تعرف على كتيبة "نيتسح يهودا" الإسرائيلية المهددة بالعقوبات الأميركية بسبب جرائمها

21 ابريل 2024
كتيبة "نتساح يهودا" يسيطر عليها المستوطنون (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كتيبة "نتساح يهودا"، جزء من الجيش الإسرائيلي، تواجه عقوبات أمريكية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية، تأسست لتمكين اليهود الحريديم من الخدمة مع الحفاظ على نمط حياتهم الديني.
- تطورت الكتيبة لتشمل المستوطنين والقوميين الحريديم، مما أدى إلى تغيير ديموغرافي وأصبحت معروفة بخبرتها في الأمن بالضفة الغربية، رغم تلقيها جوائز تميز، واجهت انتقادات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
- الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات عليها بعد تحقيقات حول انتهاكات حقوق الإنسان، مما يجعلها أول جهة عسكرية إسرائيلية قد تواجه مثل هذه العقوبات، خاصة بعد حوادث مثل وفاة المسن الفلسطيني الأميركي عمر أسعد.

برز في الساعات الأخيرة اسم كتيبة "نيتسح يهودا: إحدى كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال أيام عقوبات ضدها، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة.

ويعود اسم الكتيبة بالأساس إلى مسارات التجنيد لجيش الاحتلال الإسرائيلي المخصصة للحريديم وأبرزها: كتيبة نيتسح يهودا، الكتيبة 97 التابعة للواء كفير، أحد الألوية الراجلة في الجيش الإسرائيلي، والتي تحوّلت مع الوقت لكتيبة يسيطر عليها المستوطنون.

في الماضي، كانت تُعرف الكتيبة باسم "هناحال هحريدي"، حيث كانت تابعة للواء "ناحل"، واحد من ألوية النخبة في جيش الاحتلال التي كانت تركز على "شباب الطليعة المقاتلة". وجاء اسم الكتيبة "نيتسح يهودا" من اختصار الأحرف باللغة العبرية "نوعر تسفائي حريدي"، الذي يعني "شباب عسكري حريدي".

وأقيمت مسارات خاصة لهذه الشريحة بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي والحاخامات في جمعية "نيتسح يهودا"، بهدف توفير حلول لشبيبة اليهود الحريديم الذين لم يجدوا مكانهم في تعليم التوراة والمعاهد الدينية. ومع مرور الوقت، انضمت نسبة كبيرة من المتدينين القوميين والصهيونيين الدينيين إلى الكتيبة، بالإضافة إلى عدد كبير من المستوطنين الذين يشاركون في الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وكثيراً ما رافق هؤلاء بزيهم العسكري مستوطنين آخرين في اعتداءاتهم، وارتكبت هذه المجموعة أيضاً انتهاكات كبيرة.

فكرة إنشاء هذه الكتيبة نشأت أساساً لتمكين اليهود الحريديم من دمج الخدمة العسكرية مع الحفاظ على نمط حياتهم الديني. حتى عام 2008، كانت هذه الكتيبة تخدم في منطقة الأغوار، وفي نهاية تلك السنة، انتقلت إلى منطقتي جنين وطولكرم. ومنذ بداية عام 2015، وجدت الكتيبة نفسها في منطقة مستوطنات بنيامين القريبة من رام الله.

وعلى الرغم من محاولة إنشاء الكتيبة بتاريخ 1961 بصيغة أخرى، إلا أن المحاولة فشلت. أما الكتيبة بتكوينها الحالي، فقد بدأت في عام 1999 سريةً في الكتيبة 903، وواجهت معارضة كبيرة من بعض الحاخامات. في عام 2002، تحولت إلى كتيبة مستقلة، وعند إنشاء لواء كفير، تغيرت قبعاتها من اللون الأخضر إلى اللون المنمّر كباقي وحدات اللواء.

وعلى خلفية إقامة إطار متشدد من الناحية الدينية، جذبت الكتيبة إليها أيضاً شباباً من الحريديم القوميين، أو التيار الديني القومي، والذين كانوا معنيين بالخدمة العسكرية الكاملة مع التشديد عل فصل الجنود عن المجندات ووالحفاظ على المعايير الدينية المشددة.

على الرغم من أن هذه المجموعة لم تكن الجمهور المستهدف الأساسي في الوحدة، إلا أنه جرى دمجهم لضمان إطار ديني عالي المستوى للجنود القادمين من هذا التيار. وفي عام 2006، بلغت نسبة الجنود من التيار الديني القومي في هذه الكتيبة 30%، وفي عام 2012، ارتفعت نسبة الحريديم فيها إلى نحو 60%. واليوم، أصبح الحريديم أقلية في ظل سيطرة المستوطنات.

