كشفت القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، ليل أمس الخميس، تفاصيل إضافية عن جريمة إعدام شهداء "كتائب شهداء الأقصى"، ظهر الثلاثاء، في قلب مدينة نابلس.
وخلافاً للأنباء الأولية التي كان الإعلام الإسرائيلي نشرها حول الاشتباك مع الشهداء الثلاثة: أشرف المبسلط وأدهم مبروك ومحمد الدخيل، فقد كشف التقرير الإسرائيلي الجديد عن أن موقع إعدام وتصفية الشهداء الثلاثة حُدّد مسبقاً، إذ وصلت إلى المخابرات الإسرائيلية العامة معلومات عن وجود الشهداء في قلب مدينة نابلس، فتم تحديد موقع تصفيتهم وإعدامهم.
وبحسب التقرير، قام الاحتلال بنشر عناصر من القناصة في الموقع الذي وقعت فيه الجريمة، (منطقة المخفية في مدينة نابلس)، ورفد الموقع بقوات من عناصر المستعربين، ثم أرسلت وحدة خاصة من المستعربين لاستدراج الشهداء الثلاثة، وما إن وصلوا إلى موقع وجود القناصة وعناصر "وحدة مكافحة الإرهاب"، حتى أطلق الجنود عليهم وابلاً من الرصاص، وهو ما ادى إلى استشهادهم على الفور.
وتفضح هذه المعلومات كذبة الاحتلال بأن الثلاثة كانوا بمثابة "قنبلة موقوتة، وكانوا في طريقهم لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية"، كما يبين حشد القناصة ونشرهم في موقع الجريمة النية المبيتة لدى الاحتلال لتصفيتهم جسدياً وقتلهم ميدانياً، بعد أن فشلت محاولاته بالقبض عليهم سابقاً.
وعلى الرغم من أن الاحتلال وصف الشهداء الثلاثة بأنهم كانوا مسؤولين عن عمليات إطلاق نار في الأسابيع التي سبقت تصفيتهم، إلا أن مراسل القناة الإسرائيلية العامة روعي شارون لفت إلى أن مسار العمليات التي قاموا بها كان إطلاق النار من مسافة بعيدة، ولم يتحلوا بمهارة فعلية كبيرة، لكنهم شكلوا خطراً ما، وكان ممكناً أن يتمكنوا من إلحاق ضرر بجنود الاحتلال.
ولفت إلى أن العملية واختيار موقع التنقل ونشر القناصة في المكان، ثم استدراج الشهداء إلى الموقع الذي اختاره جيش الاحتلال، تعيد إلى الأذهان عمليات تصفية جسدية كان الاحتلال قد قام بها في سنوات الانتفاضة الثانية، وربما أيضاً خلال الانتفاضة الأولى.
عباس: سنردّ الصاع صاعين
إلى ذلك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اتصال هاتفي لتعزية أهالي شهداء نابلس الثلاثة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الثلاثاء، إن ما جرى جريمة قتل متعمد، قام بها المحتل الصهيوني الغاشم.
وتابع مخاطباً الحضور في بيت العزاء، حيث تم بث المكالمة عبر مكبرات الصوت: "أقول لكم إن هذه الأحداث لن تمر إطلاقاً، ولن نسمح بأن تتكرر، لأنها جرائم لا يمكن السكوت عنها، صبرنا كثيراً، صبرنا أكثر من 73 عاماً، ولا بد لنا أن نرد الصاع صاعين، لأننا المعتدى علينا، نحن لا نعتدي على أحد، ولا نقصد أحداً بالقتل أو بغير ذلك، هم من يقومون بهذا العمل"، مشيراً إلى أن هذه مناسبة صعبة وغير سعيدة تمرّ بها نابلس، مقدماً العزاء لأهالي الشهداء.
وتبدو اللهجة التي تحدث بها عباس مختلفة عن خطابه المعتاد الذي يرفض الكفاح المسلح، ويتبنى المقاومة الشعبية السلمية والمفاوضات، لكن ذلك يأتي بعد يوم واحد من قرار المجلس المركزي التابع لمنظمة "التحرير" تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل، ورفض السلام الاقتصادي، ووقف التنسيق الأمني، لكنه قرار ربط بتكليف المجلس للجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" بوضع آليات لتنفيذه وفق المصالح العليا للشعب الفلسطيني، ما قرأته أوساط سياسية على أنه تكرار لقرارات سابقة متطابقة، ولعدة مرات منذ العام 2015، من المجلسين الوطني والمركزي، ولم تنفذ.
وكتب المتابع للشأن الإسرائيلي عصمت منصور على صفحته على "فيسبوك" معلقاً على المكالمة: "رغم قناعتي أن التصريح جاء في لحظة انفعال، ولا يشير إلى تغيير في سياسة الرئيس، إلا أن اليمين الإسرائيلي والإعلام سيستغله أبشع استغلال".
وجرى تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين يظهر صوت عباس بشكل واضح من هاتف يحمله عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ونائب رئيس الحركة محمود العالول.
وكان آلاف الفلسطينيين في نابلس شيّعوا، الثلاثاء، جثامين الشهداء الثلاثة أشرف المبسلط وأدهم مبروك ومحمد الدخيل، بعد أن اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة في حي المخفية بمدينة نابلس بوابل كبير من الرصاص في وضح النهار، بالتزامن مع انعقاد المجلس المركزي في رام الله وقبل إصدار بيانه الختامي.