ترقب حذر في بغداد: انتشار أمني مكثف قبيل انعقاد جلسة البرلمان العراقي

28 سبتمبر 2022
سيعقد البرلمان العراقي أولى جلساته بعد انقطاع دام لنحو شهرين (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

وسط حالة من الترقب والحذر في العاصمة العراقية بغداد، أقدمت القوات الأمنية على قطع العديد من الجسور والطرق، المؤدية إلى المنطقة الخضراء والتي تضم مبنى البرلمان الذي من المفترض أن يشهد اليوم انعقاد أولى جلساته بعد انقطاع دام لنحو شهرين بسبب الأزمة السياسية، فيما هددت مجاميع شبابية غير معروفة الانتماء بمنع الجلسة.

وفي ساعة متأخرة من الليل، بدأت القوات بتكثيف انتشارها في محيط الخضراء وأغلقت جسري السنك والجمهورية المؤديين إلى المنطقة بحواجز إسمنتية، كما انتشرت قوات عسكرية في عدد من تقاطعات وجسور شرق العاصمة بغداد وتحديداً في مدخل مدينة الصدر، ومنطقة البلديات، وقناة الجيش، وساحة مظفر، وتقاطع حي أور، والبنو، مع فتح منفذ واحد للحركة فيها.

وتسببت تلك الإجراءات بخلق اختناقات مرورية وصعوبة التنقل بين مناطق بغداد، ما أثر على إمكانية الكثير من الموظفين والأهالي بالوصول إلى أماكن عملهم، وسط مخاوف من إمكانية خروج تظاهرات واقتحام جديد للمنطقة الخضراء لأجل منع انعقاد الجلسة.

وهددت مجاميع شبابية غير معروفة الانتماء بمنع الجلسة، إذ أكدت في بيان موحد تلته في مناطق متفرقة من العاصمة أن "ما يمر به البلد من صراع خطير يتحكم به ثلة من الفاسدين يتعين علينا وقفة مشرفة تجاه الوطن والشعب"، محذرة البرلمان من تشكيل حكومة "تكون أداة بيد الأحزاب والفاسدين والمليشيات المنفلتة".

ووصل عشرات من المتظاهرين ليل أمس إلى ساحة التحرير القريبة من المنطقة الخضراء، وسط تشديد أمني.

ولم يبد التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر أي موقف رسمي إزاء الجلسة المرتقبة، وسط حديث يجري عن ترقب لتغريدة للصدر أو وزيره، تبين الموقف السياسي للتيار.

وقال عضو التيار الصدري، الذي يعرف باسم أبو رسل العراقي، في تغريدة له: "لن يحكم فينا الدعي ابن الدعي ليس مجرد شعار نردده على ألسنتنا، إنما هو تطبيق فعلي نعمل به على الأرض، ونرفض من خلاله كل فاسد وقاتل وعميل ومليشياوي ومتآمر وخائن لوطنه وشعبه".

وتابع: "هذا الشعار سيتم تطبيقه صباحاً عند محاصرة المنطقة السوداء (المنطقة الخضراء) لمنع أبناء الدعيات من تدمير ما تبقى من العراق.. أليس الصبح بقريب؟".

نواب مستلقون يعلنون عدم مشاركتهم في جلسة البرلمان

سياسياً، أعلن نواب مستقلون عدم مشاركتهم في جلسة البرلمان التي من المفترض انعقادها ظهر اليوم، وقال النائب عن كتلة امتداد صائب خلف الحجامي إن "ثمانية من أعضاء كتلة امتداد لن يشاركوا في الجلسة احتجاجاً على ترشيح محسن المندولاوي لمنصب النائب الأول لرئيس المجلس، كما لن يشارك فيها نواب مستقلون آخرون"، مؤكداً في تصريح صحافي أن النائب محسن المندلاوي لا يمثل النواب المستقلين.

وكان تحالف السيادة، الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي قد أكد في بيان له مساء أمس تمسكه بالحلبوسي رئيساً لمجلس النواب، داعياً جميع القوى السياسية والنواب المستقلين إلى رفض طلب الاستقالة المقدم من قبله.

وكان الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي قد علّق على الجلسة البرلمانية المرتقبة، في تغريدة له: "اليوم أغلب السياسيين تحدثوا عن تغير العالم وضرورة الانفتاح على الخارج والنظر إلى نحو عام 2030، وبعد ساعات من هذه الخطابات الرنانة بدأوا بعزل أنفسهم في منطقة واحدة وتحصينها بالحواجز الكونكريتية وقطع الطرق والشوارع وكأن البلاد ذاهبة إلى الحرب"، متسائلاً "بهذه العقلية تتجهون نحو العالمية؟".

ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي اليوم الأربعاء جلسة جديدة هي الأولى من نوعها منذ شهرين، عقب قرار تعليق عمله إثر اقتحام أنصار التيار الصدري مقر البرلمان والسيطرة عليه داخل المنطقة الخضراء في 30 يوليو/ تموز الماضي.

وحددت الجلسة البرلمانية للتصويت على استقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بالإضافة إلى انتخاب النائب الأول لرئيس المجلس، من دون التطرق لملف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بالتزامن مع عقد المحكمة الاتحادية العليا جلسة خاصة للنظر بدعوى الطعن باستقالة نواب التيار الصدري من البرلمان.

وفي 12 يونيو/ حزيران الماضي، قدم نواب التيار الصدري استقالتهم من مجلس النواب، ليقبلها رئيس المجلس بعد ساعات قليلة. وفي 23 يونيو/ تموز، عقد البرلمان جلسة استثنائية، وقرر خلالها التصويت على قبول عضوية بدلاء عن نواب التيار المستقيلين، وغالبيتهم من قوى "الإطار التنسيقي"، وفقاً لنظام الانتخابات العراقي الذي يوجب تسمية المرشح الثاني عن الدائرة الانتخابية ذاتها في حال وفاة النائب الأول الفائز أو استقالته.

المساهمون