بدأت أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة 2 في البحر الميت، غربي الأردن، اليوم الثلاثاء، والذي يهدف إلى إعادة التأكيد على دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره، ووضع آليات لتعزيز الأمن الإقليمي.
وكانت قد وصلت الوفود الرسمية المشاركة في أعمال المؤتمر، اليوم الثلاثاء، حيث وصل كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
كما وصل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وعضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ سعود بن صقر القاسمي.
وكان قد وصل مساء أمس الاثنين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت، للمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية.
ويُلقي العاهل الأردني عبد الله الثاني، اليوم الثلاثاء، كلمة في افتتاح المؤتمر، كما يُلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمته، ومن ثم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ورؤساء الوفود المشاركة، إضافة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف، والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جينين هينيس بلاسخارت.
ويهدف المؤتمر الذي انعقدت نسخته الأولى في بغداد، العام الماضي، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق، إلى إعادة التأكيد على دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره، ووضع آليات لتعزيز الأمن الإقليمي.
ويأتي انطلاق المؤتمر في الأردن بناء على قرار صدر عن المؤتمر الأول الذي عُقد في شهر أغسطس/آب 2021 في بغداد، لينعقد تأكيدا على دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، ولتطوير آليات التعاون معه بما يعزز الأمن والاستقرار، ويساهم في عملية التنمية في المنطقة.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار، إضافة إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".
وعلى جدول أعمال ماكرون، الذي زار الإثنين حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قبالة سواحل مصر للاحتفال بعيد الميلاد مع القوات الفرنسية، لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني "الحليف في محاربة الإرهاب"، بحسب باريس، فيما كان في استقباله لدى وصوله ولي العهد الأردني الأمير حسين.
العاهل الأردني يلتقي رئيس مجلس الوزراء العراقي
وقال العاهل الأردني، اليوم، خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق، على هامش مؤتمر بغداد، إن المؤتمر يهدف إلى دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره وتطوير آليات التعاون معه، بما يعزز الأمن والاستقرار والتكامل الاقتصادي في المنطقة.
وتناول اللقاء مستجدات المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما تم التأكيد على إدامة التنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس الوزراء العراقي عن تعازيه للملك الأردني في "شهداء الواجب من مديرية الأمن العام"، مؤكدا مواصلة العراق العمل مع المملكة في محاربة التطرف والإرهاب.
وأشاد السوداني باستضافة الأردن للدورة الثانية من مؤتمر بغداد، معتبرا أنها تأكيد من المملكة على الالتزام بدعم أمن واستقرار العراق.
وفي السياق، قالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن وزير خارجية إيران وكبير المفاوضين النوويين اجتمعا مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ومسؤول من الاتحاد الأوروبي معني بتنسيق المحادثات النووية مع إيران في الأردن الثلاثاء.
وعلى هامش المؤتمر، سيشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة ثلاثية مع كلٍ من الملك الأردني ورئيس الوزراء العراقي، والتي تهدف إلى "دعم وتعميق العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدان الثلاثة الأشقاء"، حسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية.
رغبة فرنسية
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، لـ"العربي الجديد"، إن هذا الاجتماع الثاني يأتي برغبة فرنسية تختلف عن رغبات موسكو وواشنطن، حيث تحاول باريس العودة إلى لعب دور فاعل في المنطقة العربية، عبر سياسة مرنة ولقاء يجمع مختلف الفاعلين الإقليميين، كإيران وتركيا ومصر والسعودية وقطر.
وأشار الشلبي إلى أن هذه الدول تسعى إلى نقاش يركز على تعزيز المصالح، خاصة في ظل الأوضاع التي يشهدها العالم ولتجاوز الآثار الاقتصادية لحرب روسيا على أوكرانيا، وجائحة كورونا.
وحول ملف إيران النووي، رأى الشلبي أن الموقف الأوروبي أكثر تفهما للملف من واشنطن، مشيرا إلى أن إيران تنظر إلى القمة كفرصة لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المتعثر.