غروسي في طهران لبحث الملف النووي قبل اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة

13 نوفمبر 2024
غروسي خلال لقاء المتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية في طهران، 13 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى العاصمة الإيرانية طهران، مساء اليوم الأربعاء، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن الملف النووي، قبيل الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة، الذي يبدأ الاثنين المقبل. ومن المقرر أن يلقتي غروسي غداً الخميس، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ووزير الخارجية عباس عراقجي.

وقال عراقجي، اليوم الأربعاء، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية على هامش اجتماع للحكومة الإيرانية، إنه حسب ما سمع من الدبلوماسيين الإيرانيين في فيينا، فإن غروسي "يتمتع بروح إيجابية" في الحوار مع إيران، معرباً عن أمله في أن يفتح ذلك "مساراً جديداً للتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقبيل توجهه إلى إيران، أعرب غروسي، أمس الثلاثاء، عن أمله في أن يحقق خلال زيارته "تقدماً جديداً" مع إيران، استكمالاً لـ"مباحثات إيجابية"، قال إنه أجراها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع عراقجي خلال سبتمبر/ أيلول الماضي. وأوضح أن هناك "مشاكل" مع إيران "لا بد من حلها"، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية.

إلى ذلك، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تصريح لوكالة "فرانس برس"، السلطات الإيرانية إلى أن "تعي أن الوضع الدولي أصبح متوتراً بشكل متزايد"، مضيفاً أن "مجال المناورة بدأ يتقلص وأنه من الضروري إيجاد سبل لحل دبلوماسي". وتابع غروسي أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل في إيران، وتجري عمليات تفتيش، لكنني أقول دائماً إننا بحاجة إلى مزيد من الشفافية، ونظراً لاتساع نطاق البرنامج الإيراني وعمقه وطموحه، نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لمنح الوكالة المزيد من القدرة على المراقبة".

ويعود الملف النووي الإيراني عادة إلى الواجهة مع الاجتماعات الفصلية لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسط توقف المباحثات النووية منذ سبتمبر 2022، وتحذيرات وبيانات غربية في كل من هذه الاجتماعات ضد إيران.

يشار إلى أنه بعد تخلي إيران عن تعهداتها النووية بموجب الاتفاق النووي خلال السنوات الست الماضية، رداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات عليها بشكل أقوى من قبل، تقتصر أنشطة الرقابة على برنامجها النووي، وفق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات.

وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية كانت قد أعلنت أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين. وتوصل الطرفان عدة مرات إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنهما أخفقا في ذلك، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى إحدى العقبات أمام الاتفاق في المفاوضات النووية المتوقفة.

وخلال سبتمبر الماضي، أعلن المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، محسن نذيري أصل، خلال اجتماع في مجلس محافظي الوكالة الدولية عن استعداد طهران لحل الخلافات مع الوكالة بشأن موقعين متبقين مشتبهين بممارسة أنشطة نووية من أصل أربعة مواقع، مؤكداً أن جزئيات اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، "لا يوجد لها سبب تقني"، ومضيفاً أنها "ربما نتاج عمل عناصر أجنبية مثل القيام بعمل تخريبي في تلويث هذين الموقعين".

المساهمون