بغداد تؤكد استمرار وساطتها بين الرياض وطهران: الحوار الإيراني انتقل من مساره الأمني إلى الدبلوماسي

24 نوفمبر 2022
حكومة السوداني تستكمل مشروع الوساطة بين إيران والسعودية (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، استمرار وساطة بغداد بين الرياض وطهران، مشيرة إلى أن الحوار الإيراني السعودي انتقل من مساره الأمني إلى الدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، في تصريح نقلته الوكالة الرسمية العراقية (واع)، إن "وزارة الخارجية تعمل باتجاه تكييف الشراكات الاستراتيجية المتعددة والتي تكرس أمن واستقرار المنطقة، واستقرار المنطقة لا يتم إلَّا بالعمل على تكريس المصالح الجماعية، كما أن هناك أهمية تعزيز مسارات الحوارات بين الأطراف على مستوى المنطقة، ولهذا فإن وزارة الخارجية تعمل بحسب نظمها الدبلوماسية على تلك المبادرة".

وبين الصحاف أن "الحوار الإيراني - السعودي انتقل من مساره الأمني إلى المسار الدبلوماسي، ولهذه الخطوة أهمية اتجاه تقريب وجهات النظر وحلحلة الملفات العالقة بين الجانبين، بما يحقق مصالح كلِّ طرف وانعكاسات هذه المصالح على مستوى المنطقة".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "العراق لا يزال يدفع بالرؤى الإيجابية ووجهات النظر المقربة، خصوصاً آخر اجتماع لجلسات التفاوض عُقد في بغداد وبرعاية وزارة الخارجية، ولا نزال ننسق بين الجانبين لإمكانية تحقيق جولات حوار أخرى تنعقد على المزيد من التوافقات".

وتستضيف العاصمة العراقية بغداد، منذ إبريل/نيسان 2021، مباحثات مباشرة على مستوى منخفض التمثيل بين إيران والسعودية، ضمن فرق ضمت ممثلين أمنيين ودبلوماسيين من كلا البلدين.

ورعى رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي 5 جولات منها، عقدت جميعها في بغداد، آخرها في إبريل الماضي.

من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي عن "ائتلاف دولة القانون"، عارف الحمامي، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "حكومة محمد شياع السوداني ستستكمل مشروع الوساطة العراقية بين إيران والسعودية، فهذا الأمر يصب في صالح العراق وعموم المنطقة".

وأكد أن "السوداني له علاقات طيبة وجيدة مع كافة الدول، وخصوصاً دول المنطقة، ولهذا فإن عمله على الوساطة العراقية بين الرياض وطهران سيحقق نجاحا كبيرا خلال المرحلة المقبلة، وهذا التوجه مدعوم من قبل جميع الأطراف السياسية العراقية".

ولفت الحمامي إلى أن "توتر العلاقات بين إيران والسعودية له تبعات سلبية كبيرة على العراق، ولهذا تحرك العراق نحو الوساطة بين الطرفين لما له من ثقل بالمنطقة ولما لهذا الأمر من مصلحة عراقية عليا، ولهذا، فإن السوداني عازم وبدعم الجميع على الاستمرار في إكمال الوساطة العراقية، ونعتقد أنه سيحقق نجاحات كبيرة بهذا الملف قريباً جداً".

وعلى الرغم من استمرار اثنين من عرّابي الوساطة العراقية بين الرياض وطهران، وهما وزير الخارجية فؤاد حسين ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، في منصبيهما، مع تسلم الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني السلطة التنفيذية، إلا أن ثمة الكثير من الشكوك حيال مصير الوساطة التي بدأت فعلياً قبل أكثر من عام.

وكان الجانبان الإيراني والسعودي عقدا عدة مباحثات مباشرة في بغداد، برعاية رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي.

وكان من المقرر عقد جولة سادسة، نهاية يوليو/تموز الماضي، على مستوى وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفقاً لما أعلن عنه حسين في 23 يوليو الماضي. غير أنها تأجلت لأسباب متضاربة بحسب أوساط عراقية، من بينها أن ذلك جاء بطلب إيراني من العراق، وأخرى تحدثت عن خلافات حيال الملفات التي ستُطرح في هذه الجولة، ومنها الملف اليمني.

 

المساهمون