استمع إلى الملخص
- يعبر المسؤولون في شمال إسرائيل عن قلقهم من أن الاتفاق يترك الحدود الشمالية بدون حماية، مما يسمح لحزب الله بإعادة التمركز واستمرار تدفق الأموال الإيرانية، ويعتبرون أن خلق منطقة عازلة أكثر فعالية.
- يعبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن استيائه من الاتفاق، مشيراً إلى أنه لم يسحق حزب الله تماماً، ويعتبر أن هناك فرصة تاريخية ضاعت لجعل الحزب يجثو.
في الوقت الذي تتواتر فيه مشاهد العائدين إلى الجنوب اللبناني، يظل الوضع أكثر هدوءاً في المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود مع لبنان، شمال إسرائيل، وذلك لاعتقاد الكثيرين أنهم لن يشعروا بالأمان لدى عودتهم، وهو ما يعكس أيضاً معارضة معظم رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلية في هذه المناطق لاتفاق وقف إطلاق النار، ومطالبتهم باستمرار الحرب لوقت أطول وتوجيه المزيد من الضربات لحزب الله، معتبرين أنه لا يمكن وقف العدوان في الوقت الذي تتحقق فيه إنجازات ويتلقّى حزب الله ضربات قوية، برأيهم.
ويعني هذا بقاء عشرات آلاف الإسرائيليين في الوقت الراهن خارج المناطق التي سكنوها ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويتخوّف رؤساء السلطات المحلية، ومنهم رئيس المجلس الإقليمي ماروم هجليل، عميت سوفير، الذي تحدث صباح اليوم الأربعاء لإذاعة "كان ريشيت بيت" العبرية عن أن الاتفاق الذي تم إبرامه لم يضع حداً للتهديدات لسكان شمال إسرائيل، وقال: "يدور الحديث عن اتفاق يترك الحدود الشمالية بدون حماية. سيعود حزب الله للتمركز هنا من جديد، وسيتواصل تدفّق الأموال الإيرانية، وما نحققه في هذه الاتفاقية ليس أمناً. لم يتحدث أحد عن احتلال لبنان، ولكن كان من المهم خلق منطقة عازلة، بحيث يتم قتل كل من يقترب منها، فهذا أكثر فاعلية من اتفاقيات لا تطبّق".
ورغم غياب دام 14 شهراً عن المنطقة، فإن المسؤولين في منطقة شمال إسرائيل لا يسارعون لمناشدة السكان والمستوطنين إلى العودة. وأوضح سوفير في هذا السياق: "لست وحدي من لا يناشد السكان للعودة، ولكن الحكومة أيضاً لا تناشدهم لفعل ذلك. هذا الاتفاق يوفّر الهدوء، ولكن ليس الأمن". وعبّر رئيس منتدى بلدات خط المواجهة، ورئيس المجلس الإقليمي ماطي آشر، موشيه دافيدوفيتش، عن استيائه من الاتفاق، قائلاً: "هناك طرف واحد يحتفل ويفرح، وهو حزب الله وسكان جنوب لبنان، بينما هناك طرف واحد حزين ومتألم، وهم سكان الشمال. لا شك لدي في أن حزب الله خرج أقوى من وقف إطلاق النار هذا، لأن كل هدفه هو حشد قواته والاستعداد للمهمة التالية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2025".
من جانبه، هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي كان المعارض الوحيد للاتفاق من بين 11 وزيراً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) القرار، وقال في حديث للإذاعة نفسها، الليلة الماضية: "هل تعتقد حقاً أنه بعد هذا الاتفاق سيتدفق السكان في الشمال إلى الشمال، ويقولون: ها نحن عدنا، كل شيء آمن؟". وأضاف: "لم نسحق حزب الله تماماً. كانت هناك فرصة تاريخية لجعله يجثو". كما هاجم بن غفير الوزير بتسلئيل سموتريتش لدعمه الاتفاق، معتبراً أنه "ارتكب خطأً" بذلك.