اليونسكو تدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على "طالبان" بخصوص تعليم الفتيات

25 يناير 2023
أفغانستان الآن هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تسمح للفتيات بالتعلّم (Getty)
+ الخط -

دعت نائبة المديرة العامة لليونسكو، ستيفانيا جيانيني، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته بإعطاء الأولوية لقضية تعليم الفتيات فوق سن الثانية عشرة في أفغانستان، من خلال "الضغط على حركة طالبان"، مذكرة بأن أفغانستان تحت حكم "طالبان" هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تسمح للفتيات بالتعلّم فوق المرحلة الابتدائية.

وجاءت تصريحات جيانيني خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك، بمناسبة اليوم الدولي للتعليم. 

ولفتت النائبة الانتباه إلى قرار المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بتخصيص اليوم الدولي للتعليم هذا العام، والذي يصادف في 24 يناير/كانون الثاني من كل عام، للاحتفال بالنساء والفتيات الأفغانيات المحرومات من حقهن في التعلّم.

وأضافت في هذا السياق، أن "التعلّم حق إنساني يجب احترامه ولا يجب أن يتم منعه عن أي دولة في العالم (...) يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية ضمان استعادة حقوق الفتيات والنساء الأفغانيات دون تأخير. وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للتعليم، لا يمكن أن ننسى النساء والفتيات الأفغانيات".

واستعرضت جيانيني الوضع في أفغانستان قبل استيلاء "طالبان" على الحكم، مضيفةً أن قرار منع التعليم "يهدد بالقضاء على كل مكاسب التنمية التي حققتها البلاد على مدى السنوات العشرين الماضية، أي من 2001 إلى 2021". وأوضحت أن أفغانستان "شهدت زيادة قدرها عشرة أضعاف في ما يتعلق بالالتحاق بجميع مستويات التعليم، أي من حوالي مليون طالب في عام 2001، إلى حوالي 10 ملايين، بدعم من المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو". ونوهت بأنه خلال نفس الفترة "ارتفع عدد الفتيات في المدارس الابتدائية من الصفر تقريباً (عام 2001) إلى حوالي 2.5 مليون فتاة".

وأوضحت النائبة: "زادت مشاركة المرأة في التعليم العالي الأفغاني أيضاً بنحو 20 ضعفاً، إذ كانت هناك قرابة 5 آلاف فتاة في عام 2001 مسجلات في التعليم العالي، ووصل العدد إلى 100 ألف حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي (حين أصدرت طالبان المنع)، وحالياً هناك 2.5 مليون فتاة أفغانية في سن الدراسة، 1.2 مليون منهن خارج المدارس نتيجة لقرار طالبان".

وحول ما تقوم به الأمم المتحدة واليونسكو تحديداً، قالت المسؤولة الأممية: "نحاول العمل مع مؤسسات المجتمع المدني الأفغانية على الأرض لمواجهة هذا المنع؛ على سبيل المثال نوفر فصول محو الأمية ضمن المجتمعات المحلية التي تستهدف الآن حوالي 25 ألف شاب وشابة في المناطق الريفية على وجه الخصوص، بما في ذلك الفتيات المراهقات فوق سن 15 عاماً، كما نستخدم أيضاً بعض الأدوات الفعالة مثل القنوات الإذاعية، التي يمكنها الوصول مباشرة إلى بيوت الناس".

وتطرقت المتحدثة إلى أن التقارير تفيد بأن هذه الطريقة فعالة جداً، حيث يصل الراديو إلى ثلثي السكان في أفغانستان، وفي بعض المناطق هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الوصول بشكل مباشر إلى الناس.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى تأسيس مركز تعليم جديد في كابول لدعم الشباب وخاصة النساء، مؤكدةً أن هذه المراكز لا يمكن أن تحل محل المدارس، على الرغم من مقدرة التكنولوجيا على سد بعض الثغرات والمساعدة في عدد من الأوجه، وفي ما يخص التعليم العالي، أكدت أن "منع النساء من التعليم العالي ستكون له تبعات كارثية على تنمية البلاد وتطورها (...) نعمل مع بعض الشركاء في الدول المجاورة والمنطقة لتقديم منح للفتيات للتعليم العالي"، مشددةً على أن جميع هذه الحلول مؤقتة، ولا يمكن أن تحل محل ذهاب الفتيات إلى المدرسة وفي جميع مراحل التعليم دون استثناء.

المساهمون