كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الاثنين، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع خططاً لغزو جنوب لبنان ممّا يهدّد بتصعيد أكبر للحرب في المنطقة، وسط دعوات من حلفائه الغربيين لضبط النفس.
ويقول جيش الاحتلال إنه يريد دفع قوات "حزب الله" في جنوب لبنان شمالاً، نحو نهر الليطاني.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن ما حصل في جنوب إسرائيل لا يُقارن بما يمكن أن يقوموا به هنا (في الشمال)، لافتاً إلى أن العقيدة الإسرائيلية هي نقل الحرب إلى الجانب الآخر.
ويأتي هذا في وقت أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونكريس أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال مستعدّ، ويستعدّ، وأن رئيس أركان الجيش وافق على الخطط وحدّد جداول زمنية المحددة للاستعداد.
ودفعت الحرب الدائرة على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى نزوح آلاف المستوطنين من المستوطنات القريبة من الحدود، في أمر يقول جيش الاحتلال إن "حزب الله" يعتبره بالفعل انتصاراً.
ووفق الصحيفة، فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الأكثر توتراً بين أعضاء كابينت الخرب بشأن بدء صراع على جبهة جديدة، حتى مع استمرار الجيش في مواجهة مقاومة شرسة في غزة، ومعارضة عالمية جراء الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين. في المقابل، يعبّر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت عن الحاجة إلى ردع "حزب الله"، وكان قد طالب هذا الشهر بأن يسحب "حزب الله" قواته نحو شمال الليطاني، أو أن إسرائيل ستجبره على ذلك.
وبرز خلال الأيام السابقة، الحديث عن منطقة عازلة في منطقة جنوب الليطاني، تسمح بعودة المستوطنين إلى المستوطنات التي أخليت بفعل المواجهات العنيفة الدائرة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غداة عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "كتائب القسام" في "غلاف غزة"، وبدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ومع تصاعد التصريحات الإسرائيلية بوجود مباحثات من أجل التوصل إلى حلٍّ دبلوماسي بشأن لبنان والحرب الدائرة على الحدود اللبنانية الجنوبية، أكد مصدر نيابي في "حزب الله"، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يوجد اتفاق سيحصل بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي".
وقال مصدر نيابي في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إنّه لا اتفاق سيحصل بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي، والجبهة الجنوبية في لبنان مرتبطة بجبهة غزة، مشدداً على أن "الاحتلال وداعميه الأميركيين والغربيين لن يفرضوا أي مخطط مرتبط بجنوب الليطاني، مهما ارتفعت تهديداتهم، وعلى العدو أن يوقف خروقاته في لبنان، وينسحب من الأراضي المحتلة".
وتصاعدت في الأيام الأخيرة الاعتقادات في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه لا مفر من عملية عسكرية في لبنان "للتخلص من التهديد الذي يشكله حزب الله". ويرى هؤلاء أن "التهديد الذي نشأ في لبنان منذ عام 2006 ربما لا يُحتمل، لكنه سيشتد أكثر في المستقبل".