قالت وزارة الدفاع في العاصمة التايوانية تايبيه إنها رصدت 17 طائرة وست سفن حربية صينية تعمل حول تايوان، اليوم الجمعة، في الوقت الذي واصلت فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة.
وأضافت أنّ ذلك شمل قيام ثماني طائرات بعبور الخط الفاصل في مضيق تايوان، والذي يكون في الأوقات العادية بمثابة حدود غير رسمية بين الجانبين.
وأجرت الصين، مناورات حربية وتدريبات عسكرية حول الجزيرة هذا الشهر، للتعبير عن غضبها من زيارتين لكل من رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، ووفد من الكونغرس الأميركي إلى تايبيه.
يأتي ذلك فيما اعتبر وزير القوات الجوية الأميركي فرانك كيندال، في وقت سابق اليوم الجمعة، أنّ تصرفات الصين حول تايوان تزيد من مستوى المخاطر، لكنه عبّر عن أمله في أن يعود سلوك الصين إلى المعايير المحددة من قبل.
وقال كيندال، متحدثاً للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إنه يشعر بالقلق إزاء برامج التحديث العسكري الصيني، وتصرفات بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من عرض تايوان، لمقاتلتها الأكثر تطوّراً وهي طائرة حربية أميركية الصنع من طراز "إف16-في" مزوّدة بصواريخ، وذلك خلال طلعة ليلية نادرة.
وردّاً على المناورات الصينية، أجرت تايوان مناورات حاكت خلالها كيفية التصدّي لغزو صيني محتمل.
ومساء الأربعاء، حمّل عناصر من سلاح الجو التايواني في قاعدة بمقاطعة هوالين (شرق) صواريخ أميركية الصنع مضادّة للسفن من طراز "هاربون إيه جي إم-84" تحت جناحي مقاتلة من طراز "إف16-في"، وهي نسخة مطوّرة وأكثر تعقيداً من مقاتلات إف-16 التي يعود تاريخها إلى التسعينيات.
وفي إطار هذا التمرين على "الاستعداد القتالي" أقلعت من القاعدة الجوية ليلاً ستّ طائرات من طراز "إف16-في"، من بينها اثنتان مسلّحتان بصواريخ، وذلك في مهمة استطلاع ليلي، بحسب ما أعلنه سلاح الجو التايواني.
وقال سلاح الجو في بيان إنّه "في مواجهة التهديد الناجم عن التدريبات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الشيوعية الصينية، ظللنا يقظين مع ترسيخنا في الوقت نفسه مفهوم 'ساحات القتال في أي مكان والتدريب في أي وقت'.. وذلك لضمان الأمن القومي للبلاد".
وكان كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون شرق آسيا دانييل كريتنبرينك قد قال، الأربعاء، إن جهود الصين الرامية لإخضاع تايوان وتقويض صمودها قد تسفر عن حسابات خاطئة، وإن من المرجح أن تستمر حملة الضغط، معتبراً أن الصين استخدمت رحلة بيلوسي "ذريعة لتغيير الوضع الراهن، ما يعرّض السلام للخطر".
وتعتبر الصين الجزيرة مقاطعة انفصالية يتعين ضمها بالقوة إذا لزم الأمر، وتعتبر زيارات المسؤولين الأجانب لتايوان اعترافاً منهم باستقلالها. وفضلاً عن التهديدات العسكرية، فرضت الصين يوم الثلاثاء حظراً على التأشيرات وعقوبات أخرى على سياسيين تايوانيين.
يشار إلى أن الصين لا تملك أي سلطة قانونية فعلية على تايوان، وتأثير العقوبات غير واضح.
ورفضت الصين أي اتصالات مع حكومة تايوان بعد انتخاب الرئيسة تساي إنغ وين من الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال عام 2016. وأعيد انتخاب تساي بأغلبية ساحقة عام 2020.
ويسيطر الحزب الديمقراطي التقدمي أيضاً على المجلس التشريعي، بينما تفضل الغالبية العظمى من التايوانيين الحفاظ على الوضع الراهن المتمثل في الاستقلال الفعلي، مع الاحتفاظ بروابط اقتصادية واجتماعية قوية مع الصين.
وتتهم الصين واشنطن بتشجيع استقلال الجزيرة من خلال بيع الأسلحة، والمشاركة السياسية مع حكومة الجزيرة.
وتقول الولايات المتحدة إنها لا تدعم الاستقلال، وليست لها علاقات دبلوماسية رسمية مع الجزيرة، لكنها ملتزمة بضمان قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها ضد تهديدات الصين.
(رويترز، العربي الجديد)