أعلن النظام السوري، اليوم الأربعاء، اعترافه رسمياً بـ"استقلال" إقليمي لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا، لتكون أول خطوة من نوعها بعد الاعتراف الروسي.
ونقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله: "تجسيداً للإرادة المشتركة والرغبة في إقامة علاقات في المجالات كافة، فقد قررت الجمهورية العربية السورية الاعتراف باستقلال وسيادة كل من جمهورية لوغانسك الشعبية، وجمهورية دونيتسك الشعبية".
وأضاف المصدر أنه سيجرى التواصل مع كلا الجمهوريتين للاتفاق على أطر تعزيز العلاقات، بما فيها إقامة علاقات دبلوماسية وفق القواعد المتبعة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأربعاء، "قطع العلاقات الدبلوماسية مع سورية"، بعد اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال زيلينسكي، في فيديو عبر تطبيق تلغرام: "انتهت العلاقات بين أوكرانيا وسورية"، مضيفاً أن "ضغوط العقوبات" على دمشق الحليفة لموسكو "ستزداد شدّة". وأضاف أنه يعتبر أن القرار السوري "موضوع تافه" ويفضل التركيز على مسائل أخرى.
ويوم أمس الثلاثاء، قالت وزيرة خارجية "جمهورية دونيتسك الشعبية" ناتاليا نيكونوروفا إنّ العلاقات مع سورية "تتطور وتنمو بشكل نشط للغاية"، وأضافت أنّ الطرفين يتعاونان في العديد من المجالات، بينها التعليم والطب والعلوم، وفق ما نقلته وكالة أنباء النظام "سانا".
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال لقائه وفداً روسياً وممثلين عن "جمهورية دونيتسك"، استعداد نظامه "للبدء بالعمل على رفع العلاقات... إلى المستوى السياسي" مع الأخيرة.
وفي 21 فبراير/ شباط الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا. وفي 24 من الشهر ذاته، أعلنت موسكو غزوها أوكرانيا، تحت ما سمّتها "عملية عسكرية خاصة".
وحول دلالة هذا الاعتراف وتأثيره، قال المحلل في مركز "جسور" للدراسات وائل علوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النظام السوري أحد الأنظمة التابعة بشكل كامل للإدارة الروسية، ولا يملك النظام الاعتراض على التوجيهات الروسية، حتى وإن كانت سياسياً غير مفيدة للنظام أو تعارض مصالحه، فالنظام هو إحدى الأدوات الروسية اليوم في التصعيد السياسي والاقتصادي بين روسيا والغرب".
وأضاف أنّ "انخراط النظام السوري بإرادته أو مجبراً بما لا يريد في الحرب الروسية الأوكرانية سيعزز عزلة النظام إقليمياً ودولياً، وسيضعف محاولات النظام تخفيف العقوبات الغربية عنه".
وكان النظام السوري قد أعلن في مايو/ أيار 2018 الاعتراف بمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الانفصاليتين في جورجيا الواقعتين تحت النفوذ الروسي.