العراق: السوداني يوجه باتخاذ إجراءات ضد مستهدفي القوات الأميركية

23 أكتوبر 2023
جاء توجيه السوداني بعد مطالبة واشنطن المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى العراق (الأناضول)
+ الخط -

وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، باتخاذ الإجراءات القانونية بحق مستهدفي القوات الأميركية في البلاد، مؤكداً أن قوات التحالف الدولي تتواجد في العراق بدعوة رسمية من قبل الحكومة.

وهذا هو التعليق الأول من نوعه للحكومة منذ إنهاء الفصائل المسلحة هدنتها مع القوات الأميركية، رداً على دعم الولايات المتحدة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على غزة.

وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، في بيان، رفض الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية التي تضمّ مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق، بدعوة رسمية من قبل الحكومة؛ لمواصلة عملهم في دعم القوات الأمنية.

وبحسب رسول فقد وجه القائد العام للقوات المسلحة (السوداني) "الأجهزة الأمنية كافة للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات، وعدم السماح بأي حال من الأحوال في الإضرار بالأمن والاستقرار اللذين تحققا بفضل التضحيات الجسام لأبناء قواتنا المسلحة، بمختلف صنوفها وتشكيلاتها".

وجاء توجيه السوداني بعد مطالبة وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى العراق بسبب "الإرهاب، والاختطاف، والصراعات المسلحة"، كما وأمرت واشنطن كذلك بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، وذلك بعد شن فصائل مسلحة مدعومة من إيران عمليات قصف على المقرات التي يتواجد فيها أميركيون خلال الأيام الماضية.

ما الذي دفع السوداني للتوجيه بملاحقة مستهدفي القوات الأميركية؟

من جهته قال المحلل السياسي ماهر جودة، لـ"العربي الجديد"، إن "إعلان الحكومة العراقية رفضها لاستهداف القوات الأميركية، بشكل رسمي وتوجيه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بمتابعة وملاحقة مستهدفي تلك القوات، جاء بعد إدراك خطورة الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية بمغادرة عائلات دبلوماسييها والموظفين غير الضروريين من العراق... هذا التوجيه الأميركي ربما تكون له تبعات خطيرة".

تابع جودة أن "غالبية السفارات والبعثات الدولية تتواجد في العراق، بسبب التواجد القوي للولايات المتحدة الأميركية وأي خلل بهذا التواجد ربما يكون له تأثير على تواجد باقي السفارات البعثات الدولية، ولهذا الحكومة أدركت خطورة هذا الشيء، كما أن إعلان واشنطن بأن العراق خطر بسبب الصراعات، له تأثير على وضع العراق أمام المجتمع الدولي، خصوصاً مع سعي الحكومة العراقية جلب الاستثمار الأجنبي المختلف إلى العراق".

وأضاف المحلل السياسي أن "الحكومة العراقية ستعمل جاهدة على إيصال رسائل اطمئنان إلى الولايات المتحدة الأميركية وعموم المجتمع الدولي، ورفض أي استهداف لأي قوة أجنبية أو بعثة دبلوماسية لأي سبب كان. من المؤكد أن الحكومة سيكون لها حراك دبلوماسي من أجل ثني واشنطن على تقليل عدد دبلوماسييها في العراق".

وجاء بيان الحكومة العراقية وتوجيه رئيسها محمد شياع السوداني بعد سلسلة هجمات استهدفت قاعدة عين الأسد بالأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، وقاعدة فيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي في العاصمة بغداد، خلال الأيام الماضية.

وأنهت الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، الأربعاء الماضي، هدنة دامت أكثر من عام كامل مع القوات الأميركية الموجودة في البلاد، وذلك بعد الإعلان عن استهداف قاعدتي عين الأسد وحرير، غربي وشمالي العراق، بواسطة طائرات مسيّرة، فيما أعادت القوات العراقية تشديد إجراءاتها في محيط المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية، عقب ظهور دعوات تحشد للتظاهر أمام سفارات الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.

المساهمون