تظاهرات حاشدة في مدن عربية بالذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى

08 أكتوبر 2024
تظاهرات في عدد من المدن العربية دعما لطوفان الأقصى (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

خرجت في عدد من المدن العربية، الاثنين، تظاهرات حاشدة في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس ونجح خلالها مقاومون من اقتحام مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، قبل أن تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع المحاصر. وسبق تظاهرات الاثنين، تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في دول عدة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، السبت والأحد، دعماً لغزة ولبنان.

في الجار الأردن، شارك آلاف الأردنيين بعد صلاة عشاء الاثنين في فعالية حصار سفارة الكيان الصهيوني بمنطقة الرابية غرب العاصمة عمّان، في ذكرى السابع من أكتوبر تأكيدا على موقف الشعب الأردني المناصر للشعب الفلسطيني والداعم للمقاومة في معركة طوفان الأقصى والمندد بالعدوان الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية على فلسطين ولبنان.

ومنع الأمن الأردني المشاركين الذين احتشدوا في ساحة مسجد الكالوتي وما حولها من الوصول إلى مبنى سفارة الاحتلال، باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، وسط عمليات كر وفر بين المتظاهرين ورجال الأمن

وجاءت الفعالية التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وعدد من الأحزاب الأردنية تأكيدا على استمرار زخم التأييد الشعبي في الأردن ومختلف دول العالم انتصاراً للشعب الفلسطيني ومواصلة الشعب الأردني حراكه الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.

وردد المشاركون هتافاتٍ تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، مؤكدين أنّ ذكرى الطوفان الاقصى مرحلة تحول في تاريخ الأمّة، وأشادوا بأداء فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن.

وفي السياق، عمّ الإضراب العام مخيّم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، الاثنين، وذلك ضمن فعاليات إحياء ذكرى إطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر 2023.

وندد أصحاب محالّ تجارية وأهالٍ في المخيم بالصمت العربي والغربي على ما يجري من إبادة جماعية في غزة والضفة الغربية، داعين حكومات العالم للضغط على الاحتلال لوقف الحرب التي أصبحت عارا على كل العالم، مطالبين في ذات السياق بوقف أشكال التطبيع مع الكيان المحتل.

إلى ذلك، نفذت نقابة المهندسين وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، وخاصة في قطاع غزة وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للسابع من اكتوبر.

بدورها، قالت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني الأردنية "همم" في بيان لها، إنه "رغم مرور عام على هذه الحرب المدمرة، لا تزال معاناة سكان غزة تتفاقم في ظل الحصار المستمر، وتحت وطأة النقص الحاد في الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء، وتدمير المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية".

وقال البيان، إن دولة الاحتلال لن تتوقف عن ارتكاب المزيد من الجرائم إلا إذا واجهت موقفاً دولياً حازماً ينهي حالة الإفلات من العقاب، ويؤكد أن حقوق الإنسان لا تخضع للمساومة. إن شعوب المنطقة تستحق العيش بكرامة وسلام، وستبقى تواصل نضالها العادل حتى تنال كامل حقوقها المشروعة.

بدوره، وصف الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة "معركة طوفان الأقصى بـ"التاريخية"، وأنها رغم حجم التضحيات، إلا أنها شكلت صدمة غير مسبوقة للكيان وقادته.

وأصدرت كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي بيانًا في الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر، أشادت فيه بإنجازات المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، مؤكدةً أن هذه الأحداث شكّلت تحولًا كبيرًا في مسار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

تونس: مسيرة حاشدة دعما لطوفان الأقصى

عربياً أيضاً، شارك تونسيون ومنظمات وسياسيون مساء الإثنين، في مسيرة حاشدة في ذكرى طوفان الاقصى، مؤكدين على أن المقاومة صامدة بعد عام على ذكرى 7 أكتوبر، مشيرين إلى أن دعم الشعب الفلسطيني واللبناني مستمر وأنه يجب التنديد بمجازر الكيان الصهيوني. وتوجه المحتجون قريبا من سفارة فرنسا وسط العاصمة تونس، مؤكدين أنها شريكة في العدوان.

تونس: مسيرة حاشدة دعما لطوفان الأقصى 7 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

 وحاول الأمن التصدي لهم أثناء محاولتهم التقدم قرب محيط السفارة، داعيا إياهم إلى ضبط النفس ليتم إطلاق الشماريخ، الأمر الذي استفز بعض العناصر الأمنية لترد بالغاز وتحاول السيطرة على المحتجين.

