شددت حركة "طالبان" الأفغانية على أنها لن تشكل خطراً للمصالح الهندية في البلاد، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ دور الهند في أفغانستان "سلبي جداً"؛ إذ إنها "تساعد الحكومة الأفغانية بالطائرات الحربية والعتاد والسلاح مقابل حركة طالبان، ومن أجل قتل الأبرياء الأفغان".
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي له، اليوم الثلاثاء، إنّ "طالبان" ترى أنّ دور الهند "غير أصولي وغير مقبول"، مشيراً إلى أنّ الحركة "تتطلع إلى تغير ذلك الموقف، رغم أنّ نيودلهي لم تسع إلى تغيير موقفها الحالي"، مؤكداً أنّ هذه الأسباب جعلت علاقات الحركة بالهند "غير جادة".
وحيال سفارة الهند وقنصليتها في أفغانستان، قال مجاهد إنّ الحركة "تضمن توفير الحماية لكافة البعثات الدبلوماسية" في البلاد، "إلا إذا قامت أي بعثة دبلوماسية بعمل غير لائق"، بحسب قوله، موضحاً أنّ إغلاق الهند لقنصليتها في قندهار "يرجع إلى الهند نفسها وليس بسبب تعامل طالبان"، وفق قوله.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أكدت مراراً أنّ "طالبان" تشكل خطراً على المشاريع الهندية في أفغانستان، مثل مشروع سد سلمى الذي أكملته نيودلهي، إلا أنّ مجاهد يؤكد أنّ حركة "طالبان" لن تشكل أي خطر للمشاريع التنموية والاقتصادية في البلاد "مهما كانت الدولة ومواقفها".
وأشار مجاهد إلى أنّ الحركة تشجع دول المنطقة والعالم للاستثمار في أفغانستان، مؤكداً أنّ وفد الحركة قد شجع خلال زيارته إلى بكين قبل أيام الاستثمار في أفغانستان.
أما عن هجمات "طالبان" على سد سلمى، فأكد مجاهد أنّ الحركة تحافظ على السد وعلى جميع السدود، معتبراً أنّ المشكلة الرئيسية تتمثل في وجود مواقع عسكرية للجيش الأفغاني قرب السد، مبيناً أنّ الحكومة تدعي أن مسلحي الحركة يستهدفون السد عند أي هجوم على عناصر الأمن.
وحول تأثير باكستان على العلاقات بين "طالبان" والهند، قال مجاهد إنّ هناك زعماً خاطئاً وهو أنّ الحركة تنظر إلى علاقاتها مع الهند من منظور باكستان، مؤكداً أنّ الحركة "تريد تحسين علاقتها مع كافة دول المنطقة"، ومشدداً على أنّ الحركة "تنظر إلى علاقاتها مع الجوار والمنطقة بنظر مصالح الشعب الأفغاني".
وأوضح مجاهد أنّ حركته تملك علاقة جيدة مع باكستان كجار، مشدداً على أنها تريد علاقات جيدة مع الهند بصفتها دولة مهمة في المنطقة "لكن المعضلة الأساسية تتمثل في أن الهند تدعم الحكومة الأفغانية (..) لدينا تقارير تؤكد أن نيودلهي أرسلت بعض الطيارين لمساعدة سلاح الجو الأفغاني".
وحول العاملين الأجانب في الشركات الداخلية، قال مجاهد إنّ من وظيفة حركة "طالبان" تأمين الأمن والحماية لجميع العاملين الأجانب الذين يعملون في الشركات والمصانع.
أما عن موقف "طالبان" حيال المصالحة، فأكد مجاهد أنّ الحركة "سعت من أجل إحلال الأمن والسلام في أفغانستان عن طريق الحوار"، مشيراً إلى أنّ حركته "طبّقت اتفاق الدوحة مع أميركا حرفياً من أجل الوصول إلى الحل لكن، (الحكومة الأفغانية وأميركا) في المقابل لا تريدان الصلح وتخلقان عقبات في طريقه"، وفق تعبيره.
ويأتي موقف "طالبان" حيال القضايا المختلفة في وقت تشهد فيه مدن أفغانية مختلفة أشد أنواع المعارك بين الحركة والقوات الأفغانية، تحديداً في مناطق هرات ولشكر كاه وقندهار، إذ تمكن مسلحو "طالبان" من إحراز بعض التقدم في لشكر كاه، فيما تمكنت القوى الأمنية من التصدي لهجمات الحركة واستعادة السيطرة على بعض المناطق التي استولت عليها "طالبان" في هرات وقندهار.