شارك عشرات السوريين في احتجاج سلمي، اليوم الأحد، في مدينة السويداء، جنوبي سورية، دعا إليه ناشطون للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومحاربة الفساد، وذلك بعد أيام من احتجاجات واسعة جرى خلالها اقتحام مبنى المحافظة في المدينة، وسقوط قتلى وجرحى.
وتجمع المحتجون في ساحة السير وسط السويداء، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية، وفشل نظام بشار الأسد في توفير الخدمات الأساسية، ووجهوا دعوة لكل السوريين للقيام بإضراب عام، وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة، فيما امتنع بعض المواطنين عن المشاركة في الاحتجاج خوفاً من الاصطدام المباشر مع الأجهزة الأمنية.
وانضم إلى المحتجين عدد من أعضاء مجلس محافظة السويداء، من بينهم ريماز عبد الحي التي تترأس جمعية خيرية قريبة للنظام، ومروان مهنا، وهو تاجر لديه مشاريع مع النظام لترميم بعض المناطق في السويداء، ومنيف الجباعي، وهو شقيق لعضو في اتحاد طلبة سورية، وسمير الملحم من "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، العضو في "الجبهة الوطنية التقدمية".
وحاول هؤلاء تهدئة المحتجين، وطلبوا منحهم بعض الوقت لتلبية مطالبهم. وأكد الأعضاء أنهم سوف يستقيلون من المجلس في حال عدم تلبية هذه المطالب التي وصفوها بـ"المحقة"، لكنهم حثوا المحتجين على الالتزام بالسلمية، وعدم القيام بأعمال تخريب للممتلكات العامة، كما حدث قبل أيام حين اقتحم المحتجون مبنى المحافظة، وقاموا بتخريب محتوياته.
ورأى بعض المحتجين أن تحرك أعضاء مجلس المحافظة بمثابة محاولة "تخدير" للحراك، لكن آخرين اعتبروا أن ما قاموا به هو مبادرة فردية تنبع من إحساسهم بوجع الناس، مشيرين إلى أن هؤلاء أعضاء في المجلس "غير مفرغين"، أي ليسوا أعضاء في المكتب التنفيذي للمحافظة، وبالتالي ليس لديهم سلطة القرار، ما يعني أنه لا يوجد أي تغيير في تعامل حكومة النظام مع الاحتجاجات.
وقال الناشط والمعارض المدني رواد صادق، لـ"العربي الجديد"، إن "حضور عدد من أعضاء مجلس المحافظة لطلب الحوار مع المحتجين هدفه الأول إعلامي بحت، فليس بيد هؤلاء أي حلول يمكنهم تقديمها". وأضاف أن "النظام دائماً يلجأ إلى حجة الحوار عندما تستعصي الحلول أمامه"، مستغرباً من "تهديد الأعضاء بالاستقالة إذا لم تتحقق مطالب الفقراء من كهرباء وتدفئة". ورأى أنهم "منفصلون عن الواقع".
وكانت مدينة السويداء قد شهدت توترا أمنيا كبيرا في الرابع من الشهر الجاري، بعد أن هاجم محتجون مبنى السرايا الحكومي بالحجارة، واقتحم بعض الشبان المبنى، ومزقوا صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد الموجودة على واجهته، وطالبوا بإسقاط النظام.
كما أحرق المحتجون سيارة أمنية، وألحقوا أضرارا بسيارات أخرى، بعد أن دخلت القوى الأمنية بين جموع المتظاهرين وأطلقت الرصاص لتفريق المحتجين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.