استمع إلى الملخص
- جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق أعلنت عن هجمات جديدة على أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرة من تداعيات حرب شاملة قد يدخل فيها العراق بشكل مباشر.
- استعدادات في البصرة تحسباً لعدوان إسرائيلي على الموانئ العراقية، مع تحذيرات من أزمة طاقة عالمية في حال استهداف موانئ البصرة.
في العراق، الذي يواصل حداده على الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تتصاعد تهديدات الرد العسكري من الفصائل المسلحة، وكذلك التحذير من هجوم إسرائيلي وشيك يستهدف العراق، رداً على دخول الفصائل العراقية المسلحة على خط التصعيد العسكري واستهدافها مواقع ومنشآت إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأمس الأحد، حذّر النائب في البرلمان العراقي ياسر الحسيني مما وصفها بـ"معلومات خطيرة" حول هجوم "العدو" على منشآت نفطية عراقية ومواقع حيوية. وأوضح الحسيني في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عراقية محلية، أنه أرسل "معلومات خطيرة جداً" إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تتضمن قضية أمنية "كفيلة بنسف المنشآت النفطية ومشاريع تشل اقتصاد البلد". وأضاف النائب الذي قال إنه سيكشف في وقت لاحق عما لديه من معلومات: "الوقت يمر، والعدو مستمر، ولن نقبل بأن نكون مثل ميناء الحديدة هذا المساء"، في إشارة إلى ميناء الحديدة اليمني الذي تعرض لعدوان إسرائيلي.
ولم يكشف النائب العراقي عن أي تفاصيل تتعلق بتلك المعلومات، كما لم تعلق الحكومة العراقية على تصريحات النائب، غير أن مسؤولاً أمنياً عراقياً، قال لـ"العربي الجديد"، إن "النائب يتحدث عن مواد قابلة للتفجير في مخازن موانئ البصرة على الخليج العربي، جنوبي العراق، ويخشى أن يتم استهدافها من قبل العدو الصهيوني"، مؤكداً وجود "حالة تأهب في كل العراق تحسباً لأي عدوان إسرائيلي، على غرار ما حصل باليمن، والنقاشات الآن حول ذلك على مستوى سياسي رفيع في الدولة".
وأمس الأحد، أعلنت جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق عن هجوم جديد على أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت في بيان لها إنها استهدفت بواسطة صواريخ "هدفين منفصلين في أراضينا المحتلة"، متوعدة بمواصلة الهجمات التي تنفذها من خلال الطائرات المسيّرة المفخخة أو الصواريخ، التي باتت تنطلق بشكل رئيسي من الأراضي العراقية وليس السورية.
من جانبه، قال عضو البرلمان عن تحالف "الإطار التنسيقي" عارف الحمامي إن "التداعيات إذا انزلقت إلى حرب شاملة، فإن العراق لن يسلم منها، حيث سيدخل فيها بشكل مباشر"، مضيفاً أن "الوضع يبدو خطيراً، وهناك من يريد له أن يتطور. القوى السياسية تبحث باقي الخيارات الممكنة". إلى ذلك، قال المتحدث باسم ائتلاف "النصر"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي سلام الزبيدي إن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "يُشكّل منزلقاً كبيراً في جر المنطقة وكثير من دول محور المقاومة إلى دائرة حرب قد تتسع، ومن دون أي شك، فإن العراق سيتأثر بأي تطورات أمنية وسياسية في المنطقة، في حين تبذل الحكومة العراقية جهوداً كبيرة لإبعاد البلاد عن هذه الدائرة من خلال الجهود الدبلوماسية".
ووفقاً للزبيدي، فإن "التحدي أمام الجهود الحكومية يتمثل في وجود فصائل مقاومة من الصعب جداً أن تكون تحت إمرة الحكومة العراقية، ولا سيما أنها بدأت بشكل فعلي بالمشاركة في هذه الحرب من خلال إطلاق الطائرات المسيّرة، إضافة إلى ما يمكن أن تقدمه من إمدادات لوجستية للجانب اللبناني". وأضاف الزبيدي أن "الحرب في حال اندلاعها ستأكل الأخضر واليابس، ولذلك ترفض الحكومة بشكل تام الانجرار إلى أي صراع وتعمل عبر قنوات دبلوماسية مكثفة لمنع توسع دائرة الحرب".
في المقابل، تناقلت وسائل إعلام عراقية تأكيد مصادر أمنية لم تسمّها تأكيدها وجود استعدادات أمنية في البصرة تحسباً لعدوان إسرائيلي على الموانئ العراقية على مياه الخليج، والتي يُصدّر العراق منها أكثر من 90% من نفطه للعالم، بواقع أكثر من 3 ملايين برميل يومياً.
لكن الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي أحمد النعيمي اعتبر في حديث مع "العربي الجديد"، أن الوجود الأميركي في العراق قد يكون مانعاً لدولة الاحتلال عن تنفيذ هجمات كبيرة كهذه على العراق والمنطقة ككل، مشيراً إلى أن أي عدوان على موانئ البصرة يعني خلق أزمة طاقة عالمية كبيرة، وإلى ذلك، فإن العراق من الواضح أنه سيرد بطريقة أو أخرى، وهو ما يجعل الأمور تخرج عن السيطرة كلياً في عموم المنطقة. ورأى أن أي ردّ إسرائيلي سيكون مقتصراً على مواقع الفصائل المسلّحة، وقد تتولى واشنطن هذه المهمة بدلاً عنها، بشكل أو آخر، ضمن تبادل الأدوار والدعم الأميركي المفتوح لجرائم إسرائيل في المنطقة ككل.