حاخام كبير يدعو الحريديم لعصيان أوامر التجنيد في الجيش الإسرائيلي

11 يوليو 2024
مجموعة من الحريديم تحتج بالقدس المحتلة على قرار تجنيدهم بالجيش، 30 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دعا الحاخام دوف لاندو طلاب المدارس الدينية الحريدية لعدم المثول في مكاتب التجنيد، معتبراً أن المحاكم الإسرائيلية أعلنت الحرب على عالم التوراة.
- رد رئيس المعارضة يئير لبيد بحدة، مطالباً الحكومة بإدانة دعوة الحاخام لاندو، معتبراً أن عدم إدانتها يُعتبر تخلياً عن الجنود وقيم الجيش الإسرائيلي.
- يسعى الجيش الإسرائيلي لتجنيد نحو 10 آلاف شاب حريدي بحلول عام 2026، بالتعاون مع مؤسسة التأمين الوطني، لمواجهة نقص الجنود.

دعا زعيم تيار اليهود الحريديم الليتوانيين في دولة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس المعهد الديني سالفودكا، الحاخام دوف لاندو، طلاب المدارس الدينية الحريدية، ليلة الأربعاء/ الخميس، إلى عدم المثول في مكاتب التجنيد للجيش. وجاءت دعوته من خلال الصفحة الأولى لصحيفة "ييتيد نئمان"، وهي وسيلة الإعلام الرئيسية لأتباع هذا التيار، فيما رد رئيس المعارضة الإسرائيلي يئير لبيد بحدّة على هذه الدعوة، التي تأتي تزامناً مع إعلان وزير الأمن يوآف غالانت إرسال أوامر تجنيد لآلاف الحريديم.

ويُعتبر التيار الليتواني أحد أبرز التيارات لدى اليهود الإسرائيليين المتزمتين دينياً (الحريديم). وفي رسالته عبر الصحيفة، كتب الحاخام لاندو: "خلال سنوات الحكم هنا في إسرائيل، كان هناك تفاهم مع السلطات العسكرية على عدم تجنيد طلاب المدارس الدينية.. وبناءً على تعليمات كبار الحاخامات، ومن أجل التصرّف كجمهور راقٍ ومنضبط، فإنهم تعاونوا مع السلطات العسكرية من أجل تسوية قانونية لهذه المسألة، والتي تضمنت المثول في مكاتب الجيش من أجل الحصول على مكانة طالب مدرسة دينية".

وهاجم في رسالته قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية، معتبراً أن "الوضع الآن هو أن المحاكم أعلنت الحرب على عالم التوراة، وهي التي فتحت جبهة وجاءت لتغيير الترتيب الذي كان قائماً على مدار السنوات (الماضية)، وأمرت الجيش بالبدء بعملية التجنيد الفعليّة لطلاب المدارس الدينيّة. وبما أن الجيش ملزم أمام المحاكم، لم يعد بالإمكان الاعتماد على تفاهمات مع قادة الجيش، حيث إن أيديهم مقيّدة بسلاسل حديدية من قبل القضاة، وكل امتثال لأحكام المحاكم هو استسلام لمحاربتهم الله وتوراته"، وفقا لما جاء في رسالته.

ودعا الحاخام لاندو الشباب الحريديم لعدم المثول في مكاتب التجنيد، حتى لو تلقوا أوامر، "لذلك، فإن التعليمات لطلاب المدارس الدينية هي عدم المثول في مكاتب التجنيد أبداً، وعدم الاستجابة لأي استدعاء على الإطلاق، ولا حتى للدعوة الأولى، وسينقذنا الله (..) من أيديهم، وسنجد راحة البال في رؤية جموع طلاب التوراة المنغمسين في دراستها، ويتأملونها ليل نهار".

لبيد: هذه الدعوة الأكثر وضوحا لعدم امتثال الحريديم للتجنيد

وردّ رئيس المعارضة عضو الكنيست يئير لبيد بحدة، اليوم الخميس، على أقوال الحاخام، وهاجم الحكومة قائلا: "أين كل الوزراء وأعضاء الكنيست من اليمين الكامل، الذين صرخوا ورفعوا صوتهم ضد دعوات رفض التجنيد". وأضاف: "كلمات الحاخام لاندو هي الدعوة الأكثر وضوحاً لعدم الامتثال للتجنيد التي سمعناها هنا على الإطلاق. وتجب على رئيس الحكومة ووزرائه إدانتها بكلمات صريحة، وإلا فإن هذا يُعتبر تخلياً عن الجنود، وتخلياً آخر عن قيم الجيش الإسرائيلي والدولة".

ويتحرك جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الأسابيع الأخيرة، بالتعاون مع مؤسسة التأمين الوطني، للعثور على شبان حريديم في سن الخدمة العسكرية ممن يعملون معظم اليوم، بحيث يكونون أول من يتم استدعاؤهم إلى الجيش، بدلاً من البدء بأولئك الذين يقضون معظم يومهم في التعلّم في المدارس الدينية. وقال رئيس القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يانيف عاسور، خلال جلسة عُقدت أمس الأربعاء في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، إن الهدف بحلول عام 2026 هو الوصول إلى تجنيد نحو 10 آلاف شاب حريدي.

وتطرق وزير الأمن يوآف غالانت، خلال مناقشات في الهيئة العامة للكنيست أمس الأربعاء، إلى قضية تجنيد الحريديم. وقال: "همنا هو عدم خلق صدوع وانقسامات في الشعب. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إرسال أوامر تجنيد لشريحة الحريديم. بتقديري، سنرسل في الفترة القريبة حوالي 3 آلاف أمر (لحريديم في جيل الخدمة العسكرية) بنية أن يستجيب أكبر عدد ممكن. إذا وصل 3 آلاف فهذا ممتاز، وإذا لم يحدث ذلك، فسندرس ما سنفعله قبل دورة التجنيد المقبلة. نحن لا نبحث عن إثارة الغضب (لدى الحريديم)، لكننا نبحث عن النجاح في هذه العملية".

يُذكر أن الجيش الإسرائيلي يعاني نقصاً بنحو 10 آلاف جندي، خاصة في ظل مقتل مئات الجنود خلال حربه الحالية على غزة، فضلا عن إصابة الآلاف منهم بإعاقات دائمة.