع استمرار المعارك في كاراباخ

12 أكتوبر 2020
طرفا النزاع يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة (سيليستينو آرس/Getty)
+ الخط -

استمرت المواجهات في إقليم ناغورنو كاراباخ، الاثنين، بين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذري، في انتهاك لاتفاق الهدنة الإنسانية التي يفترض أنها سارية منذ السبت، وجرى التوصل إليها تحت إشراف روسيا، التي دعت إلى احترام "صارم" لوقف إطلاق النار.

ويزور وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان موسكو الاثنين لعقد لقاء مع الوسيط في النزاع "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تتشارك في رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وكان وزير الخارجية الأذري، جيهون بايراموف، قد شارك في اجتماع مماثل الأسبوع الماضي في جنيف.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لدى استقباله نظيره الأرمني، إلى "احترام صارم من قبل الجانبين" للهدنة التي يفترض أن تطبيقها بدأ ظهر السبت.

ورغم استمرار المعارك، اعتبر أن "الجهود في محلها"، ودعا إلى إنشاء آلية للتحقق من تطبيق وقف إطلاق النار، في حين يتبادل الجانبان الاتهامات بخرقها.

وقال الوزير الأرمني إن "مشاورات" جارية في هذا الخصوص، لا سيما مع الصليب الأحمر.

وفشل الجانبان حتى الآن في تبادل الأسرى والجثث بموجب اتفاق الهدنة.

لكن رغم فشل حوالي ثلاثة عقود من الوساطة، يريد الدبلوماسيون الروس والأميركيون والفرنسيون المكلفون بالملف إقناع الأرمن والأذريين بالعودة إلى المفاوضات حول وضع ناغورنو كاراباخ ووقف المعارك الدائرة حاليا، وهي الأكثر دموية منذ 1994.

من جهته، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، الاثنين، إلى انسحاب الانفصاليين الأرمن من ناغورنو كاراباخ في اتصال هاتفي مع وزير دفاع روسيا، سيرغي شويغو.

وشدد الوزير التركي على ضرورة قيام أرمينيا "التي هاجمت المناطق المدنية في انتهاك لوقف إطلاق النار، بوقف هجماتها وبالانسحاب من الأراضي التي تحتلها"، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.

رغم فشل حوالى ثلاثة عقود من الوساطة، يريد الدبلوماسيون الروس والأميركيون والفرنسيون المكلفون الملف إقناع الأرمن والأذربيجانيين بالعودة إلى المفاوضات حول وضع ناغورني قره باغ ووقف المعارك الدائرة حاليا، وهي الأكثر دموية منذ 1994

وأضاف أكار أن "أذربيجان لا يمكن أن تنتظر 30 عاما أخرى للتوصل إلى حل"، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الأول الذي تم التوصل إليه في عام 1994، وأدى إلى تجميد النزاع بعد حرب خلفت نحو 30 ألف قتيل.

وبعد الاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس، الأحد، عبرت إيران، الدولة المجاورة للبلدين، عن أسفها "لانتهاكات وقف إطلاق النار"، ودعت، الاثنين، "الطرفين إلى ضبط النفس".

في الشهر الماضي، اندلع أسوأ قتال منذ ما يقرب من ثلاثة عقود حول ناغورني كاراباخ، وهي منطقة انفصالية في أذربيجان يسيطر عليها الأرمن منذ الحرب التي خاضها الطرفان في التسعينيات، وإن لم تعترف أي دولة باستقلال الإقليم.

وكما يحصل منذ استئناف المعارك في 27 سبتمبر/ أيلول، يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الأعمال الحربية، ويعلن كل منهما عن انتصارات في ميدان المعركة يصعب التأكد من صحتها من مصدر مستقل.

واتهمت وزارة الدفاع الأذرية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار. وقالت الوزارة إن "القوات المسلحة الأرمينية، التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مرارا مهاجمة مواقع الجيش الأذري".

وأضافت أنها دمرت "عددا كبيرا من آليات العدو" ودبابة تي-72 وثلاث قاذفات صواريخ غراد.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إن أذربيجان "تقصف الآن بشكل مكثف الجبهة الجنوبية".

وقال مركز الإعلام التابع للحكومة الأرمينية إن "العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية"، لكنها لم تقدم مزيداً من التفاصيل.

أسفرت الحرب التي دارت في التسعينيات عن مقتل حوالى 30 ألف شخص، وانتهت بوقف لإطلاق النار عام 1994 لم يقدم حلاً طويل الأمد للنزاع.

ولقي نحو 500 شخص، بينهم أكثر من 60 مدنيا، حتفهم في القتال الدائر منذ الشهر الماضي، وفقا لتعداد يستند إلى الخسائر التي يعلنها الجانبان.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون