استمع إلى الملخص
- **نزوح عشرات الآلاف من السكان خلال أسبوعين من المعارك، وعودة البعض لتفقد الأضرار وسط الركام والدمار الهائل.**
- **جيش الاحتلال يحذر من أن مدينة غزة ستظل منطقة قتال خطيرة، مع تقديرات بوجود 350 ألف شخص لا يزالون داخل المدينة.**
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الخميس، العثور على نحو ستين جثماناً تحت أنقاض المباني في حيّ الشجاعية في مدينة غزة، بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابه منه مساء الأربعاء إثر عمليات عسكرية استمرّت أسبوعين. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل في بيان إنّ "طواقم الدفاع المدني فور انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من حيّ الشجاعية استطاعت بالتعاون مع أهالي الحيّ انتشال نحو 60 شهيداً حتى اللحظة".
وكان بصل قد تحدث عن تدمير هائل للبنية التحتية والمربعات السكنية في حيّ الشجاعية الذي تحوّل إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التحرّك"، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أنّ الدمار لحق بأكثر من 300 وحدة سكنية وأكثر من مئة محل تجاري في حيّ الشجاعية. وأوضح جيش الاحتلال مساء الأربعاء أنّ عملياته في حيّ الشجاعية قد انتهت.
وفيما اضطر عشرات آلاف السكان إلى النزوح مع امتداد المعارك إلى كلّ أنحاء مدينة غزة خلال أسبوعين من توغل الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس عودة السكان إلى حيّ الشجاعية غداة انسحاب جيش الاحتلال، وسط الركام والدمار الهائل. وبدت المباني القليلة التي لا تزال قائمة مدمرة ومن دون واجهات، بينما تحولت المباني الأخرى إلى أكوام من الركام.
وأتى السكان بحسب "فرانس برس" لتفقد الأضرار مشياً على الأقدام ويحملون ما تبقى من أمتعتهم القليلة، بينما جاء آخرون على متن عربة يجرها حمار. من جهتها، أكدت صابرين أبو عصر التي جاءت سيرًا على الأقدام أن حي الشجاعية "مدمّر" بعد هجوم جيش الاحتلال، وأضافت "والله أننا مدمرون.. يجب أن يشعر بنا أحد. يجب أن يشعر أحدهم بأهل غزة".
وعبّر محمد النيري وهو يقف بجانب مركبة مدرعة إسرائيلية مدمرة وسط الركام في الحي، عن صدمته مما يراه. وقال "عدنا إلى حي الشجاعية ووجدنا دمارا هائلا. دمار لا يمكن لأحد استيعابه. دمار لا يوصف. لا يوجد أي بيت إلا ودمر".
ورغم موجة النزوح طيلة أيام المعارك في مدينة غزة، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى 350 ألف شخص لا يزالون داخل مدينة غزة. وكان جيش الاحتلال قد ألقى الأربعاء آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة تحدّد للسكان "طرقاً آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر الجيش من أنّ "مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة".
(فرانس برس، العربي الجديد)