اتصال بايدن وبوتين: توعّد أميركي بالرد على أي غزو لأوكرانيا وتحذير روسي من العقوبات

30 ديسمبر 2021
المحادثة الثانية بين بايدن وبوتين في أقل من شهر (Getty)
+ الخط -

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، اتصالا هاتفيا تركز بالأساس على أزمة أوكرانيا.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن "اتصال الرئيس بايدن بالرئيس بوتين انتهى الساعة 16,25" (21,25 بتوقيت غرينتش). وكانت هذه مكالمتهما الثانية خلال ما يزيد قليلا عن ثلاثة أسابيع.

وكان المسؤول نفسه قد أفاد من ولمنغتون في ديلاوير حيث يمضي بايدن عطلة رأس السنة، في وقت سابق، بأن الاتصال "بدأ الساعة 15,35" (20,35 ت غ).

وفور انتهاء الاتصال، أعلن البيت الأبيض أن بايدن أبلغ بوتين بأن الولايات المتحدة "سترد بشكل حاسم" على أي غزو لأوكرانيا"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بايدن يدعم المسار الدبلوماسي مع روسيا لكن إحراز تقدم يحتاج إلى خفض التصعيد.

في المقابل، عبّر الكرملين عن ارتياحه للاتصال الهاتفي، مؤكدا أن بوتين أبلغ بدوره بايدن بأن فرض عقوبات على روسيا سيكون "خطأ جسيما".

كذلك، نبه بوتين بايدن إلى أن العقوبات الجديدة تضر بالعلاقات الأميركية الروسية.

وكان بوتين قد قال قبل الاتصال إنه "مقتنع" بإمكان إقامة حوار "فعال مبني على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح القومية" للبلدين، مذكرا بالقمة التي جمعت الرئيسين في حزيران/يونيو في جنيف.

وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت لاحق، أن "طريق المفاوضات وحده هو الذي قد يحل المشكلات المتزايدة بيننا".

ومع اقتراب موعد المحادثات الروسية الأميركية في 10 كانون الثاني/يناير في جنيف، تردد موسكو أن أولويتها الأولى هي التفاوض بشأن معاهدتين تعيدان تحديد التوازن الأمني وهيكلية الأمن في أوروبا.

ويرى الكرملين أن أمن روسيا يقتضي منع أي توسيع للحلف الأطلسي شرقا ووضع حد للنشاطات العسكرية الغربية في محيط روسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو دائرة نفوذ لها.

كلفة باهظة

وتعتبر موسكو أن تحقيق هذين المطلبين وحده يمكن أن يسمح باحتواء تصعيد التوتر، وترى خصوصا دعم الولايات المتحدة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بمثابة تهديد مباشر لأمنها ومصالحها.

في المقابل، أوضحت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إيميلي هورن، أن بايدن يواصل التشاور مع "حلفائه وشركائه"، وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكتب زيلينسكي على "تويتر" إثر المكالمة: "تلقيت تأكيدات حول دعم الولايات المتحدة الكامل لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".

وبحث بلينكن مع نظرائه الأوروبيين في "التنسيق لردع أي عدوان روسي آخر على أوكرانيا"، وأكد "التوافق" بينهم على "فرض عواقب هائلة وكلفة باهظة على روسيا" إذا شنت هجوما على أوكرانيا.

لا تنازلات

وكان بايدن توعد نظيره الروسي، في مكالمة هاتفية سابقة مطلع الشهر الجاري، بعقوبات "لم يشهد مثلها من قبل" في حال اجتياح أوكرانيا.

واستبعد الغربيون حتى الآن أي رد عسكري على هجوم روسي، فيما لم يبد الكرملين أي اكتراث للتهديدات بفرض عقوبات.

وتخضع روسيا لعقوبات اقتصادية على خلفية الملف الأوكراني وقمع المعارضة الداخلية، غير أن أيا من هذه التدابير لم يحمل الكرملين على تغيير سياسته، بل على العكس.

من جهتها، تنفي روسيا أن تكون تهدد أوكرانيا رغم أنها اجتاحتها في 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، وهي تؤكد في المقابل أنها تريد أن تحمي نفسها من عداء الغربيين الذين يدعمون كييف ولا سيما في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

وفي مؤشر إلى صعوبة محادثات جنيف المقبلة حول أوكرانيا والاستقرار الاستراتيجي، استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تقديم أي "تنازل".

وكانت الولايات المتحدة حذرت، قبل ذلك، من أن بعض المطالب الروسية "غير مقبولة".

ويلي المحادثات التي ستقودها نائبة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان مع نظيرها الروسي سيرغي ريابكوف لقاء روسي أطلسي في 12 كانون الثاني/يناير، ثم في 13 كانون الثاني/يناير اجتماع في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون