كشفت مصادر سياسية وعسكرية في محافظة أبين، شرق عدن اليمنية، أن تطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض بدأ ظهر اليوم، عبر وقف إطلاق النار، والشروع في الانسحابات العسكرية من الجبهات من قِبل طرفي الصراع في أبين، قوات الحكومة الشرعية ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتيا.
وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الانسحابات بدأت بأعداد ليست كبيرة، لكنها بداية للانسحاب الشامل، بوجود لجنة سعودية تشرف على الانسحابات العسكرية من محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين.
وتقوم اللجنة السعودية ومراقبون من طرفي الصراع بإخراج بعض الوحدات والآليات العسكرية من جبهات الشيخ سالم والطرية والدرجاج جعار ووادي سلا.
وقالت المصادر إن مجموعات من قوات "الانتقالي" غادرت زنجبار باتجاه عدن، لكنها قد لا تصل إلى عدن حتى يتم التأكد من أن الطرف الآخر عاد إلى مواقعه السابقة في أبين أو خارج أبين.
وفي الوقت نفسه، انسحبت مجموعات من قوات الحكومة الشرعية، وهي ليست بالكبيرة حتى اللحظة، لكنها قد تنسحب بشكل أكبر خلال الساعات المقبلة، بالتوازي مع انسحاب قوات "الانتقالي" من محيط زنجبار ومن زنجبار نفسها، خصوصا القوات التي جاءت من عدن وردفان والضالع.
وتتركز الانسحابات، وفقاً لقوات الشرعية، من المواقع المتأخرة في قرن الكلاسي في محيط زنجبار، فيما انسحبت مجموعات "الانتقالي" من الشيخ سالم، وهذه الجبهة مطلة على البحر العربي ويمر منها الطريق الرئيسي، وستلي ذلك انسحابات من مواقع وجبهات بعيدة عن البحر.
ووفق الخطة التي تشرف عليها لجنة سعودية، فإن كل القوات التي جاءت من خارج أبين ستغادرها وتعود إلى مناطق وجودها السابقة، إذ ستعود قوات الشرعية التي جاءت من شبوة إلى مواقعها في تلك المحافظة ضمن محور عتق، فيما ستبقى الألوية العسكرية التي كانت في محافظة أبين وتنتمي إلى المحافظة.
في المقابل، فإن أغلب قوات "الانتقالي" الموجودة في محيط زنجبار هي قوات جاءت من خارج أبين، وبالتالي فإن هذه القوات ستغادر المحافظة.
وستستمر هذه الانسحابات لأيام، ثم سيبدأ تطبيق الشق العسكري في محافظة عدن من خلال انسحاب كل قوات الانتقالي العسكرية إلى خارج عدن، والذي سيتم في نهاية الأسبوع المقبل.
وعلى الرغم من أن الانسحابات بدأت، إلا أن هناك توجسا ومخاوف من طرفي الصراع من تراجع أي طرف عن تنفيذ هذا الاتفاق، نظرا لما شهدته السنوات الماضية من صراع بينهما.
اتهام "الانتقالي" باستمرار القصف في أبين
إلى ذلك، قالت قوات الجيش الوطني اليمني إنها ملتزمة بآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض في شقه العسكري، الذي بدأ اليوم بإشراف سعودي بعد وصول اللجنة السعودية إلى شقرة.
وقال بيان وُزع على وسائل الإعلام إن القوات المشتركة في الجيش ملتزمة بآلية تسريع الاتفاق المقدم من اللجنة السعودية، ولذلك تم توجيه اللواء 19 مشاة بالانسحاب من محيط مدينة زنجبار إلى مديرية لودر، مع التأكيد على الجاهزية القتالية لأي توجيهات من القيادة السياسية.
وأكد أنه وخلال وجود اللجنة السعودية المشرفة على تنفيذ الاتفاق والانسحاب، تقصف قوات "الانتقالي" منذ الساعة الواحدة ظهرا الجيش الوطني بالقذائف حتى كتابة البيان، معلناً أن القوات المشتركة في محور أبين سترد بقوة على تلك الخروقات.
وطالب الجيش اللجنة السعودية بتقييد تلك الخروقات المعرقلة للاتفاق، لأن القوات المشتركة لن تقبل المساس بقوات الجيش الوطني في جميع الجبهات.
يأتي هذا فيما أكد مصدر قيادي عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة، لـ"العربي الجديد"، ما ذكره بيان قوات الجيش عن استمرار القصف من قبل قوات "الانتقالي"، مؤكدا أن جبهة الطرية لا تزال تشهد اشتباكات بين الطرفين، وأن مجموعات "الانتقالي" شنت قصفا مكثفا على قوات الشرعية في هذه الجبهة، على الرغم من بدء الانسحابات من قبل الشرعية.
وحول مصير الألوية المنسحبة، قال المصدر إن القوات المنسحبة ستتوجه إلى جبهات مواجهات الحوثي في حدود محافظات أبين والبيضاء في مكيراس، وأيضا حدود محافظات الضالع وإب في دمت والعود.