حوار استراتيجي بين الجزائر وإيطاليا قبل زيارة تبون المرتقبة إلى روما

03 يوليو 2023
من زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية إلى الجزائر في يناير الماضي (فاضل عبد الرحيم/فرانس برس)
+ الخط -

عقد مسؤولون جزائريون وإيطاليون في العاصمة الجزائرية، اليوم الاثنين، الاجتماع الثاني للحوار الاستراتيجي حول العلاقات الثنائية والقضايا السياسية والأمنية الشاملة، في خطوة تعزز التطور الكبير في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال افتتاح الاجتماع، إنه يأتي في ظرف سياسي باتت فيه إيطاليا من أكبر الشركاء الاقتصاديين والسياسيين للجزائر، مشيراً إلى أن حجم التبادلات التجارية بين البلدين بلغ مستويات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية، حيث ارتفع بنسبة 250 في المائة مقارنة بعام 2021، وبلغ 20 مليار يورو في عام 2022، أي أكثر من ضعف العام السابق البالغ ثماني مليارات.

وأضاف عطاف، الذي كان قد زار روما الأسبوع الماضي، أن "حجم الاستثمارات البينية بين الجزائر وإيطاليا عرف أيضاً ارتفاعاً محسوساً في مجال الطاقة وفي غيره من المجالات، والجزائر حريصة على توطيد أركان هذه الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة خاصة، عبر التزامها بدورها مموناً بالطاقة موثوقاً به إقليمياً ودولياً".

وكانت الجزائر وإيطاليا قد وقعتا، في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال زيارة لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر، على اتفاق لبناء خط أنابيب لنقل الهيدروجين، والغاز، والأمونياك، والكهرباء من الجزائر إلى أوروبا عبر إيطاليا.

واعتبر المسؤول الجزائري أن "العلاقات الجزائرية الإيطالية تمرّ اليوم بأحسن أحوالها، بفضل ما تحقّق من مكاسب جديدة تعزز الشراكة الاستراتيجية"، لافتاً إلى أن البلدين "ملتزمان بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي احتفلنا مطلع العام الجاري بالذكرى الـ20 للتوقيع عليها".

وتوصف العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيطاليا والجزائر في الوقت الحالي بـ"الممتازة"، خاصة بعد سلسلة الزيارات الأخيرة بين كبار المسؤولين في البلدين، أبرزها زيارة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إلى الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، تلتها زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى روما في مايو/أيار 2022، وزيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الجزائر في يناير الماضي.

ويناقش الحوار الاستراتيجي الجزائري الإيطالي مسائل التنسيق السياسي والتعاون في المجال الأمني وأمن المتوسط، ومسائل الهجرة غير شرعية، والتعاون الاقتصادي في المجالات الحيوية، وتراهن الجزائر على تركيز أكبر لعلاقاتها مع إيطاليا أولاً، والبرتغال ثانياً، كشريكين في الضفة الشمالية للمتوسط، بديلاً عن إسبانيا وفرنسا اللتين تشهد العلاقات معهما توترات سياسية مستمرة، انعكست بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية، وحجم التبادلات التجارية بين الجزائر وكل من باريس ومدريد.

وأمس الأحد، أجرى الرئيسان الجزائري تبون والإيطالي سيرجيو ماتاريلا اتصالاً هاتفياً، تطرقا فيه، إضافة إلى ملف الوساطة الجزائرية المفترضة في الأزمة الأوكرانية، إلى العلاقات الثنائية، و"إمكانية حضور الرئيس تبون لقاءين مهمين في إيطاليا، الأول في يوليو/ تموز الجاري، والثاني في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل".

وكان السفير الجزائري لدى روما عبد الكريم طواهرية قد كشف، قبل أسبوعين، عن التحضير لزيارة جديدة للرئيس تبون إلى روما في نوفمبر المقبل، كضيف شرف على النسخة التاسعة من المؤتمر الدولي "حوارات المتوسط"، الذي أطلقته إيطاليا منذ عام 2015. وهي زيارة تتزامن مع إقامة أسبوع الثقافة الجزائرية في إيطاليا، الذي سيقام في أربع مدن، هي ميلان وروما ونابولي وفلورنسا، وتتزامن أيضاً مع احتفالات العيد الوطني لثورة الجزائر.

المساهمون