استمع إلى الملخص
- الزيارة تشمل بغداد، إقليم كردستان، والبصرة، وتتضمن توقيع أكثر من 30 اتفاقية في مجالات اقتصادية وأمنية وتجارية، بالإضافة إلى ملف المياه.
- الوفد الإيراني يضم وزراء الخارجية، الداخلية، النفط، والإسكان، ومحافظ البنك المركزي، مما يعكس أهمية العلاقة بين البلدين وتطلعات إيران الأمنية والتجارية في العراق.
من المفترض أن يجري الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان زيارة إلى العراق في سبتمبر/أيلول الحالي، هي الأولى له خارجياً منذ تولي منصبه، في ما يبدو أنه يمنح ملفات الأمن أولوية. وأكد بزشكيان، السبت، أن العراق سيكون وجهته الخارجية الأولى، مبيناً أن "العراق بلد صديق لنا، وأولى زيارتي الخارجية ستكون لهذا البلد. وسأقوم بزيارة مرقد الإمام علي في مدينة النجف". وجاء هذا التعليق لينهي موجة من التحليلات والتوقعات العراقية بشأن زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق.
والأسبوع الماضي، أعلن السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق، أن بزشكيان سيترأس وفداً رفيع المستوى خلال زيارته إلى العراق. وقال السفير في تصريحات صحافية، إن "هذه الرحلة ستتم في الفترة ما بين 10 أيلول إلى 21 أيلول، وأن "عدداً من المذكرات التي كان من المفترض أن يوقعها رئيسا البلدين خلال زيارة رئيس بلادنا الراحل إبراهيم رئيسي، سيتم التوقيع عليها وتبادلها خلال الزيارة المقبلة لمسعود بزشكيان إلى العراق". وأضاف أن "الزيارة ستستمر ثلاثة أيام، وتشمل العاصمة بغداد، إقليم كردستان، والبصرة"، مؤكداً أنها "ستشهد توقيع أكثر من 30 اتفاقية بين البلدين في الملفات الاقتصادية والأمنية والتجارية، بالإضافة إلى اتفاقيات تخص ملف المياه".
كما أكدت وسائل إعلام إيرانية، أن الوفد الحكومي الإيراني الذي سيزور بغداد، سيضمّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووزراء الداخلية، والنفط، والإسكان، ومحافظ البنك المركزي الإيراني. ووجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في يوليو/تموز الماضي، دعوة رسمية إلى بزشكيان لزيارة العراق، عقب تصريحات للرئيس الإيراني أكد فيها أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً للعراق، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد.
وتواصل "العربي الجديد" مع مصادر سياسية في بغداد، قالت إن "اختيار رئاسة الحكومة الإيرانية العراق كأولى المحطات الخارجية للرئيس الإيراني الجديد، تشرح أهمية العلاقة بين بغداد وطهران، وتقدمها على كل المستويات". وأضافت أن "إيران لديها تطلعات وطموحات كثيرة في العراق، لعل أبرزها الأمن والتجارة، فهي تريد الحفاظ على أمن أراضيها، وتحديداً من جهة إقليم كردستان، إذ لا زالت تشعر بالخطر من المعارضة الكردية الإيرانية المستقرة في إربيل"، مشيراً إلى أن "ملفات الأمن ستكون أولوية في الزيارة، ومنها الأمن في المنطقة بشكل عام، ومراجعة الملفات الأمنية بين البلدين في ما يتعلق بالمعارضة الإيرانية ومحاربة الإرهاب".
من جانبه، أشار عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، إلى أن "الرئيس الإيراني الجديد يجد في العراق، الصديق الأقرب بالنسبة لإيران، لاعتبارات كثيرة، كما أن الهموم والتطلعات مشتركة، ولدى العراق علاقة سياسية واقتصادية وأمنية ممتازة، وفي الوقت الذي تريد إيران أن تضمن أمنها وضبط الحدود، فإن العراق هو الآخر يبحث عن استقراره". ولفت الفايز، إلى أن "زيارة بزشكيان للعراق كأول المحطات الخارجية، تمثل طفرة إيجابية مهمة في العلاقة بين البلدين"، متوقعاً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، "نجاح الزيارة والتوصل إلى تفاهمات مهمة في مصلحة الطرفين".