تصدى عناصر مسلحون اليوم الإثنين، لمحاولة تقدم قوات النظام السوري على محاور في محيط منطقة درعا البلد بالتزامن مع قصف بالمدفعية على منازل السكان، وذلك بعد التوصل إلى تمديد وقف إطلاق النار برعاية روسية.
وقال تجمع أحرار حوران، إن مسلحين من أهالي درعا تصدوا فجر اليوم لمحاولة تقدم من مليشيات "الفرقة الرابعة" في حي طريق السد على أطراف درعا البلد، مشيرًا إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بالتزامن مع اشتباكات مماثلة على محور حي المنشية ودوار كازية المصري ومنطقة البحار، جرى خلالها قصف من النظام على الأحياء المحاصرة في درعا البلد.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جددت بعد منتصف الليل مباشرة استهداف أحياء درعا البلد وحي طريق السد بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات، كما حاولت التقدم على المحور الشرقي من طريق السد إلا أنها واجهت مقاومة من أبناء المنطقة.
وذكر الناشط أن اشتباكات عنيفة دارت أيضا بين شبان مدينة الصنمين وقوات النظام المتمركزة على حاجزي الجمعية والبريد وسط المدينة، بعد هجوم على قوات النظام بهدف تخفيف الضغط وإشغال قوات النظام عن اقتحام درعا البلد، مضيفا أن هدوءا شبه تام يسري في معظم المناطق بدرعا منذ صباح اليوم.
جاء ذلك عقب التوصل إلى اتفاق مبدئي بين اللجنة المركزية المفاوضة عن درعا البلد والنظام برعاية روسية، وينص الاتفاق على تمديد التهدئة ووقف إطلاق النار، فيما ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن عمليات النظام تأتي بهدف الضغط على المنطقة للقبول بشروطه التي يريد فرضها من خلال عملية التفاوض.
وكانت مصادر قد أفادت "العربي الجديد" مساء أمس، بأن وجهاء درعا اجتمعوا ظهرا في "درعا المحطة" مع الجنرال الروسي المسؤول عن المنطقة، بدعوة من الأخير، وانتهت هذه الجلسة بالتوصل لاتفاق مبدئي على التهدئة ووقف العمليات العسكرية.
وأشارت المصادر إلى أن الجنرال الروسي وعد خلال الاجتماع برفع مطالب اللجنة المركزية إلى القيادة الروسية في دمشق للبتّ في الأمر، والإعلان عن قبول أو رفض تلك الشروط خلال ساعات.
ويعد بند التهجير أكبر العوائق للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، حيث يصر النظام على تهجير عدد من مقاتلي المعارضة السابقين، فيما ترفض اللجنة المركزية تهجير أي شخص.
كما تبرز مسألة وضع حواجز لقوات النظام في أحياء درعا البلد كقضية خلافية أخرى بين الطرفين، وسط محاولة اللواء الثامن المدعوم من روسيا للتوسط والوصول إلى حل وسط.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، إن محاولة التقدم من مليشيات الفرقة الرابعة هي محاولة لتعطيل عملية التفاوض التي ترعاها روسيا، مشيرًا إلى أن الجانب الإيراني يحاول التعطيل بهدف تكرار سيناريو التهجير الرامي لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة.
وأوضح المصدر أن المليشيات مستمرة في الحصار شبه الكامل على درعا البلد، بهدف دفع السكان إلى النزوح نحو مناطق أخرى.
ويزعم النظام أن هناك عناصر من تنظيم "داعش" في درعا البلد، وهو ما تنفيه المصادر بشكل قاطع، وتؤكد أنها مجرد ذرائع من النظام لتبرير عملية الاقتحام والتهجير.
وكانت قوات النظام قد أغلقت بالسواتر الترابية جميع الطرقات الفرعية والزراعية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي مساء أمس، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية قوامها حوالي 200 عسكري مع عتاد خفيف ومتوسط إلى تل "المحص" غرب المدينة، بهدف دعم قواته التي تتعرض لهجمات من أهالي المنطقة على خلفية هجوم النظام على درعا البلد.