عملية تأهيل كتيبة "نيتسح يهودا" مشابهة لعمليات التأهيل في مختلف الوحدات الراجلة، وتحتوي الكتيبة على أربع سرايا. وفي عام 2006، قتل جندي من الكتيبة لأول مرة خلال عملية عسكرية، وشهدت العديد من الأحداث حيث قتل جنود الكتيبة فلسطينيين.

وفي أكثر من مناسبة اختيرت الكتيبة لتمثيل الجيش الإسرائيلي في بعض المراسم الرسمية، وفي عام 2012 حصلت الكتيبة على جائزة التميّز في فرقة الضفة الغربية. وفي عام 2012، التحق بالكتيبة، التي تُعتبر الكتيبة المقاتلة الحربية الأكبر في الجيش الإسرائيلي، نحو 500 جندي جديد، وفي عام 2013، حققت رقماً قياسياً بتجنيد 819 جندياً، وحازت على المرتبة الثانية من بين الوحدات في جائزة رئيس هيئة الأركان للوحدات المتميّزة. وفي عام 2016، حصلت الكتيبة على جائزة التميّز من فرقة الضفة الغربية على دورها في التصدي لسلسلة عمليات ضد أهداف إسرائيلية عام 2015، والتي اعتبرتها إسرائيل إرهابية.

في الأول من مارس/ آذار 2022، أنهت الكتيبة فترة تأهيل عملياتية استمرت خمس سنوات متتالية، وعُرّفت الكتيبة بأنها الأكثر خبرة في ما يتعلق بالأمن الشامل في الضفة الغربية من بين الكتائب المنتظمة في الجيش التي تعمل في المنطقة.

أحداث بارزة في تاريخ "نيتسح يهودا"

في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، قُتل جنديان من الكتيبة وجندي آخر أصيب بجراح حرجة خلال تأمينهم نشاطاً استيطانياً قرب البؤرة الاستيطانية "جفعات آساف" في الضفة الغربية، وبعد يوم من ذلك، أصيب جندي في الكتيبة بجراح خطيرة، بعد مهاجمته من قبل فلسطيني في بيت إيل.

وفي عام 2019، أدين خمسة جنود من الكتيبة بالتنكيل بالفلسطينيين وأرسلوا إلى السجن بعد اعتدائهم على معتقلين فلسطينيين، فيما أدين الضابط المسؤول عنهم بالتسبب بضرر "عن طريق الإهمال"، وخُفّضت رتبته.

وفي 24 أغسطس/آب 2022، أُقصي أربعة جنود من الكتيبة في أعقاب نشر مقطع فيديو ظهروا فيه يعتدون على فلسطينيين ويضربونهم قرب رام الله.

وفي سبتمبر/ أيلول 2022، وفي أعقاب اعتداءات من قبل جنود الكتيبة على فلسطينيين في الضفة الغربية، بدأت سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل العمل على صوغ تقرير حول نشاطات الكتيبة. وفي إطار التحقيقات، أجرى موظفو السفارة مقابلات مع إسرائيليين وفلسطينيين، وحصلوا على تقارير من منظمات حقوق إنسان حول عمل الكتيبة.

وفي إبريل/ نيسان الحالي، أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات ضد الكتيبة، لتصبح أول جهة عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والوحيدة منذ إقامته، التي تُفرض عليها عقوبات من قبل واشنطن. ويأتي ذلك بسبب انتهاك الكتيبة حقوق الإنسان في الضفة الغربية.  

وعزز هذا التوجه الأميركي استشهاد المسن الفلسطيني الأميركي عمر أسعد (80 عاماً) مطلع عام 2022، عندما اعتقله جنود من كتيبة نيتسح يهودا وقيّدوا يديه وكمموه، كما أجبروه على الاستلقاء على بطنه، ما أدى إلى وفاته جراء سكتة قلبية، بحسب بعض التقارير في حينه.

وفي الحرب الحالية على غزة، شاركت الكتيبة في القتال في القطاع لأول مرة منذ إقامتها. وفي 8 مارس/آذار الماضي، أشارت تقارير إلى أن الكتيبة شاركت في عمليات في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بموازاة الدفاع عن السياج الحدودي ومنطقة الغلاف. كما ساهمت الكتيبة في عمليات دهم وتدمير مبانٍ في القطاع.

المساهمون