استمع إلى الملخص
- رداً على التظاهرات، قام جهاز الأمن العام بالاعتقال المؤقت لعدة نشطاء، مما أثار ردود فعل قوية وتأكيدات على استمرار الحراك الشعبي لتحقيق مطالب سياسية واجتماعية شاملة.
- هيئة تحرير الشام تعلن عن اعتقال خلية "داعش" متهمة باغتيال أحد مؤسسيها، في محاولة لتعزيز سيطرتها الأمنية وسط توترات متزايدة في المنطقة، مع ضبط أسلحة ومتفجرات.
شهدت العديد من المدن والبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب، الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، شمال غربي سورية، اليوم الجمعة، احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني، في ظل اعتقال عدد من النشطاء مع تواصل نشر قوات على مداخل المدن والبلدات للحد من خفض وتيرة الاحتجاجات وعدم تصاعدها.
14 نقطة تظاهر ضد هيئة تحرير الشام
ورصد "العربي الجديد" 14 نقطة تظاهر في كلٍ من إدلب المدينة، ومدن وبلدات بنش، وأرمناز، وكفر تخاريم، واحسم، وحربنوش، وكللي، وقورقانيا، وكفر لوسين، ومخيمات أطمة، في أرياف محافظة إدلب، والأتارب، وأبين سمعان، ودارة عزة بريف حلب الغربي، توحدت مطالب المتظاهرين في ضرورة إسقاط الجولاني، وحل جهاز الأمن العام ومجلس الشورى، وتشكيل مجلس شورى جديدة، والإفراج عن معتقلي الرأي في سجون هيئة تحرير الشام.
واعتقل جهاز "الأمن العام" التابع لهيئة تحرير الشام عقب تظاهرات اليوم كلا من الشيخ أبو حسان الحموي في مدينة إدلب، والناشطين أحمد فارس أغجة وحسين أحمد أبرش على طريق احسم - مرعيان في منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، وذلك على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات. وجرى الإفراج عن أبرش وأغجة بعد ساعة من توقيفهما، في حين لا يزال الحموي قيد الاعتقال.
تعليقاً على ذلك، قال أحمد قرنفل، المتحدر من بلدة أبين بريف حلب الغربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ما يحصل من حملة اعتقالات من قبل الجولاني لا يرهبنا، ومع أن مطالب المتظاهرين سلمية، لكنها أصبحت تُقمع، ونحن مطالبنا واضحة وهي إسقاط الجولاني وجهاز الأمن العام وتشكيل مجلس شورى جديد وتبييض السجون".
وأضاف قرنفل: "نحن والثوار المقاتلون في صف واحد والمؤسسات هي ملك لنا للشعب ونحن لسنا مخربين. إلى الآن اعتُقل 16 شخصاً، ونحن نريد أن يُفرج عنهم اليوم قبل الغد، والهيئة حاولت من خلال اعتقالهم الضغط علينا لوقف تلك التظاهرات، ولكن هذا الأمر لن يحصل أبداً، وسوف نُبقي على مطالبنا حتى تحقيقها".
بدوره، قال عبد الباسط ناصيف، وهو أحد نشطاء الحراك الشعبي، لـ"العربي الجديد": "اليوم كان اسم الجمعة الحرية لمعتقلي الرأي الأحرار، ونحن نتظاهر في هذه الجمعة للتعبير عن تضامننا مع النشطاء والمتظاهرين الذين اعتقلهم جهاز الأمن العام التابع للجولاني"، مؤكداً أن "التظاهر حق مطلوب وليس قابلاً للمساومة مطلقاً، يريدون منا البقاء في منزلنا في مقابل إطلاق سراح المعتقلين، التظاهر السلمي حق مطلوب، لا سيما أنه شاركنا في هذه التظاهرة بأيد مكبلة للتعبير على أن أفواه الناس مغلقة وأيديهم مقيدة للتأكيد على أننا سلميون وسوف نستمر في سلميتنا حتى تحقيق مطالب الثوار".
