لا تزال منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية، تشهد اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا من جهة، وفصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عسكرية عاملة في منطقة إدلب.
وتقدمت "الفتح المبين" بشكل طفيف، وسيطرت على بعض النقاط العسكرية من خلال تلك الاشتباكات، الأمر الذي أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام خلال الـ 72 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة قتلى وجرحى قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران إلى أكثر من 70 قتيلاً وجريحاً خلال شهر أغسطس/ آب الجاري.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن 15 عنصراً من قوات "الفوج الأول" التابع لقوات النظام، ومن قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، قُتلوا خلال الـ 72 ساعة الماضية، بالإضافة إلى جرح أكثر من 25 عنصراً آخر، من بينهم ضباط.
وأشارت المصادر التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن الخسائر جاءت على دفعتين؛ الأولى بعد نسف فصيل "أنصار التوحيد" نفقاً تحت تحصينات ودشم عسكرية تابعة لقوات النظام في قرية الملاجة بريف إدلب الجنوبي، والسيطرة عليها، قبل أمس السبت؛ والثانية أثناء صدّ محاولة تقدم يوم أمس الأحد من قبل "فوج الطراميح" التابع لـ "الفرقة 25 مهام خاصة" في محاولة لاستعادة النقاط التي تمت السيطرة عليها، دون إحراز أي تقدم يذكر. بالإضافة إلى تدمير دبابة ومقتل طاقمها، نتيجة استهدافها بصاروخ موجه من نوع "تاو" على جبهة بلدة حزارين، بوابة منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب.
وأكدت المصادر أن قرية الملاجة أصبحت منقسمة السيطرة، كون فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" استحوذت على الجزء العلوي من القرية، ولذلك قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا تدفع بكل ثقلها لاستعادة تلك النقاط، كونها منطقة تطل على بلدات أخرى أبرزها بلدة حزارين، حيث استقدمت قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" تعزيزات من مدينة معرة النعمان، بالإضافة إلى الدفع بتعزيزات أخرى من مدينة كفرنبل المحاذية لبلدة الملاجة، جنوبي المحافظة.
خلط الأوراق
بدوره، قال العقيد مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عملية قرية الملاجة وفق تصريح غرفة عمليات الفتح المبين تأتي في إطار الرد على استهداف روسيا وقوات الأسد للمدنيين".
ورأى بكور أن تصعيد الغارات الروسية على منطقة إدلب مؤخراً، يأتي "بعد الحديث عن عملية عسكرية للتحالف شرق سورية، لذلك تقوم روسيا بالتصعيد لخلق الأوراق"، كما يعتقد أنه "لا يوجد أي تحرك عسكري على الأرض من الجانبين"، مبيناً أن "الحراك الشعبي المستجد سيكون له تأثير إيجابي على الثورة السورية".
وكانت الطائرات الحربية الروسية، قد نفذت فجر اليوم الاثنين، 4 غارات جوية (8 صواريخ) شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها أطراف بلدة كفر لاتا القريبة من مدينة أريحا غربي محافظة إدلب، وأطراف بلدة سرجة في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، كما نفذت أيضاً ليل الأحد 4 غارات جوية استهدفت بلدة الفطيرة جنوبي محافظة إدلب، شمال غرب البلاد، دون وقوع إصابات بشرية.
وكان طفلان اثنان قد قُتلا يوم السبت الفائت، بالإضافة إلى إصابة خمسة مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال، إثر استهداف قوات النظام بقذائف المدفعية والصواريخ، الأحياء السكنية في بلدة كنصفرة في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، سبقها يوم الثلاثاء الفائت مقتل نازحين اثنين من بلدة الرويحة في منطقة جبل الزاوية، بالإضافة إلى إصابة مدنيين آخرين بينهم نساء وأطفال، إثر استهداف الطائرات الحربية الروسية محطة مياه بالقرب من بلدة عين شيب غربي مدينة إدلب، شمال غرب البلاد.
وقُتل وجرح 20 عنصراً وضابطاً من قوات النظام في السادس من أغسطس/ آب الجاري، إثر عملية "نوعية" نفذها الجناح العسكري لـ "هيئة تحرير الشام" ضمن عمق مناطق سيطرة النظام السوري في قمة النبي يونس في منطقة جبل الأكراد بريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، شمال غرب البلاد، لا سيما أن معظم القتلى والجرحى من الضباط المسؤولين عن إدارة وتوجيه محاور الساحل وسهل الغاب، وفق "مؤسسة أمجاد الإعلامية" التابعة للهيئة.