شهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، تجمعات لعشرات السيارات المسلحة والأفراد في عدة مناطق وأحياء، في وقت هدد فيه قائد كتيبة "لواء الصمود" العسكرية، صلاح بادي، بقفل مؤسسات الدولة في العاصمة.
وتجمّع عدد من السيارات المسلحة والأفراد في محيط ديوان رئاسة الوزراء، بطريق السكة وسط العاصمة طرابلس، تزامناً مع تنقل أرتال أخرى على طول طريق الشط الواصل بين جزيرة سوق الثلاثاء ومقر رئاسة الوزراء، دون أن يعلن قادة المجاميع المسلحة في طرابلس موقفهم من هذه التحركات العسكرية على الفور.
كذلك لم يصدر عن المجلس الرئاسي، لكونه القائد الأعلى للجيش الليبي، والحكومة، أي بيان أو موقف حيال تلك التحركات.
وأفاد مصدر عسكري مقرّب من رئاسة أركان الجيش التابعة للحكومة بأنّ التحركات على علاقة بقرار المجلس الرئاسي، تنحية اللواء عبد الباسط مروان، أمس الأربعاء، من منصبه قائداً لمنطقة طرابلس العسكرية، وتعيين العميد عبد القادر منصور سعد بديلاً منه.
وأكد المصدر العسكري، لـ"العربي الجديد"، بشرط عدم كشف اسمه، أنّ رئاسة الأركان أبلغت وزارة الداخلية ومديرية أمن طرابلس بعدم إصدار أي موقف من تلك التحركات، في وقت انخرط فيه رئيس الأركان، الفريق محمد الحداد، في اتصالات مع قادة المجاميع المسلحة في طرابلس، بهدف تهدئة الموقف وشرح خلفيات قرار تنحية مروان.
وأشار المصدر ذاته إلى أن القرار جاء بناءً على إصدار لجنة كلفها المجلس الرئاسي التحقيق في حادث مهاجمة قوات تابعة لمنطقة طرابلس العسكرية لمقر "الكتيبة 444"، جنوبيّ العاصمة، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بأوامر من مروان، ما أدى إلى حصول مواجهات مسلحة لعدة ساعات، موضحاً أن اللجنة انتهت الى إلقاء المسؤولية على مروان في الحادثة.
وربطت وسائل إعلام ليبية التحركات بكلمة لقائد "لواء الصمود"، إحدى الكتائب العسكرية في مدينة مصراتة، صلاح بادي، هدد فيها بغلق كل مؤسسات الدولة في العاصمة طرابلس.
وقال بادي، في كلمة له، الليلة الماضي، تداولتها منصات التواصل الاجتماعي، إنّ مؤسسات الدولة "تستغل للخارج وليس للداخل"، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات بقادة "الثوار" في طرابلس، واتفق معهم على قفل كل مؤسسات الدولة.
وظهر بادي، خلال الفيديو، وسط مجموعة من أنصاره في مدينة مصراتة وهو يهاجم مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بليبيا ستيفاني وليامز بشدة، معبراً عن رفضه لزيارتها للمدينة الواقعة على نحو 200 كيلومتر شرق طرابلس، واتهمها "وكل من استقبلها" بـ"الخيانة".
واتهم بادي وليامز بأنها "لزمت الصمت"، حينما كانت تشغل منصب المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالنيابة، في أثناء هجوم مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على طرابلس ولم تجرّم أفعاله، واتهم بلادها، لكونها دبلوماسية أميركية، بأنها "أعطت الضوء الأخضر" لحفتر ليهاجم طرابلس.
وشدد بادي على رفض إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقال: "لن نرضى بانتخابات رئاسية بهذه الطريقة"، مضيفاً أنّ "الأمور ستتغير من هذه الساعة".
وكانت وليامز قد زارت مدينة مصراتة، أمس الأربعاء، والتقت عدداً من قياداتها المدنية والعسكرية، ووصفت لقاءها القادة العسكريين بأنه "كان لافتاً"، مشيرة إلى أنّ المداخلات في لقائها معهم "تميّزت بلغة الهدوء وتغليب الحل السياسي".
وذكرت وليامز، في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، أنّ اللقاء مع قادة مصراتة العسكريين ناقش "سبل توحيد المؤسسة العسكرية" في ليبيا، وأكدت أنها دعتهم إلى البناء على لقاء الفريق محمد الحداد، قائد أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية، والفريق عبد الرزاق الناظوري، القائد العام المكلف قيادة مليشيات حفتر في مدينة سرت، السبت الماضي، وكذلك جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5.
1/2 أجريتُ لقاءًا اليوم في #مصراتة مع مجموعة من القيادات العسكرية وامراء الكتائب المسلحة، وكان اللقاء لافتا إذ تميزت المداخلات بلغة التهدئة وتغليب الحلول السياسية. pic.twitter.com/CJJDdMEbEH
— Stephanie Turco Williams (@SASGonLibya) December 15, 2021