قالت مصادر مصرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن قيادة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، أبلغت المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، برفض كتائب المقاومة الانخراط في أية مفاوضات قبل تنفيذ سلطات الاحتلال المطالب التي أعلنتها المقاومة، بسحب جنود الاحتلال من داخل حرم المسجد الأقصى، والإفراج عن المعتقلين كافة، منذ اندلاع الأزمة الأخيرة الخاصة بتهجير أهالي حيّ الشيخ جراح في القدس، ووقف كل القرارات الإسرائيلية في هذا الخصوص.
وقالت المصادر نفسها إن الوضع متأزم للغاية، بعد تأكيد المسؤولين السياسيين في حركة حماس، إصرار الكتائب على مطالبها، لتجنّب الضغط الدولي الذي يمارسه بعض الوسطاء لمنع اندلاع مواجهة شاملة، أو انتفاضة جديدة، مضيفة أن "قيادة حماس أبلغت المسؤولين عن الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصري، بإسقاط تفاهمات الوساطة السابقة بشكل كامل، والعودة إلى المربع الصفر"، مشددين على أن قرار عودة المسيرات الليلية والبالونات الحارقة لا رجعة فيه".
وتابعت المصادر ذاتها تقول إن "التقديرات المصرية ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، في ظل توافر معلومات بشأن استعداد فصائل فلسطينية لتنفيذ عمليات نوعية، داخل العمق الإسرائيلي، وهو ما سيستتبعه رد إسرائيلي لحفظ ميزان القوى".
وبحسب المصادر، فقد "طلب المسؤولون المصريون، مهلة لاحتواء الأزمة وإقناع الجانب الإسرائيلي بالتراجع خطوة للخلف قبل وصول الأزمة إلى نقطة اللاعودة".
وكشفت المصادر عن رسالة حملتها حماس إلى الجانب المصري لنقلها إلى حكومة الاحتلال، بأن تحت أيدي المقاومة بنك أهداف، هي قادرة على الوصول إليها بنسبة نجاح كبيرة، فضلاً عن دخول صواريخ جديدة ساحة المعركة لأول مرة، قادرة على استهداف ما حُدِّد من مواقع، في حال عدم الاستجابة لمطالب المقاومة خلال الساعات القادمة".
من جهتها، قالت مصادر قيادية بحركة "حماس"، إن "بيان قائد الكتائب محمد الضيف المقتضب لم يكن تهديداً فارغاً، ولكن يمكن القول إن القسام وفصائل المقاومة كانت تنتظر تلك اللحظة لإعادة رسم خطوط القوة وفرض موازين ردع جديدة سيكون لها ما بعدها"، مؤكدة أن "الضفة والقدس ستكونان مسرحاً للعمليات، والأمر لن يكون مقتصراً على صواريخ غزة فقط"، مشددة على أن "ميدان السياسة لم يعد محل تعويل عليه من قيادة الكتائب خلال تلك الأزمة"، وموضحة: "نعلم أنه ستكون هناك خسائر نتيجة التصعيد، لكن الخسائر التي ستتكبدها حكومة الاحتلال بالموازين كافة ستكون أكبر بكثير".
يأتي هذا فيما حذّر زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء أمس الاثنين الاحتلال من التمادي في عدوانه على الأقصى.
وقال زياد النخالة في تصريح مقتضب: "إن العدو بدأ العدوان على القدس، وإذا لم يتوقف العدوان على القدس، فلا معنى للجهود السياسية، لوقف إطلاق النار.