أكد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أنه على اتصال دائم بقيادة المقاومة في غزة، مضيفاً "لن نتردّد في تقديم المساعدة عندما تفترض المسؤولية ذلك".
وعلى وقع العدوان الإسرائيلي على غزة، تبقى الأنظار متجهة إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، التي تشهد استنفاراً أمنياً من الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" تحسباً لأي ردّ من الأراضي اللبنانية سواء من جانب "حزب الله" أو الفصائل الفلسطينية، خصوصاً بعد وابل الصواريخ التي أطلقت في إبريل/نيسان الماضي، من جنوب لبنان، رداً على اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، والتي نأى "حزب الله" بنفسه عنه.
وتطرّق نصر الله، في كلمته مساء اليوم بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاغتيال القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين في سورية، إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، معتبراً أن "المقاومة في غزة استطاعت أن تُفشِل هدف العدو في ترميم الردع، وما جرى يُفهِم العدو جيداً أن أي عملية اغتيال لأي قائد في قطاع غزة ستؤدي إلى مواجهة واسعة".
ولفت نصر الله إلى أن "العدوان على غزة بدأه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل اغتيال قادة سرايا القدس، ودوافعه من المعركة استعادة الردع الذي تآكل، والهروب من الانقسام الداخلي، ومعالجة التفكك في ائتلافه الحكومي وتحسين وضعه السياسي والانتخابي".
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "حسابات نتنياهو كلها كانت فاشلة، حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة وضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتفكيك القيادة المباشرة للقوة الصاروخية"، معتبراً كذلك، أن "ترميم سرايا القدس لبنيتها القيادية سريعاً فاجأ العدو، ووصول الصواريخ إلى جنوب تل أبيب والقدس أربكه".
لبنانياً، اعتبر نصر الله أن حكومة تصريف الأعمال مطالبة بإعادة العلاقات الطبيعية مع سورية، مشيراً إلى أن "مصلحة لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في كل الملفات أن يعيد ترتيب العلاقات بشكل طبيعي مع سورية، وذلك ربطاً بالتطورات الحاصلة بالمنطقة وعلى صعيد العلاقة مع النظام السوري".
كذلك، لفت نصر الله إلى أن معالجة ملف اللاجئين السوريين في لبنان تكون بتشكيل الحكومة وفداً وزارياً من عددٍ من الوزراء، ومعهم المديرية العامة للأمن العام وأي جهاز أمني آخر، يذهب إلى سورية، ويجري المفاوضات على مدى أيام مع المسؤولين السوريين ليضعوا برنامجاً مفصلاً عن كيفية معالجة الملف"، معتبراً أن هناك ضغوطات خارجية دولية لإبقاء اللاجئين في لبنان.
وبشأن ملف الرئاسة، كرر نصر الله مواقفه السابقة، بأن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية هو "مرشح طبيعي وجدّي لرئاسة الجمهورية وليس مرشح صدفة"، نافياً التهمة الموجهة إليه بفرض رئيس على اللبنانيين، داعياً القوى السياسية إلى اختيار مرشحيها والنزول إلى البرلمان لانتخاب رئيس.
كذلك، اعتبر نصر الله أن على حكومة تصريف الأعمال أن تواصل ممارسة مسؤولياتها رغم كل الصعوبات، في حين أشار إلى أن "مجلس النواب يمكنه أن يشرّع لا للضرورة فقط، ولو في ظل الشغور الرئاسي، لكن هناك أعرافاً في البلد تفرض تشريع الضرورة".
وعرّج نصر الله على ملف حاكمية مصرف لبنان مع قرب انتهاء ولاية حاكم البنك المركزي رياض سلامة في يوليو/تموز المقبل، مؤكداً رفض التعيين أو التمديد للحاكم من قبل حكومة تصريف الأعمال. أما كيفية معالجة هذا الموضوع في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية في ذاك التاريخ، فيقول نصر الله إن "هذا بحثٍ ثانٍ، لكن على حكومة تصريف الأعمال أن تلتزم بصلاحياتها الدستورية والقانونية".
وقدّم نصر الله "توصية" إلى اللبنانيين بالاستفادة من الأجواء الحالية بالمنطقة، والمناخات الإيجابية، للانفتاح عليها والاستفادة من "الفرص المتاحة إقليمياً، والخروج لبنانياً من المتاريس، والخنادق والأحقاد والعداوات".