ربع مليون شخص أدوا صلاة الجمعة الرابعة من رمضان في الأقصى

14 ابريل 2023
اجتاز المصلون عشرات الحواجز للاحتلال الإسرائيلي (أحمد غرابلي/فرانس برس/العربي الجديد)
+ الخط -

وسط تدابير أمنية إسرائيلية مشددة، أدّى أكثر من 250 ألف مصلٍّ اليوم، صلاة الجمعة الرابعة من شهر رمضان، بعد أن اجتازوا العشرات من حواجز الاحتلال الإسرائيلي التي عزلت البلدة القديمة من القدس عن أحيائها، كما عزلت المدينة برمتها عن امتدادها في الضفة الغربية.

وكان رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، دعا في خطبته اليوم، بالمصلين إلى الرباط في الأقصى والزحف إليه.

وقال صبري إنّ "زحفكم للمسجد الأقصى ليذكر مسلمي العالم بالأقصى الأسير، وهي ردّ إيماني عملي، ورسالة موجهة للطامعين فيها"، مؤكداً أن "لا تنازل ولا تفاوض على الأقصى"، واصفاً المرابطين والمرابطات بالمعادلة الصعبة في الدفاع عن الأقصى، موجهاً حديثه للعلماء والرؤساء قائلاً: "أين موقفكم من الأقصى وما يجري فيه؟".

ووجه صبري حديثه لأحد المسؤولين الإسرائيليين، واصفاً إياه بالمأفون قائلاً: "إن الفلسطينيين موجودون في فلسطين منذ أكثر من سبعة آلاف عام، وإن الفلسطينيين متجذرون في أرضهم، وإن مرابطتهم فيه هي معجزة ربانية"، داعياً المصلين إلى إحياء ليلة القدر.

وتناول صبري أربع رسائل بإيجاز: الأولى حول الديانة الإبراهيمية ووصفها بالدعوة المشبوهة، مستدلاً بذلك على آيات من القرآن الكريم، محذراً المسلمين من التعامل مع هذه الفكرة الهدامة التي تستهدف الأقصى.

أمّا الرسالة الثانية، فتعلقت بمدرسة اليتيم العربي، محذراً من تصفيتها وإغلاقها، داعياً للحفاظ عليها وعلى الأرض التي تحيط بها لمنع تسريبها.

أمّا الرسالة الثالثة، فكانت بشأن إضراب المعلمين، محذراً من محاولات كسر إرادة المعلمين، مطالباً بإنصافهم، وحفظ كرامتهم، وعدم معاقبتهم.

وتطرّق في رسالته الرابعة إلى المسجد الأقصى واستباحته بصورة وحشية، وتحويله لثكنة عسكرية، مؤكداً أن الأقصى هو مسجد خالص للمسلمين، وغير قابل للقسمة أو التفاوض عليه، موجهاً التحية للمرابطين، والمرابطات، والمعتكفين، والمعتكفات.

وعقب انتهاء الصلاة، انتظمت وقفة حاشدة على مدرج مصلى الصخرة المشرفة، هتف خلالها المشاركون بهتافات الدعم والتأييد للمقاومة، خاصة "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس وقائدها العام محمد ضيف، ومجموعات "عرين الأسود"، مجددين عهد وقسم حماية الأقصى، من قبيل: "حط السيف قبال السيف نحنا رجال محمد ضيف"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

وسبق ذلك قيام شبان بتعليق لافتة كبيرة كُتب عليها "لا تختبروا صبرنا.. "داعمة للمقاومة، يا أبو عبيدة يا حبيب... اضرب اضرب تل أبيب".

وكانت عشرات طواقم الإسعاف وفرق النظام المحلية، ومنها التابعة للأوقاف الإسلامية في القدس، قد تولت تنظيم حركة المصلين، وتقديم الإسعافات الأولية لعشرات الحالات من كبار السن والمرضى بسبب الإجهاد وانخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه.

وشهدت أبواب المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة، وكذلك أسواق البلدة القديمة من القدس ازدحاماً شديداً بسبب الأعداد الهائلة من المصلين.

يذكر أنّ شرطة الاحتلال دفعت بأكثر من ثلاثة آلاف عنصر من أفرادها إلى البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، كما عززت قوات من الجيش وحرس الحدود انتشارها على امتداد مقاطع جدار الفصل العنصري حول القدس، حيث جرت العديد من محاولات تسلق الجدار للوصول للقدس، اعتُقل في إحداها خمسة شبان قرب بير نبالا شمال غرب القدس.

المساهمون