حراك كويتي شعبي ونيابي تضامناً مع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي

الكويت
avata
أنور الروقي
صحافي كويتي. مراسل العربي الجديد في الكويت
20 أكتوبر 2023
مسيرة للأطفال ضمن الوقفة التضامنية في ساحة الإرادة ضد العدوان على غزة
+ الخط -

خرجت أعداد غفيرة من الكويتيين، مساء الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، في تظاهرة أطلقوا عليها "جمعة الغضب"، في "ساحة الإرادة" وسط العاصمة الكويت، تضامناً مع غزة، بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها مستشفى المعمداني في القطاع.

وسجّلت التظاهرة العدد الأكبر من الحضور، بعد عدة وقفات تضامنية نظمها المواطنون الكويتيون، خلال الأسبوعين الماضيين، منذ بدء العدوان على غزة، وشهدت حضور مختلف الأعمار بدءاً من الأطفال وحتى كبار السن من كلا الجنسين.

وساهمت في  التحشيد لـ"جمعة الغضب" كافة القوى والتيارات السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والنقابات العمالية والطلابية، ومختلف أعضاء مجلس الأمة وبرلمانيون سابقون وناشطون مدافعون عن القضية الفلسطينية.

وشهدت معظم هتافات التظاهرة ترديد عبارات منددة بأميركا، وأخرى تدعم المقاومة في غزة، وسط حضور كثيف من رجال الأمن، في الساحة والطرق المؤدية إليها، الذين تواجدوا لترتيب التجمع وضمان الأمن، كذلك تنظيم المداخل والمخارج من وإلى ساحة التظاهر، بلا تسجيل أي مضايقات تُذكر للحضور.

في موازاة ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، عن تضامنهم مع غزة بمواجهة العدوان الإسرائيلي، عبر اتخاذهم عدة خطوات على مستويات مختلفة، وفق أدواتهم الدستورية والقانونية، اعُتبرت من الشارع الكويتي تعبيراً عن التضامن الشعبي الواسع منذ بدء العدوان الإسرائيلي، رغم مطالبات بالتصعيد أكثر.

اعتراض على مواقف الإدارة الأميركية

وأعلن النائب عبد الكريم الكندري، خلال تواجده في وقفة تضامنية، فجر يوم الأربعاء الماضي، بعد مجزرة مستشفى المعمداني، عن تقديم استجواب إلى وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، في حال اعتماده أوراق السفيرة الأميركية الجديدة في البلاد، كارين ساساهارا، وذلك "اعتراضاً على موقف الإدارة الأميركية، التي تسلّح الكيان الصهيوني وتشاركه بجرائمه"، بحسب تعبيره.

وأعلن عدد من أعضاء مجلس الأمة عن تأييدهم للكندري، ورفض اعتماد السفيرة الأميركية الجديدة لدى الكويت، من بينهم النوّاب: عبد العزيز الصقعبي، وحمد المطر، وجراح الفوزان، وعبد الهادي العجمي، وبدر نشمي العنزي، ومبارك الطشة، وحسن جوهر، وأحمد لاري، وهاني حسين شمس.

يُذكر أن مجلس الشيوخ الأميركي، وافق يوم الثلاثاء الماضي، على تعيين كارين ساساهارا سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأميركية لدى دولة الكويت، بعد ترشيحها من قِبل الرئيس الأميركي جو بايدن، في أغسطس/آب 2022. وشغلت ساساهارا أخيراً، منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشمال أفريقيا ومنصب القائم بالأعمال في الأردن، وكانت قبلها القنصل العام في القدس.

دعوة الحكومة والبرلمان لاجتماع طارئ

على صعيد متصل، وجّهت لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية، يوم الأربعاء الماضي أيضاً دعوة إلى الحكومة وأعضاء البرلمان لاجتماع طارئ، يوم الأحد المُقبل، وذلك "لمناقشة جرائم الحرب الصهيونية، وقانون تجريم التطبيع، تمهيداً لرفعه إلى مجلس الأمة".

وقالت اللجنة، في بيان، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، إن الدعوة للاجتماع "تفاعلاً مع مجزرة المستشفى المعمداني، وجرائم الحرب التي تقوم بها عصابات الكيان الصهيوني في قطاع غزة"، مبيية أنه "لمناقشة التطورات الأخيرة في القطاع، وكافة الخيارات الممكنة لدعم المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني، وتعريته أمام المجتمع الدولي".

وكان النائب حمد المدلج دعا، يوم الجمعة الماضي، إلى عقد جلسة خاصة لمجلس الأمة "لمناقشة الانتهاكات الصهيونية في غزة"، استجاب إليه 46 نائباً آخر (من أصل 50)، وتقدموا بطلب رسمي، يوم الإثنين الماضي، لعقد الجلسة الخاصة إلى رئيس البرلمان، موقّع من 47 نائباً، وتحديد موعدها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم. 

وأعلن النائب حسن جوهر، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عن رصد 8 شركات وصناديق استثمارية تساهم فيها الكويت، أظهرت دعمها للكيان الصهيوني، وطالب رئيس الحكومة "سحب كافة أموال الكويت من تلك الجهات المشبوهة، وإيقاف تجديد العقود المبرمة معها، حتى لا نكون شركاء في دماء أهلنا بغزة".

من جانبه، قال النائب مهند الساير إن "استخدام سلاح النفط والاستثمارات الخارجية، وفرض عقوبات تصاعدية حماية لأهلنا في فلسطين أقل ما يمكن تقديمه لهم، فالصهاينة ومن يساندهم لا يوجعهم شيء بقدر ما يوجعهم المال"، ودعا الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي إلى "إعادة ترتيب علاقاتها الخارجية وحلفائها الاستراتيجيين".

 في السياق، تقدّم 5 نوّاب هم: شعيب علي شعبان، وهاني حسين شمس، ومهلهل المضف، وحمد المدلج، وأسامة الزيد، باقتراح بقانون مع إعطائه صفة الاستعجال، يتعلق بحظر تعاطف الأشخاص الموجودين في الكويت مع الكيان الصهيوني ومواطنيه، وحظر التعامل مع العلامات التجارية العالمية المتعاطفة مع الكيان الصهيوني، وتشديد العقوبات المفروضة إلى مدد لا تقل عن 3 سنوات ولا تتجاوز 10 سنوات، بالإضافة إلى غرامات مالية.

ذات صلة

الصورة
سكايب

منوعات

دانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وعربية وأجنبية إقدام شركة مايكروسوفت على حظر حسابات البريد الإلكتروني وحسابات "سكايب" للمستخدمين الفلسطينيين.
الصورة
آثار الدمار في حي الشجاعية شرق غزة، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة العثور على نحو 60 جثماناً تحت أنقاض المباني في حيّ الشجاعية في مدينة غزة، وسط دمار هائل جعل الحيّ أقرب لـ"مدينة أشباح".
الصورة
دير البلح 11 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

تلقى عشرات آلاف الفلسطينيين في شمالي غزة عصر اليوم الخميس، اتصالات هاتفية مسجلة وغير مسجلة من جيش الاحتلال تحذّرهم من البقاء في منازلهم وتدعوهم للمغادرة.
الصورة
مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة ماكغيل الكندية، 7 مايو 2024 (الأناضول)

مجتمع

أغلقت جامعة ماكغيل الكندية حرمها الجامعي في وسط المدينة، أمس الأربعاء، مع دخول شرطة مونتريال بأعداد كبيرة للمساعدة في تفكيك مخيم مؤيد للفلسطينيين..