تفاصيل إحاطة المبعوث الأممي لفلسطين أمام مجلس الأمن

21 اغسطس 2023
تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط (ليف رادين/Getty)
+ الخط -

عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، اليوم الاثنين، عن قلقه من استمرار وتصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك.

وأشار وينسلاند إلى العنف المتصاعد الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين، كما تحدث عن هجمات الفلسطينيين المضادة ضد المستوطنين، واصفاً إياها بهجمات "ضد إسرائيليين" من دون أن يشير إلى حقيقة حدوث عدد كبير منها بعد هجمات للمستوطنين على الفلسطينيين ومحاصيلهم الزراعية ومصادرة أراضيهم، والوجود اللاقانوني للمستوطنين على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض تغيير ديموغرافي على أرض الواقع.

ورغم إدانته هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين إلا أنه لم يصفها بالإرهابية، وهو وصف يستخدمه لإدانة هجمات المسلحين الفلسطينيين ضد المستوطنين، كما تحدث المبعوث الأممي عن "الطرفين" مما يساوي بين المُستَعمِر والمُستَعمَر.

وأشار وينسلاند إلى "الإجراءات أحادية الجانب، بما فيها نمو المستوطنات وهدم البيوت الفلسطينية بالإضافة إلى العمليات العسكرية وعنف المستوطنين"، وتوقف عند قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 16 فلسطينياً، من بينهم خمسة أطفال، وإصابة أكثر من 190 فلسطينياً، بينهم ست نساء و137 طفلاً، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، ما بين 25 تموز/ يوليو و15 أغسطس/ آب.

كذلك أشار إلى ترخيص سلطات الاحتلال لقرابة ألفي وحدة سكنية استيطانية في شرق القدس وهدم حوالي ستين بيتاً فلسطينياً خلال الأسابيع الأخيرة، بحجة عدم حصولها على تراخيص بناء، في الوقت الذي ترفض فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعطاء تراخيص بناء لأغلب الفلسطينيين، وخاصة في القدس. كما أشار إلى هدم الإسرائيليين لمدرسة فلسطينية، وهي الثالثة في العام الحالي، مما ترك عشرات الأطفال دون مدارس وعشرات العائلات دون مأوى.

وتوقف المسؤول الأممي كذلك عند العجز المالي الذي تواجهه السلطة الفلسطينية، متوقعاً أن يصل إلى أكثر من 370 مليون دولار أميركي لعام 2023، وتحدث عن النقص المالي الذي تواجهه وكالات الأمم المتحدة مما يهدد بوقف تقديم خدمات حيوية للفلسطينيين.

وأشار إلى حاجة الأونروا إلى 35 مليون دولار أميركي وبشكل عاجل لتأمين استمرار تقديم المساعدات الغذائية لـ 1.2 مليون فلسطيني في غزة، بينما يحتاج برنامج الغذاء العالمي إلى 41 مليون دولار أميركي لاستعادة عملياته في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ولفت الانتباه إلى أن صندوق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة للفلسطينيين تم تمويله بنسبة 30 بالمئة فقط حتى الآن.

وختم المسؤول الأممي إحاطته بالحديث عن "استمرار تصاعد العنف حيث قتل أكثر من 200 فلسطيني وقرابة 30 إسرائيلي منذ بداية العام"، متجاوزاً إحصائيات العام الماضي والتي كانت الأعلى منذ بدء تدوين الأمم المتحدة للإحصائيات عام 2005. وحذر من استمرار العمليات الاستيطانية بلا هوادة وتفاقم الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية ومنظمات الأمم المتحدة مما يهدد "بتفاقم الأوضاع وزيادة محنة الفلسطينيين الأكثر ضعفاً".

من جهتها، عبّرت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن قلق بلادها من استمرار تدهور الأوضاع، وأدانت ما سمتها "الهجمات الإرهابية الفلسطينية" إشارة إلى الهجمات التي نفذها فلسطينيون وأدت إلى مقتل عدد من المستوطنين كما إلى عمليات تل أبيب.

كما وصفت السفيرة الأميركية هجمات المستوطنين على الفلسطينيين بداية الشهر، والتي أدت إلى مقتل فلسطيني، بالعمل الإرهابي. وعبرت كذلك عن قلقها إزاء الدمار الذي شهده مخيم جنين في البنية التحتية والاحتياجات الإنسانية العالية، وحثت الدول الأعضاء على زيادة مساهماتها للأونروا.

أما السفير الصيني للأمم المتحدة، تسانغ يونغ، فتحدث عن استمرار نقاش القضية الفلسطينية وعدد من الاجتماعات التي لا تحصى في الأمم المتحدة منذ أكثر من سبعين عاماً دون أي حل، وأكد على ضرورة وقف العنف والتحريض على العنف والالتزام بالقانون الدولي، وحذر من خروج الوضع عن السيطرة.

وأشار يونغ إلى قلق بلاده العميق من مقتل أكثر من 40 طفلاً فلسطينياً منذ بداية العام الحالي لوحده، وقال إن القوى القائمة بالاحتلال يجب أن تقوم بواجبها في حماية المدنيين.

كذلك شدد على ضرورة وقف الاستيطان وعنف المستوطنين ووصف التوسع الاستيطاني بالهمجي، وطالب برفع الحصار عن غزة وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومنظمات الأمم المتحدة ذات السلطة وخاصة الأونروا.

المساهمون