وقال منسق جمعية أنصار فلسطين بشير خضر في تصريح لـ "العربي الجديد" إنه "مر 365يوما على طوفان الأقصى في 7أكتوبر، ويمكن القول إنه مرت 365يوما من الابادة الجماعية ومن القتل، ومر عام على دمار غزة وتقتيل الشعب الفلسطيني، ولكن الصمود الذي عرفت به المقاومة سيذكره التاريخ، لأنه يستحيل أن تقف أي مقاومة أمام قوى عظمى وتبقى صامدة".

وأضاف خضر أن "المقاومة الفلسطينية صمدت وكانت لها عمليات نوعية، وطوفان الأقصى حرر الإنسان والشعوب العربية من الخوف وهذا الطوفان سيحرر فلسطين".

وحول الاعتداءات الاسرائيلية على بيروت، رد أن "لا تحرر دون تضحيات، مبينا أن الثمن غال، ولكن النصر سيكون قريبا".

بدوره، قال الناشط السياسي والنقابي، نفطي حولة إن "طوفان الأقصى تعتبر ثورة نوعية في تاريخ البشرية، وخاصة في علاقة بفلسطين"، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "لابد من مزيد دعم ومساندة المقاومة، وعلى جميع القوى الحية يجب أن تتوحد لبلوغ النصر. وخيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد ضد المطبعين والخونة".

وبين أن "لعبة الشرق الأوسط الجديد لن تمر والإدارة الأميركية التي تشرف على هذا المشروع ستفشل كما فشلت سابقا، وطالما أن المقاومة في لبنان صامدة ويتم إسنادها باليمن المجيد والعراق وإيران التي تلعب دور الردع فإن هذه المخططات لن تمر".

لعبة الشرق الأوسط الجديد لن تمر والإدارة الأميركية التي تشرف على هذا المشروع ستفشل كما فشلت سابقا

وفي السياق، أكد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي الشغل سمير الشفي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "7 اكتوبر هي الذكرى الأولى لطوفان الاقصى واليوم الشعب التونسي بمختلف مكوناته السياسية والمدنية يحيي هذه الذكرى"، مبينا أن التونسي نصير المقاومة كما كان دوما.

 وتابع الشفي أنه "لوحظ اليوم حالة من التشنج غير المفهومة باقتراب المحتجين من محيط السفارة الفرنسية، ورغم أن الاحتجاج حركة نضالية مطلوبة ومن المفترض أن تكون في جل العواصم والشوارع العربية، إلا أن استعمال العنف من قبل بعض العناصر الأمنية غير مبرر".

وتابع أن "التضامن مع المقاومة التي قدمت لأمتها عديد شهداء وهم أبطال من الوزن الثقيل كإسماعيل هنية وحسن نصر الله وبالتأكيد ستنتصر المقاومة".

ويرى عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للطلبة، لؤي الطرابلسي أن "مطالبهم واضحة، وهي تجريم التطبيع في تونس ومنع المنتجات التابعة للكيان من الانتشار"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "سبات بعض الشعوب العربية والدعم الحقيقي غائب"، مضيفا أنه "في ذكرى طوفان الأقصى مرت سنة ولم يتغير شيء فلا حصل تجريم التطبيع ولا المطالب التي نادوا بها لدعم المقاومة تحققت، لذلك لابد من دعم المقاومة حتى النصر".

وبين أن "استعمال الغاز المسيل للدموع غير مبرر لأن أي بلد ساند إسرائيل ضد الحق الفلسطيني هو كيان مرفوض، وكل من كان ضد الإنسانية وقتل الفلسطينيين غير مرغوب فيه ولا يجب حمايته".

المغرب: طلاب يدعمون فلسطين في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى

في غضون ذلك، شهدت جامعات مغربية، الاثنين، تحرّكات طالبية تضامناً مع فلسطين والفلسطينيين، في ذكرى مرور عام على عملية طوفان الأقصى. ومن المنتظر أن يتواصل الحراك الطالبي المغربي من خلال تصعيد جديد أعلن عنه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أكبر تنظيم طالبي في البلاد) يشمل إضراباً شاملاً غداً الأربعاء، ضدّ التطبيع الأكاديمي مع حكومة إسرائيل وجامعاتها.

كما شهدت الجزائر، الاثنين، سلسلة فعاليات سياسية وشعبية في ذكرى عملية طوفان الأقصى، جددت تأكيد المواقف الجزائرية الداعمة للمقاومة وللقضية الفلسطينية. ونظّمت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، فعالية سياسية بهذه المناسبة وشارك فيها سياسيون وأكاديميون وممثلون عن المقاومة، وقال رئيس الحركة عبد العالي حساني إن "طوفان الأقصى أعاد الوهج للقضية الفلسطينية، وأنقذها من مشاريع التصفية التي كانت جارية".