- تتعرض بعلبك لقصف شبه يومي منذ شهر، مما أسفر عن استشهاد 60 شخصاً على الأقل، وتواجه النازحون صعوبات كبيرة بسبب عدم أمان الطرق وامتلاء مراكز الإيواء.
- المدينة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تعرضت مواقعها الأثرية لأضرار، بينما يواصل الاحتلال سياسة التهجير القسري للبنانيين.
إصدار الاحتلال تهديداً لأهالي بعلبك وقريتين في محيطها
حركة نزوح كبيرة تسجل منذ ساعات من بعلبك
تتعرض بعلبك ومحيطها لقصف شبه يومي منذ نحو شهر
شنّ الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء، سلسلة غارات عنيفة على مدينة بعلبك ومحيطها في شرق لبنان. وطاولت الغارات مدينة بعلبك وعين بورضاي وإيعات وسهل دورس ومقنة وشمسطار. وتأتي هذه الغارات بعد إصدار الاحتلال تهديداً لأهالي بعلبك وقريتين في محيطها، عين بورضاي ودورس، بإخلاء بيوتهم فوراً، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة باتجاه الشمال.
وتتعرض بعلبك، التي تعتبر من كبرى مدن البقاع، ومحيطها لقصف شبه يومي منذ نحو شهر، وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاورة لها لقصف اسرائيلي عنيف مساء الاثنين الماضي، أدى إلى استشهاد نحو 60 مواطناً على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وقال مصدرٌ أمنيٌّ لـ"العربي الجديد" إنّ "حركة نزوح كبيرة تسجل منذ ساعات من بعلبك، وخصوصاً على منطقة دير الأحمر في البقاع ومناطق في الشمال اللبناني، وقد سلكوا طرقات تُعَدّ آمنة نسبياً، باعتبار أن الطريق إلى بيروت ليست آمنة، وقد شهدنا أكثر من عملية إسرائيلية اليوم على طرقات تصل البقاع ببيروت، لكن هناك مشكلة تتعلق بالقدرات الاستيعابية لمراكز الإيواء، إذ معظمها لم تعد تتسع لأعدادٍ جديدة، ولا سيما في الشمال، وقد وُجهت نداءات إلى الجهات المعنية لتأمينهم بسرعة".
وأشار المصدر إلى أنّ "صعوبات كبيرة تواجه النازحين، ولا سيما من محافظة بعلبك الهرمل ككلّ، فالطرق ليست آمنة، والقصف مستمرّ من جانب الاحتلال، حتى إنّ المساعدات الإنسانية والأممية والدولية بالكاد تصل إلى الناس للأسباب الأمنية نفسها، وكذلك الطريق إلى سورية لم يعد آمناً في ظلّ ضرب المعابر وأبرزها المصنع"، مشيراً إلى أنّ "الوضع صعب جداً، ومراكز الإيواء باتت شبه ممتلئة".
وتضم المدينة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، منذ عام 1984، بعضاً من المعابد الرومانية ذات الحالة الأفضل. وكان الاحتلال في غارات سابقة قد استهدف مواقع أثرية في المدينة، ما أدى إلى تدمير جزئي لبوابة إيعات المؤدية إلى مجمّع معابد بعلبك، وهي تشكل الجزء الخلفي من ثكنة غورو.
وشرع جيش الاحتلال بتطبيق سياسة التهجير القسري للبنانيين من قراهم ومدنهم، ولا سيما في الجنوب اللبناني، سواء تلك الواقعة على الحدود المباشرة مع فلسطين المحتلة من مسافة صفر، أو المتناثرة جنوب نهر الليطاني وشماله بعد نحو أسبوع من بدء عدوانه الواسع على لبنان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.