عززت المليشيات الإيرانية أخيراً عدد مقاتليها في كل من مدينتي الميادين والبوكمال على خطوط التماس مع "قوّات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فيما دفعت قوّات التحالف الدولي و"قسد"، يومي الجمعة والسبت، بتعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس بينها وبين قوات النّظام السوري والمليشيات الإيرانية المساندة له والقوات الروسية المنتشرة في دير الزور شرقي سورية.
ووصل مقاتلون تابعون لـ"قسد" إلى منطقة المعامل في ريف دير الزور، السبت، فيما عززت قوات التحالف الدولي مواقعها على خطوط التماس، الجمعة، بإدخال رتل عسكري يضم كاسحات ألغام.
وقال الناشط مدين العليان، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحشود الكبيرة على جانبي خطوط التماس توحي بمواجهة عسكرية في مناطق ريف دير الزور بين "قسد" والتحالف الدولي من جهة، والنظام السوري والمليشيات الإيرانية وروسيا من جهة أخرى.
وقال العليان إنّ التحالف الدولي أرسل كاسحات ألغام إلى كل من خشام والصالحية، مبيناً أنّ التعزيزات العسكرية تتم في 7 قرى بالمنطقة وهي الصالحية وخشام وحطلة ومراط ومظلوم والطابية والحسينية، بريف دير الزور، مشيراً إلى أن بعض السكان بدأوا بمغادرة المناطق القريبة من خطوط التماس منذ حوالي 15 يوماً، ومنهم من غادر باتجاه مناطق سيطرة "قسد".
ولفت العليان إلى أنّ المليشيات الإيرانية عززت مواقعها في كل من مدينتي الميادين والبوكمال، إضافة لرفع أعداد مقاتليها على خطوط التماس مع "قسد".
وتابع: "استقدمت كل من مليشيات (فاطميون) و(زينبيون) وحزب الله العراقي عناصر انتشروا في نقاط عسكرية تابعة لها على طول مواقعها بين مدينتي دير الزور والبوكمال"، لافتاً إلى أنّ المنطقة تشهد انتشاراً لمقاتلي المليشيات عموماً على كافة نقاط التماس مع "قسد".
وكانت القوات الروسية دفعت بمقاتلين سوريين تابعين لها، ليل الجمعة - السبت، إلى خطوط التماس الفاصلة مع "قسد" وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في ريف محافظة دير الزور، وسط تصاعد التوتر بين الجانبين في الآونة الأخيرة شرقيّ سورية.
كما انسحبت مجموعات عسكرية تتبع لـ"الفرقة الرابعة" المدعومة من إيران، ويقودها شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، ليل الجمعة، من مناطق عدة شماليّ شرق دير الزور، وتمركزت مجموعات عسكرية بدلاً منها تتبع لقوات "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا.
وتعليقاً على وصول التعزيزات للمنطقة من الطرفين، أوضح الناشط الحقوقي أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات المحلية الموجودة على الأرض (قسد، وقوات النظام والمليشيات المحلية الموالية للنظام أو ممن انتسبوا لصفوف المليشيات) لا يمكنها فتح معارك استراتيجية أو طويلة المدى ضد بعضها البعض، مشيراً إلى أنها "من الممكن أن تقوم بمعارك جانبية تسويقية لجهة ما، لكن لا يمكن لهم دخول نزاع طويل الأمد لأن لديهم نفس الاستراتيجية والأهداف والتناقض بينهم في تفاصيل فردية أو فصائلية، ربما استجابة لضغوطات روسية أو أميركية أو إيرانية".