اقتحامات واسعة في حارة الدمج بمخيم جنين لليوم الثاني
مقاومات اشتبكا مع جيش الاحتلال داخل منزل وأوقعا قتيلاً وجرحى
جيش الاحتلال أجبر عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها
في عملية نوعية، نفذ مقاومون كمينا في حارة الدمج في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، اليوم السبت، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين، وسط اندلاع اشتباكات واسعة بين المقاومين وقوات الاحتلال، بالتزامن مع حصار ومداهمات وتفتيشات للمنازل وتدمير للبنية التحية والشوارع في المخيم والحي الشرقي من مدينة جنين، وذلك خلال الاجتياح الإسرائيلي المتواصل لليوم الرابع على التوالي.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأن حارة الدمج في مخيم جنين تشهد، لليوم الثاني على التوالي، عمليات اقتحام واسعة، حيث تنقل جيش الاحتلال الإسرائيلي من منزل إلى آخر متبعًا أسلوبًا عنيفًا يتمثل في إحداث ثغرات في جدران المنازل للوصول إلى منازل أخرى.
وبحسب المصادر، فإنه في أحد المنازل، كان مقاومان فلسطينيان يتحصنان وينتظران قوات الاحتلال بكمين داخل المنزل، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط قتيل وجرحى في صفوف جيش الاحتلال.
وأشارت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن جيش الاحتلال اضطر بعد هذه المواجهة إلى وقف تقدمه، واستعان بالطائرات الحربية، كما وصلت تعزيزات إضافية إلى المخيم، ثم لجأ الجيش إلى استخدام عدد من أهالي الحي دروعاً بشرية للتقدم نحو حارة الدمج، ووسع نطاق الاقتحام ليشمل كافة أحياء مخيم جنين، مشيرة إلى توقف الاشتباكات المسلحة في الوقت الحالي.
ولفتت المصادر إلى أن جيش الاحتلال أطلق خلال الاشتباكات بعد الكمين أكثر من عشر قذائف خلال 15 دقيقة فقط، كما أجبر العديد من العائلات على مغادرة منازلها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أجلت في طائرات مروحية عسكرية جنودا إسرائيليين مصابين في حي الدمج، بكمين نفذه مقاومون.
ويعيد الكمين الذي نفذه مقاومون في حارة الدمج إلى الأذهان كميناً آخر للمقاومة خلال عملية "السور الواقي" في المنطقة نفسها ومنطقة مجاورة في المخيم، حينما اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي حينها بمقتل 25 جندياً.
وبحسب المصادر، فإنه بالنسبة للمقاومين، تعد هذه المرحلة حرجة للغاية، إذ يسعون للنجاة من الهجمة الشرسة التي يشنها جيش الاحتلال، وعلى الرغم من عدم وجود اشتباك مباشر في الوقت الراهن، إلا أن المقاومين يعتمدون على الكمائن ويتحضرون لنقطة الصفر، حيث أكدوا أنهم لن يسلموا أنفسهم واختفوا عن الأنظار. وتابعت: "هذا الوضع قد يفسر عمليات الاغتيال التي استهدفت مقاومين خارج مدينة ومخيم جنين، كما حدث في بلدة الزبابدة جنوب جنين، حيث اغتيل ثلاثة مقاومين يوم أمس".
يعيد الكمين الذي نفذه مقاومون في "حارة الدمج" الأذهان إلى كمين آخر للمقاومة خلال عملية "السور الواقي" بذات المنطقة
في هذه الأثناء، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اقتحامها الحي الشرقي من مدينة جنين، حيث فرضت حصارًا خانقًا على الحي، وقامت بتضييق الخناق على الأهالي من خلال تفتيش المنازل وإجراء تحقيقات ميدانية مكثفة، ما سبب معاناة لهم.
ووفق المصادر، لم يقتصر الأمر على ذلك، إذ قامت جرافات الاحتلال بتجريف الشوارع والبنية التحتية في الحي الشرقي، بالإضافة إلى تدمير سور المقبرة في الحي وبعض القبور.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد طالبت، أمس الجمعة، عائلات تسكن في الحي الشرقي من مدينة جنين بإخلائها، ما اضطر ما لا يقل عن 20 عائلة فلسطينية لإخلاء منازلها، تاركة ممتلكاتها، وانتقلت وأبناؤها نساء ورجالا وأطفالا ومسنين عبر الجبال للوصول إلى أقاربهم وإلى قرى وبلدات في محافظة جنين.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي محاصرة مخيم جنين والحي الشرقي من مدينة جنين، وتداهم المنازل وتعيث فيها خرابا ودمارا، وتدمر البنية التحتية والشوارع وسط خشية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة أن الاهالي لم يكونوا مهيئين لاجتياح كهذا.
وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بمداهمات واعتقالات وتحقيقات ميدانية، بينما تندلع من حين إلى آخر اشتباكات مسلحة وتُفجَّر عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال، فيما تشهد مدينة ومخيم جنين معاناة كبيرة وسط تفاقم معاناة المرضى. كما تعيق قوات الاحتلال عمل طواقم الإسعاف وتقوم بتفتيشها وإطلاق النار عليها في بعض الأحيان، ما أدى، أمس، إلى إصابة طبيب وضابطي إسعاف بجروح بالرصاص.
وكانت قوات الاحتلال بدأت، مساء الثلاثاء الماضي، اجتياحا لمدن ومخيمات طوباس وطولكرم وجنين شمالي الضفة الغربية، وانسحبت من طوباس بعد يوم ومن طولكرم بعد يومين، ولا يزال الاجتياح مستمرا في جنين، بينما وصل عدد الشهداء خلال تلك الاجتياحات إلى 22 شهيدا حتى الآن، إضافة إلى أكثر من 20 إصابة.