قرر مجلس النواب الأردني، في جلسة اليوم الأربعاء، فصل النائب محمد عناد الفايز من المجلس، إثر رسالة وجهها إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الشهر الماضي بخصوص المساعدات التي تقدّمها السعودية للأردن، متهما الجهات الرسمية بالفساد، وعدم إيصال المساعدات إلى الشعب الأردني.
واتخذ النواب قرارهم خلال جلسة مغلقة عن وسائل الإعلام عقدت صباح اليوم، إثر تنسيب من اللجنة القانونية التي كان ملفّ النائب الفايز قد أحيل إليها باعتبارها مسؤولة عن سلوك النواب، وصوت على القرار 92 نائبا من أصل 110.
وكان الفايز قد قرر سابقا الاستقالة من مجلس النواب، ووجه الكثير من الانتقادات إلى النهج السياسي المتبع في إدارة البلاد، كما قاطع النائب الجلسات منذ إقرار التعديلات الدستورية.
وانتقد نقيب المحامين الأردنيين السابق والنائب الحالي صالح العرموطي، في تصريحات صحافية، قرار المجلس، مستنكرا تنفيذ قانون العقوبات على أحد أعضاء المجلس، باعتباره من اختصاص المحاكم والقضاء.
وقال العرموطي إنه لم تُتَح في الجلسة مناقشة القضية، مضيفا أنه لم يشهد في تاريخ المجلس سابقا محاكمة نائب وفصله قبل أن يحال إلى القضاء وصدور قرار بحقه.
اللجنة القانونية في البرلمان: النائب الفايز خالف الأعراف البرلمانية والدبلوماسية
من جانبها، اعتبرت اللجنة القانونية في مجلس النواب أن النائب الفايز قد خالف الأعراف البرلمانية والدبلوماسية في ما يتعلق بطريقة المخاطبة في رسالة موجهة إلى دولة عربية شقيقة، وتشويه سمعة المملكة من خلالها، ومخالفة نصوص المادتين 154 و155 /1 من النظام الداخلي لمجلس النواب (المتعلقة بالغياب عن جلسات المجلس)، بالإضافة إلى الحنث بالقسم القانوني وقبض المخصصات المالية من دون وجه حق خلال فترة غيابه عن المجلس، ومخالفة نصوص وقواعد مدونة السلوك النيابية.
ووجه الفايز الشهر الماضي، عبر سفارة السعودية في الأردن، رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طالبه فيها بوقف المساعدات المرسلة إلى الأردن. وقال في الرسالة: "لم تتوان السعودية يوماً عن الوقوف مع الأردن، ومد يد العون له، حتى باتت كأنها واجب مفروض من طيب كرمكم وفزعتكم الصادقة النبيلة".
وأضاف النائب عن "دائرة بدو الوسط عشيرة بني صخر": "نسمع بالمساعدات للدولة، ولكن لا تذهب سوى لطبقة فاسدة تزداد غنى على حساب كرامة الأردني الأبيّ، فجميع المساعدات الملكية السعودية تُشحد على حساب كرامة شعب أردني، وتهبونها لصون عزة العرب والمسلمين في كل بلد تصل إليه، إلا الأردن، فإنها تصل إلى جيوب من يتسيد القرار لزمرة فاسدة أضحى الشعب الأردني هو سبيل رزقها".
ومما جاء في الرسالة أيضًا: "لا نريد مساعدات، ولا نريد هبات، فبلدنا مليء بالخيرات، أردننا عزيز على قلوبنا، تأبى كرامتنا أن يقال عنا شعب الشحاذين المتسلقين، شعب يلهث خلف من يساعده من أجل نجدته كما يصورونه، فكل خيراتكم تصل إلى جيوب الفساد والفاسدين".
وتزامنت الرسالة مع زيارة قام بها رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إلى الرياض منتصف الشهر الماضي، ديسمبر/ كانون الأول.
يذكر أنه منذ انتخاب مجلس النواب الـ19 وفي دورته الأولي، جرى تجميد عضوية النائب أسامة العجارمة مدة عام بسبب تصريحات له تخص مجلس النواب، ثم فصل لاحقًا نتيجة تصريحات سياسية له خارج المجلس. وفي الدورة البرلمانية الثانية، جرى تجميد عضوية النائب حسن الرياطي مدة سنتين بسبب عراك وقع داخل المجلس خلال مناقشة التعديلات الدستورية.