"بوليتيكن": الدول العربية تقفز عن حمام الدم السوري

16 ابريل 2023
صورة الأسد على بناء مدمر في حمص (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

تناولت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية واسعة الانتشار، تحت عنوان "الدول العربية تقفز عن حمام الدم السوري"، مساعي بعض الدول العربية لإعادة رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى جامعة الدول العربية.

وذكرت الصحيفة، من خلال تحليل قدمه كبير مراسليها للشؤون العربية، أندرس جيركو، بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية 9 دول عربية في جدة، أنّ "ما يجري الحديث عنه هو تمهيد السعودية الطريق أمام قامع ومضطهد سورية، المسؤول عن مقتل 450 ألف إنسان وتشريد 12 إلى 13 مليوناً داخل وخارج البلاد، ومقتل عدد غير معروف تحت التعذيب، ليصبح جزءاً من الجامعة العربية، لقاء وقف تصدير المخدرات".

موقف
التحديثات الحية

وقالت الصحيفة إنّ نظام الأسد تسبب بانهيار شامل في الاقتصاد والأوضاع "ما أدى إلى دمار ثلث البلد، والحاجة إلى أكثر من 400 مليار دولار لإعادة إعمارها، وانخفاض الناتج المحلي بمقدار الثلثين، ووصول 80% من السكان إلى ما تحت خط الفقر".

وأضافت الصحيفة أنه ورغم كل ذلك "فإنّ اجتماع تسعة وزراء خارجية عرب يريد إدخال الأسد إلى دفء القمة العربية في مايو/ أيار المقبل"، مؤكدة أنّ "قطر وحدها تصرّ بصوت عالٍ على أنّ سبب طرد الأسد من المجتمع العربي هو إساءة معاملة شعبه، وأنّ ذلك مستمر".

واعتبرت الصحيفة أنّ الأمر متعلّق بعودة علاقة الرياض بطهران. وقالت: "بعد 12 عاماً من القطيعة والصراع مع سلطة رجال الدين في إيران، الذين يقفون وراء الأسد، جرى استقبال وزير خارجية دمشق فيصل المقداد في السعودية، يبدو أنّ تسويق تلك العودة يجري تحت مبرر إيجاد حل سياسي للصراع طويل الأمد في سورية".

ورأت الصحيفة الدنماركية أنّ التحرك العربي "يفتقر إلى مقترحات ملموسة لكيفية خروج سورية من الحرب الأهلية. وهناك شيء واحد واضح تماماً: إنهم يوصون بالأسد، وليس السوريين الذين يطالبون بالحرية". 

وقالت إنّ "الحكومات العربية توقفت عن المطالبة بمواجهة قضائية مع المسؤولين عن إراقة دماء السوريين، ولم يقولوا شيئاً عن الانتخابات الحرة التي يطالب بها الثائرون على النظام".

وبالنسبة لحديث الساعين للتطبيع عن "احترام وحدة الأراضي السورية"، ذكّرت الصحيفة بـ"رفض مطالب الانفصال أو الحكم الذاتي من المليشيات الكردية التي تسيطر اليوم على ربع البلاد". وتساءلت: "هل سيؤيّدون الأسد فعلاً ضد الأكراد الذين يحظون بدعم القوات الأميركية الخاصة؟".

ووفقاً للصحيفة، فإنّ "أصحاب إعلان جدة يأملون بصورة رئيسة بوضع حدّ لتهريب المخدرات، خاصة نحو السعودية، والتي يقف وراءها نظام الأسد على نطاق واسع لإيجاد مصادر تمويل في ظل اقتصاد منهار". 

وأوضحت الصحيفة أنّ نسبة ضئيلة من 12 مليون سوري لاجئ ينتهزون فرصة العودة لبلادهم، مضيفة: "يطالب الأسد دوماً بتقديمهم الولاء والطاعة له، حيث ما يزال الاحتجاز والتعذيب شائعاً لفرض تكميم الأفواه". وتساءلت الصحيفة: "من الذي سيعطي اللاجئين الثقة للعودة إلى ديارهم؟ من سيموّل إعادة بناء منازلهم؟ من سيحميهم من أجهزة الأسد الأمنية؟".

وقالت الصحيفة إنه "لم يعد أمام الشعب السوري خيار سوى مراقبة ما إذا كانت قمة الرياض ستدعو مضطهدهم الأسد ليكون في علاقات دفئ معهم، وبالتالي التخلّي عن المطالبين بالحرية ومحاسبة المسؤولين عن حمام الدم السوري".

المساهمون