شيّع الفلسطينيون، بعد ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد الفتى محمد فؤاد البايض (17 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة مخيم الجلزون، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، فيما شيّع آخرون جثمان الشهيد الشاب فوزي هاني مخالفة (19 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة سبسطية، شمال غرب نابلس، شمال الضفة الغربية.
وبعد أنّ ودعه أقاربه في منزل أحد أفراد العائلة في بلدة جفنا المجاورة لمخيم الجلزون، شيّع أهالي المخيم وعموم رام الله جثمان الشهيد البايض الذي كان قد استشهد برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في قرية أم صفا شمال غرب رام الله، بعد ظهر أمس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان، ومحاولة السيطرة على أراضي القرية.
وانطلقت الجنازة، صباح اليوم السبت، من المستشفى الاستشاري العربي شمال رام الله، وصولاً إلى بلدة جفنا، ليُنقل جثمان الشهيد على الأكتاف بعد وداعه إلى مسجد حراء، وسط مخيم الجلزون، وسط هتافات المشيعين.
ورفع المئات من المشاركين في جنازة البايض الأعلام الفلسطينية وأعلام الفصائل الفلسطينية، وأطلق خلالها مسلحون ملثمون النار في الهواء.
وقالت والدة الشهيد ميساء عواودة، بعد استقبال جثمان ابنها بالزغاريد، إنها "منعت قريباتها من البكاء عليه، لأنه أوصاها بعدم البكاء".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، أمس الجمعة، استشهاد البايض متأثراً بإصابة خطيرة في الرأس، أصيب بها في قرية أم صفا.
من جانب آخر، وبمشاركة غفيرة، انطلقت مئات المركبات، ظهر اليوم السبت، لتشييع موكب جثمان الشهيد فوزي هاني مخالفة (19 عاماً)، من مستشفى رفيديا الحكومي، في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى مسقط رأسه في بلدة سبسطية التاريخية شمالاً، وسط حالة غضب عارمة على جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي له على أطراف بلدته، التي كانت تشهد هدوءًا كبيراً حينها.
وانتظرت جموع غفيرة موكب الشهيد على مدخل البلدة، حيث جرى إنزال الجثمان من سيارة الإسعاف، وحمل على الأكتاف، على وقع إطلاق مسلحين ملثمين الرصاص في الهواء، وهتافات صدحت بها الحناجر.
وعلى مدخل بيته، وقفت عشرات النسوة الفلسطينيات اللواتي أطلقن الزغاريد، فيما ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، قبل أن يجوب مرفوعاً على الأيدي المنطقة الأثرية في سبسطية، وصولاً إلى مواراته الثرى في مقبرة البلدة.
وقال الناشط مجد عازم لـ"العربي الجديد": "كانت لحظات حزينة جداً، حين ودعته عائلته في بيتهم، ولم تقدر أمه وجدته وشقيقاته على استيعاب ما حدث، وكأنه كابوس يظلل عليهم".
وشدد عازم على أنّ سبسطية تتعرض لعملية تهويد لا تتوقف، حيث يقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدتها القديمة والمنطقة الأثرية باستمرار، فيما تحاصرها الحواجز العسكرية من جهات عدة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت مركبة الشهيد، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بعشرات الرصاصات، ما أدى إلى استشهاده، وإصابة شاب آخر، وهو رفيقه محمد عمر مخيمر، قبل أن يقوم الجنود باعتقاله.