أعلنت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، اليوم الخميس، تنظيم يوم وطني احتجاجي ضد استضافة المغرب لقمة النقب الثانية، التي يجري الإعداد لعقدها على الأرجح في مارس/ آذار المقبل.
وعبّرت الجبهة، في بيان أصدرته بعد اجتماع سكرتاريتها الوطنية، أمس الأربعاء، عن رفضها تنظيم المغرب لقمة النقب الثانية، معلنة أنها ستحتج تزامناً مع عقد هذه القمة التي تضم، فضلاً عن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والمغرب، باقي الدول المطبعة مع إسرائيل، وهي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان.
وقالت الجبهة إنه سيُعلَن مبدئياً تاريخ هذا اليوم الوطني الاحتجاجي وشكله في وقت لاحق، داعية فروعها ومكوناتها إلى الشروع في التعبئة القصوى "لرفع تحدي فضح وإفشال قمة هذا التحالف الموجه ضد كفاح الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في عودة اللاجئين إلى ديارهم وبناء الدولة المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، والقدس عاصمة لها، والموجه أيضاً ضد شعوب المنطقة وطموحها من أجل التحرر والانعتاق".
وكانت الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت، في وقت سابق، تنظيم قمة النقب 2 في المغرب، في غضون مارس/ آذار المقبل، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن احتضان مدينة الداخلة، ثاني كبرى حواضر الصحراء، للقمة.
وقال نائب المنسق الوطني لـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، الطيب مضماض، لـ"العربي الجديد": "إذا تأكدت استضافة المغرب لقمة الخزي، سنحتج بكل الوسائل التي من بينها دعوة جميع فروع الجبهة ومكوناتها إلى يوم وطني احتجاجي في ما بين 30 و60 مدينة مغربية، وذلك لإسقاط قرار استضافة القمة التي ستحضرها الإمبريالية والصهيونية والدول العربية المطبعة".
وتابع مضماض: "سنستمر في نضالنا حتى يتم إسقاط اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما كان الأمر حينما أسقط الشعب المغربي إقامة العلاقات مع الكيان الغاصب في عام 2000"، لافتاً إلى أنّ "اليوم الوطني الاحتجاجي المرتقب رفضاً لاستضافة قمة النقب الثانية يبعث رسالة إلى من يهمه الأمر بأننا لن نسمح بأن تكون أبواب المغرب مشرعة أمام حركة عدوانية وعنصرية وإرهابية هي الحركة الصهيونية".
وكان 15 تنظيماً سياسياً ونقابياً وحقوقياً مغربياً، قد أعلن في 28 فبراير/ شباط 2021، تأسيس هيئة مغربية لدعم القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع تحت اسم "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع".
وجاء تأسيس الجبهة رداً "على التوقيع الرسمي للدولة المغربية على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني"، ومن أجل "العمل الشعبي على إسقاط التطبيع ومقاومته".
وكانت الرباط وتل أبيب وواشنطن قد وقعت، في 22 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إعلاناً تضمّن ثلاثة محاور، أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بينهما مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، وثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي الطرفين و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة"، وثالثها "تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلّاق، إضافة إلى مواصلة العمل في مجالات التجارة والمالية والاستثمار، وغيرها من القطاعات الأخرى".
ومنذ إعلان استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، تسير العلاقات بين الجانبين في منحى تصاعدي، تخللته في الأشهر الماضية لقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاق أمني، واتفاقية التعاون السيبراني، واتفاقات اقتصادية ورياضية، وفي مجال التعليم.