"داعش" يتبنى هجمات ضد "قسد" في شمال شرقي سورية.. وقاعدة عسكرية جديدة للتحالف الدولي بريف الرقة

10 نوفمبر 2022
عناصر من قوات سورية الديمقراطية (فرانس برس/أرشيف)
+ الخط -

 

تبنى تنظيم داعش عدة هجمات ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية، خلال الساعات الـ24 الماضية، والتي أدت إلى مقتل وجرح عدة عناصر، بالإضافة إلى مقتل عناصر آخرين بهجمات أخرى في المنطقة.

وتبنت معرفات موالية لتنظيم داعش، ليل الأربعاء-الخميس، مقتل عنصر من "قسد" وجرح ثلاثة آخرين، إثر استهداف سيارتين عسكريتين لـ "قسد" بعبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف أحد حواجزها بالأسلحة الرشاشة في محيط جبل عبد العزيز غربي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.

كما تبنى التنظيم إصابة عدة عناصر من "قسد"، إثر هجوم نفذته خلايا التنظيم ليل الأربعاء/ الخميس بالأسلحة الرشاشة وقذيفة صاروخية من نوع آر بي جي على حاجز لقوات "قسد" يتمركز على جسر بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، شرقي البلاد.

في السياق، قُتل عنصر من "قسد" وجرح عنصر آخر، مساء الأربعاء، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارة عسكرية لـ "قسد" على أطراف قرية حزيمة بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرقي البلاد، فيما توجه أصابع الإتهام لخلايا التنظيم بالوقوف وراء الهجوم.

وقُتل ثلاثة عناصر من "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام السوري، المدعومة من إيران، أمس الأربعاء، إثر هجوم نفذه مجهولين يُرجح أنهم خلايا تابعة لـ"داعش" على أطراف مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي، فيما أكدت مصادر محلية مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن من بين القتلى عنصر يدعى محمد علي العمر، ينحدر من مدينة القورية، وكان قد أجرى مصالحة مع "الفرقة الرابعة" قبل عدة أشهر.

وقتل عنصر من قوات النظام، الإثنين، وجرح عناصر آخرين، إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب بالقرب من حقل "صفيان" (النفطي) الذي يشهد اشتباكات متقطعة بين خلايا التنظيم والميليشيات المدعومة من روسيا، جنوب غربي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد. 

وكانت خلايا "داعش" قد تمكنت، السبت، من أسر عنصرين من قوات النظام، إثر إقامة عناصر التنظيم حاجزا عسكريا متنكرين بلباس قوات النظام، على طريق بلدة الدوير بريف دير الزور الشرقي، شرقي البلاد، كما أن قوات "قسد" اعتقلت الجمعة الفائت نحو 15 شاباً غالبيتهم مدنيين من أبناء بلدة العزبة بريف دير الزور الشمالي، بعد زيادة هجمات التنظيم ضد "قسد" في المنطقة.

وكان تنظيم داعش قد أعلن، في 8 أكتوبر/تشرين الأول، عبر وكالة "النبأ"، مسؤوليته عن تنفيذ 59 عملية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وقوات النظام السوري، خلال 68 يوماً، ما أسفر عن مقتل وإصابة 122 عنصراً من الطرفين.

واوضحت الوكالة أن عمليات التنظيم أدت إلى مقتل وجرح 103 عناصر من "قسد"، و19 من قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير 34 آلية عسكرية، وتنوعت بين الاغتيالات المباشرة، والهجمات بعبوات ناسفة، والكمائن، وغيرها.

قواعد جديدة لقوات التحالف في ريف الرقة

تعتزم قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها، ضمن المناطق التي تُسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بالاشتراك مع قوات "التحالف الدولي" بريف محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.

وقال الناشط أسامة أبو عدي، وهو من أبناء مدينة الرقة، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "قوات التحالف الدولي بدأت بالتحضير لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها داخل مقر الفرقة 17 الواقعة شمال مركز مدينة الرقة، شمال شرقي البلاد"، مؤكداً أن "هناك معلومات عن تحضير قوات التحالف الدولي لإنشاء قاعدة أخرى في منطقة الجزرة بريف الرقة الغربي".

وتعتبر "الفرقة 17" أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، وتبعد عن الرقة من الطرف الشمالي 3 كيلو مترات، وكانت تابعة لقوات النظام السوري، وحاصرتها فصائل "الجيش الحر" التابع للمعارضة السورية في عام 2013، ولم تستطع السيطرة عليها، وتمكن "داعش" من اقتحامها عام 2014، وأعدم فيها نحو 300 عنصرا من قوات النظام.

وكان وفد استطلاعي تابع للقوات الأميركية قد زار مقر "الفرقة 17" منتصف يوليو/ تموز العام الجاري، ورفع العلم الأميركي فوق أحد مقرات الفرقة، التي يتمركز داخلها مجموعات عسكرية تابعة لقوات من "مجلس الرقة العسكري" التابع لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وأكاديمية عسكرية تابعة لـ "الدفاع الذاتي".

وتتمركز قوات "التحالف الدولي" في ما لا يقل عن 28 موقعاً عسكرياً داخل سورية، موزعة على ثلاث محافظات، أبرزها الحسكة، بواقع 17 موقعا أبرزها قاعدة "الشدادي" بريف الحسكة الجنوبي، ودير الزور بواقع تسعة مواقع، أبرزها قاعدة حقل "العمر" (النفطي)، وحمص، بواقع منطقتان، أبرزهما قاعدة "التنف" الواقعة ضمن منطقة الـ55 كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.


من جهة أخرى، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل تقف وراء الهجوم، ليل الثلاثاء-الأربعاء، على قافلة مركبات على الحدود السورية-العراقية.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مُطلعة لم تسمها، إن "طائرات إسرائيلية قصفت أمس الثلاثاء قافلة سيارات في شرق سورية قادمة من العراق"، موضحةً أن "القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 10 أشخاص وتدمير عربات يشتبه في تهريبها أسلحة إيرانية".

وبحسب مصادر مُطلعة من أبناء محافظة دير الزور، لـ "العربي الجديد"، فإن أكثر من خمسة غارات جوية استهدفت ليل الثلاثاء-الأربعاء شحنات وقود وأسلحة، في منطقة الحميضة، وقرية الهري شرقي مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، المقابلة لمعبر القائم على الحدود السورية-العراقية، ما أسفر عن وقوع نحو 15 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى ضمن القافلة المستهدفة.