تنافس على خلافة السراج: القاهرة تفاضل بين معيتيق وباشاغا

16 يناير 2021
بوشر الحديث عن خلافة السراج (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة مقرّبة من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي، أن نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أحمد معيتيق، أنهى زيارة إلى مصر، استغرقت يوماً واحداً في طريق عودته من العاصمة الإيطالية روما. وأفادت المصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن معيتيق التقى أول من أمس في القاهرة رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء عباس كامل، والمسؤول التنفيذي للجنة المعنية بليبيا اللواء أيمن بديع، مضيفة أن اللقاء بحث مسار الحل السياسي للأزمة، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، في الشرق والغرب. وذكرت المصادر، أن الجانب المصري أبلغ معيتيق باستعداد النائب الثاني لرئيس المجلس الرئاسي علي القطراني، المحسوب على معسكر شرق ليبيا، للعودة إلى العاصمة لمواصلة مهامه، بعد انسحابه منذ 3 سنوات. وأشارت المصادر إلى أن خطوة عودة القطراني، جاءت في إطار المشاورات الجارية بين عدد من الأطراف الدولية المنخرطة في الملف الليبي، وعلى رأسها روسيا وإيطاليا ومصر وتركيا، بالتنسيق مع البعثة الأممية. وأوضحت أن لقاءات معيتيق في القاهرة تطرقت إلى المشاورات الخاصة بحكومة وحدة ليبية جديدة، بمشاركة عناصر من معسكر شرق ليبيا، لافتة إلى أنه من المقرر أن يقوم معيتيق بزيارات للدول الفاعلة في ليبيا. ورجحت قيامه بجولة في روسيا، وتركيا، وقطر. وأشارت المصادر إلى وجود محاولات حثيثة من أكثر من طرف في غرب ليبيا، للحصول على الدعم المصري في الصراع على منصب رئيس الحكومة الجديدة المقرر تشكيلها في ليبيا، في إطار تمسك كافة الأطراف الدولية الفاعلة بالحل السياسي للأزمة. وقالت إن "القاهرة، تفاضل بين اسمي كل من معيتيق، ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، لدعم أحدهما لرئاسة الحكومة خلفاً لفائز السراج، في مقابل عدد من الأسماء الأخرى التي تحظى بدعم تركي، ويأتي على رأسها رجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة". وأشارت المصادر إلى أن أجندة مصر بالنسبة لأي شخصية ستأتي على رأس الإدارة في ليبيا، متخمة بالمطالب والملاحظات، بخلاف الجوانب السياسية. وكشفت عن مساعٍ مصرية للحصول على حصة كبيرة من عمليات إعادة الإعمار، على غرار العقود التي حصلت عليها الحكومة التركية، وتقدرها دوائر مصرية بـ 14 مليار دولار حتى الآن. ولفتت المصادر، إلى أنه تم التطرق خلال زيارة معيتيق إلى ترتيبات الزيارة المرتقبة لعباس كامل، ووزير الخارجية سامح شكري، إلى العاصمة الليبية طرابلس، لتدشين عمل السفارة المصرية، في خطوة ستكون الأولى على صعيد عودة العلاقات الدبلوماسية مع معسكر غرب ليبيا.

لقاءات معيتيق في القاهرة تطرقت إلى المشاورات الخاصة بحكومة وحدة ليبية جديدة

من جهته، بحث رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، أمس، مع باشاغا ضرورة تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في البلاد، بحسب ما جاء في تغريدة على "تويتر" للمسؤول الأوروبي، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وقال ساباديل: "أجرينا مباحثات جيدة جداً مع وزير الداخلية فتحي باشاغا. تمّ الاتفاق بشكل كامل على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية". وأضاف أنه من شأن هذه الحكومة "التركيز على الانتخابات وإصلاح قطاع الأمن وتحسين الظروف المعيشية لليبيين". وأكد المسؤول الأوروبي أنّ "الانتخابات هي أمر أساسيّ لمستقبل ليبيا". وجاء ذلك بعد يوم واحد من تجديد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الإعراب عن القلق من زيادة الحضور الروسي في شمال أفريقيا ومناطق أخرى وتمويل المرتزقة في ليبيا. كما أكد مجدداً استعداد حلف شمال الأطلسي لمساعدة ليبيا في بناء مؤسسات دفاعية وأمنية في ظل ظروف سياسية وأمنية مقبولة.

المساهمون