انفجارات حول حقل العمر في سورية ومليشيات إيران تعتقل مدنيين بتهمة التخابر مع التحالف الدولي
سُمع دوي انفجارات، صباح اليوم الأربعاء، في محيط قاعدة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بحقل العمر للنفط بريف دير الزور شرق سورية قابلتها أصوات في مناطق سيطرة النظام، بُعيد ساعات من قصف بطائرات مسيّرة على مواقع للمليشيات الإيرانية، كما قُتل عناصر من النظام بهجوم من مجهولين في بلدة العشارة بعيد حملة اعتقال نفذتها المليشيات في البوكمال ومحيطها.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن دوي عشرة انفجارات سمع في محيط حقل العمر النفطي بناحية الشحيل شرق دير الزور، حيث تتواجد قاعدة للتحالف الدولي ضد "داعش"، مضيفة أنه بعد ذلك سمع صوت إطلاق صواريخ وقذائف مدفعية من داخل القاعدة التي تتمركز فيها قوات أميركية، وكان الإطلاق باتجاه منطقة الميادين جنوب نهر الفرات.
ويقع حقل العمر والقاعدة العسكرية للتحالف شمال نهر الفرات في شرقي ناحية الشحيل، تقابلها مناطق سيطرة النظام والمليشيات التابعة لإيران في منطقة الميادين جنوب شرقي دير الزور. وبحسب المصادر، فإنه لم تتبين بشكل دقيق ماهية أسباب الانفجارات في الطرفين، والخسائر الناتجة عنها ولم تعلن أي جهة عن تبنيها عمليات قصف.
ومساء أمس، كانت قد استهدفت 4 طائرات مُسيّرة بالصواريخ معسكراً تدريبياً للمليشيات المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" في بادية العشارة وعلى أطراف مزار عين علي، شرق دير الزور، وأسفر الاستهداف، وفق مصادر "العربي الجديد"، عن وقوع جرحى في صفوف عناصر تلك المليشيات.
من جانبها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول من التحالف قوله إن التحالف نفذ أمس الثلاثاء ضربة في سورية لاستهداف مواقع إطلاق صواريخ تشكل ما سمّاه "تهديدا وشيكا"، ولم تحدد الوكالة موقع قواعد الصواريخ المستهدفة، أو أية تفاصيل أخرى.
وكانت قاعدة التحالف الدولي قد تعرضت سابقا لعدة هجمات مماثلة، في حين نفت مصادر وقوع هجمات في عدة مرات، وقالت في أكثر من مرة إن أصوات الانفجارات في القاعدة تنجم أحيانا عن عمليات تدريب مشتركة بين قوات سورية الديمقراطية "قسد" والتحالف.
ويقول المحلل العسكري السوري، العقيد أحمد حمادة لـ"العربي الجديد"، إن إيران وبعد عامين على مقتل سليماني لم تقم بأي رد يذكر، وبعدما توعدت أمام مؤيديها ومناصريها بالرد تقوم بين الفينة والأخرى ببعض الاستعراضات في بعض المواقع ضد التحالف كما حصل في منطقة التنف قبل أيام.
وأوضح العقيد المنشق عن النظام السوري أن إيران تريد تصوير نفسها أمام مناصريها أنها في مواجهة أميركا والغرب على أنهم الطرف المعادي، وهناك أيضا ملف المفاوضات المتعثرة في فيينا حيث تريد إيران فرض شروط أو الحصول على تنازلات ومن خلال التحرشات في سورية توصل إيران رسائل ضغط.
وذكر المحلل العسكري أن إيران نقلت أسلحة تكتيكية ونوعية وقامت بتحشيد في البادية السورية على مرار الشهور الماضية، وكل ذلك يندرج ضمن سياسة إيران في استخدام المناطق البعيدة عنها في سبيل مشروعها النووي والمشاريع الأخرى.
وأشار المحلل إلى أن الضربات التي وقعت أمس في دير الزور ضد المليشيات أدت إلى قتلى وجرحى، وهذه الاستهدافات من التحالف قد تكون السبب وراء الاستهداف لقاعدة الحقل اليوم إن صح هذا الاستهداف.
وفي شأن متصل، تحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن شن المليشيات الإيرانية حملات دهم وتفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتها بناحية البوكمال، وجرى خلالها اعتقال أكثر من 20 شخصا بينهم نساء. وبحسب المصادر، فإن معظم عمليات الاعتقال كانت بتهمة التخابر مع "قسد" والتحالف الدولي.
وتسيطر المليشيات الإيرانية على مدينتي الميادين والبوكمال شرق محافظة دير الزور بشكل كامل وعلى المنطقة الواصلة بينهما، وتقوم بنشر منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة ومعسكرات تدريب فيها. ومن بين تلك المليشيات "لواء فاطميون" و"لواء زينبيون" و"لواء الباقر" و"لواء 47" و"لواء ذو الفقار" و"فيلق أسود عشائر سورية" و"كتائب الإمام علي" و"كتائب عصائب أهل الحق" وحركة "النجباء"، بالإضافة إلى "حزب الله" اللبناني.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية عن مقتل عناصر من قوات النظام السوري أعقبته حالة استنفار أمني مشددة جراء هجوم بصاروخ طاول سيارة لقوات النظام في الشارع العريض وسط بلدة العشارة الخاضعة للنظام في ريف دير الزور الشرقي. ورجحت المصادر أن خلايا تنظيم "داعش" خلف الهجوم، ولم تستبعد أن يكون نتيجة خلافات وعمليات انتقامية بين عناصر قوات النظام والمليشيات الموالية لها.