وأشار ناصيف إلى أن "المتظاهرين ليسوا مؤدلجين ولا فصائليين ولا أحزاباً، نحن الشارع والتيار الشعبي، ومستعدون للدخول إلى الزنزانات في سبيل ثورة الحرية والكرامة"، مشدداً على أن "مطالب الشارع الإفراج عن المعتقلين الأحرار القدامى والذين اعتقلوا أيضاً منذ أيام، وإسقاط الجولاني وحل جهاز الأمن العام وتشكيل مجلس ثوري حقيقي".
وبين أن "جهاز الأمن العام يقطع أوصال القرى والمدن والبلدات لمنع التظاهرات المركزية، ولكننا مستمرون في هذا الحراك"، لافتاً إلى أن بيانات هيئة تحرير الشام بخصوص أنها تهيئ "بيئةٍ آمنةٍ كاذبةٌ، والواقع هو من يكذبها من خلال الانتشار الأمني".
إلى ذلك، أكد محمد حاج قدور، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الحراك مستمر في إدلب ضد كل نظام قمعي مستمر منذ أيام نظام الأسد وحتى اليوم، الجولاني قائد فصيل وليس قائد منطقة محررة، الجولاني فعّل نظام قانون الطوارئ، وهو أشبه بما فعله نظام الأسد عامة 2011 لضرب المتظاهرين"، في حين أوضح عبد السلام حجار أن "مطالب أهالي مدينة بنش أن تكون المدينة بخير، ووقف الاعتقالات، وتبييض السجون، وإلغاء الضرائب، والحد من غلاء الأسعار".
هيئة تحرير الشام تعلن اعتقال خلية من "داعش"
ومساء الخميس، زعم الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام أنه تمكن من قتل واعتقال أفراد خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، ادعت وسائل إعلام تابعة للهيئة أنها اغتالت ميسر الجبوري، المعروف باسم "أبو مارية القحطاني"، أبرز مؤسسي تنظيم جبهة النصرة سابقاً.
وأعلن جهاز الأمن العام في بيان أن "قواته في إدلب تمكنت من قتل عدد من عناصر داعش والقبض على آخرين بعد الاشتباك معهم ومداهمة مبنى تتحصن فيه خلية للتنظيم في منطقة حارم، شمال إدلب"، مشيراً إلى "ضبط أسلحة وذخائر وأحزمة ناسفة وسيارة مفخخة كانت بحوزتهم".
وقالت مصادر مقربة من هيئة تحرير الشام، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الخلية التي هوجمت تتألف من سبعة أشخاص، لافتة إلى مقتل أحد أفرادها خلال الاشتباكات واعتقال ستة آخرين واقتيادهم إلى أحد الأفرع الأمنية المخصصة لمعتقلي التنظيم في مدينة إدلب. وأوضحت المصادر أن العملية دامت قرابة ساعة وشارك فيها أكثر من 60 عنصراً من قوات جهاز أمن الهيئة.
وادعت وسائل إعلام تابعة لـ"تحرير الشام" أن الخلية التي اعتُقلت هي التي نفذت عملية اغتيال "أبو مارية القحطاني" من خلال تفجير انتحاري داخل مضافته، شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
وكان المدعو "أبو مارية القحطاني" قد قُتل في الخامس من إبريل/ نيسان الفائت، جراء تفجير انتحاري داخل مضافته في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد قرابة شهر من الإفراج عنه من سجون الهيئة بعد تبرئته من تهمة "العمالة لصالح التحالف". حينها، وجهت الهيئة اتهامات لخلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العملية، بينما لم يتبن التنظيم عملية الاغتيال حتى الآن.
وكانت اللجنة القضائية التي شكلتها هيئة تحرير الشام قد برأت "أبو مارية القحطاني" من تهمة العمالة في الثامن من مارس/آذار الفائت، وذلك بعد اعتقاله وتجميد صلاحيته في أغسطس/آب من العام الفائت 2023. وفي حينه، أكدت الهيئة في بيانٍ لها أن "اسم القحطاني ورد في بعض التحقيقات التي أجريت أخيراً، وبادرت اللجنة لاستدعائه ومساءلته بكل شفافية ووضوح"، مضيفةً أنه "تبين للجنة المكلفة أن القحطاني قد أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل"، مُشيرةً إلى أن "اللجنة قامت بتجميد مهامه وصلاحياته".