رئيس الوزراء الإسرائيلي يلتقي أردوغان في نيويورك ضمن مسار تطبيع العلاقات

21 سبتمبر 2022
يأتي اللقاء ضمن عدد من الخطوات التي تهدف إلى إعادة تطبيع العلاقات بين الدولتين (Getty)
+ الخط -

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لبيد من اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقر الممثلية التركية، دون أن يدلي للصحافة التي تجمعت أمام البناء بأي تصريح. استمر اللقاء، الذي عقد عصر الثلاثاء في نيويورك، أكثر من نصف ساعة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن عدد من الخطوات التي تهدف إلى إعادة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، حيث كانت أنقرة قد طالبت السفير الإسرائيلي عام 2018 بمغادرة البلاد بعد استشهاد فلسطينيين في قطاع غزة ضمن احتجاجات "مسيرات العودة" على طول الشريط "الحدودي" مع غزة. وكان الطرفان؛ الإسرائيلي والتركي، قد اتفقا، في أغسطس/آب الماضي، على إعادة السفراء والقناصل.

ورجّح أحد المراقبين أن يتبادل الطرفان زيارات رفيعة المستوى بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. مهما يكن، فإنّ لقاء أردوغان ولبيد كان الأول بشكل رسمي وشخصي على هذا المستوى، منذ 2008. وتوتّرت العلاقات بين الجانبين في 2010 بعد إنزال دامٍ نفّذته وحدات كوماندوس إسرائيلية على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وخرق الحصار الذي فرضته الدولة العبرية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان أوردته "فرانس برس"، إنّ لبيد "أثار قضية إسرائيليين مفقودين أو أسرى، وأهمية إعادتهم إلى ديارهم". ويُعتقد أنّ حماس تحتجز أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان تقول الدولة العبرية إنهما قُتلا خلال حرب 2014 لكنّ الحركة الإسلامية لم تكشف أيّ تفاصيل عن مصيرهما.

وخلال اجتماعه مع الرئيس التركي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مخاوفه بشأن إيران و"شكر للرئيس أردوغان تعاونه الاستخباراتي"، بحسب ما أضافه البيان.

أردوغان الذي ألقى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت سابق من يوم الثلاثاء، توقف عند القضية الفلسطينية بشكل مقتضب ووصف أحد المراقبين كلمته في ما يخص فلسطين بأنها "فاترة إذا ما قارنّاها بسنوات سابقة".

وأشار أردوغان إلى موقف بلاده، الذي يتوافق مع الموقف الدولي المتمثل بحلّ الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كما تحدث عن القدس. وعلى الرغم من أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلقي خطابه أمام الجمعية العامة، يوم الجمعة، إلا أنه كان حاضراً في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال إلقاء أردوغان لخطابه.

الرئيس الفلسطيني لن يجتمع بنظيره التركي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة

ومن الجدير ذكر أنّ الرئيس الفلسطيني لن يجتمع بنظيره التركي في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، بحسب ما أكدته مصادر دبلوماسية مطلعة لـ "العربي الجديد" في نيويورك. وعزا مصدر دبلوماسي آخر، مقرّب من الجانب الفلسطيني، السبب إلى أنّه يعود للقاء الطرفين أخيراً في أنقرة، حيث كان عباس قد زار العاصمة التركية، نهاية الشهر الماضي.

لبيد يلتقي العاهل الأردني

والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، في نيويورك كذلك، الثلاثاء، العاهل الأردني عبد الله الثاني، قبل لقائه الجانب التركي. وهذا هو اللقاء الثاني الذي جمع الطرفين خلال العام الجاري. وتحدث العاهل الأردني خلال كلمته، أمام الجمعية العامة، عن الأوضاع في فلسطين والتوتر وعن ضرورة تهدئة الأوضاع والتوصل إلى حلّ. وشدد على أنّ "السلام ما زال بعيد المنال في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وعجزت الجهود الدبلوماسية والحرب عن إنهاء مأساة الفلسطينيين التاريخية".

وأضاف: "أحد أبرز المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة هو حق جميع الشعوب بتقرير مصيرها، ولا يمكن إنكار هذا الحق على الفلسطينيين". وشدد على أنّ الحل بالنسبة لبلاده هو حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

يائير لبيد يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني في نيويورك (الأناضول)
يئير لبيد يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني في نيويورك (الأناضول)

وكان العاهل الأردني قد التقى الرئيس الفلسطيني، قبل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتأتي هذه الاجتماعات في ظل جمود مستمر على صعيد المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وتوترات أمنية شديدة واستمرار قتل الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وتوسع الاستيطان، بالوقت الذي يستمر فيه التنسيق الأمني مع السلطة. ومن غير المتوقع أن تؤدي اجتماعات نيويورك الثنائية إلى أي انفراج ملموس بالنسبة للفلسطينيين.  

وأكد مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى، عقد اجتماع مغلق في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، "لمناقشة المبادرة العربية بمناسبة مرور عشرين عاماً عليها". وتوقع المصدر أن يتم نقاش سبل إحيائها. ولم ترشح عن الاجتماع الذي عقد، ليل الثلاثاء بتوقيت نيويورك، أي معلومات إضافية حتى اللحظة.

ومن جهته، يكثف الطرف الإسرائيلي مجهوداته ومساعيه الإقليمية والدولية للضغط على عباس من "أجل السيطرة على الأوضاع في الضفة وتهدئتها"، بحسب مراقبين.

النرويج تترأس اجتماعاً لمجموعة المانحين الدوليين لفلسطين

إلى ذلك، ستترأس وزيرة الخارجية النرويجية، أنكن هوينفيلدت، اجتماعاً عصر الخميس، لمجموعة المانحين الدوليين لفلسطين (AHLC).

وبحسب وزارة الخارجية النرويجية، فإنّ الاجتماع الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "سيضم كلاً من رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزيرة الخارجية السويدية آن ليند. كما المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند وآخرين".

يُذكر أنّ المركز تأسس في عام 1993 بعد اتفاقية أوسلو، بهدف "بناء المؤسسات الفلسطينية وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين"، بحسب بيان وزارة الخارجية النرويجية.