استمع إلى الملخص
- في قضية منفصلة، تم اعتقال سبعة إسرائيليين من حيفا والشمال بتهمة التخابر مع إيران، حيث جمعوا معلومات حساسة عن منشآت ومسؤولين إسرائيليين مقابل مبالغ مالية.
- دعا وزير الرياضة الإسرائيلي إلى تطبيق عقوبة الإعدام على المتهمين بالتخابر مع إيران، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لردع الأنشطة التي تهدد أمن إسرائيل.
كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وشرطة الاحتلال اليوم الثلاثاء، اعتقال سبعة شبان تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عاماً، من سكان بيت حنينا في القدس المحتلة، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، بشبهة التخطيط لتصفية عالم نووي ورئيس بلدية إسرائيليَّين. وكشف التحقيق، وفق المزاعم الإسرائيلية، عن أن مسؤولاً إيرانياً تواصل مع المشتبه به الرئيسي رامي عليان، وقام بتجنيده وتكليفه بمهام مقابل المال.
وتمكّن المشتبه به من تجنيد ستة آخرين من محيطه لتنفيذ المهام، التي شملت إشعال النار في مركبات في عين كارم، ورش كتابات على جدران، وإلقاء قنبلة يدوية على منزل أحد عناصر قوات الأمن، كما كان من بين أهدافهم جندي يعرفونه ويعيش في حي آخر.
بالإضافة إلى ذلك، تزعم الأجهزة الإسرائيلية، أنهم تلقّوا تعليمات لشراء أسلحة وقنابل يدوية. وكانت المهمة الرئيسية التي طلب منهم الإيراني تنفيذها، هي جمع معلومات استخباراتية عن أحد رؤساء البلديات في وسط البلاد، واغتيال أحد كبار العلماء النوويين. وقام الشبان، وفق المزاعم الإسرائيلية، بتحضير المعلومات المطلوبة، وتواصلوا مع جهات لشراء أسلحة، لكن تم اعتقالهم قبل أن يتمكنوا من استكمال تحركاتهم.
كما تزعم سلطات الاحتلال، أن كل واحد من المشتبهين الذين ستقدّم بحقهم لوائح اتهام غداً، ربط نفسه بالقضية، وأن عليان تحرّك بناء على تعليمات المسؤول الإيراني، الذي زوّده بتفاصيل دقيقة عن هدف الاغتيال. وكان من المفترض أن يقوم الشبان بالتحضير الميداني، وعلى الرغم من فشلهم في شراء الأسلحة المطلوبة، تزعم سلطات الاحتلال أن الإيرانيين حوّلوا إليهم الأموال لتنفيذ العمليات، وتلقّوا مبالغ مختلفة مقابل مهام مختلفة. كما زعمت الجهات الإسرائيلية، أن بعض المشتبه بهم، اعترفوا خلال التحقيق، بالتواصل مع الإيرانيين، وكان الدافع الرئيسي قومياً.
قضايا أخرى بضلوع إسرائيليين
وتأتي هذه القضية بعد يوم واحد من كشف الشرطة الإسرائيلية، أمس الاثنين، عن اعتقال سبعة إسرائيليين، بينهم قاصران، يعيشون في منطقة حيفا والشمال، بشبهة التخابر مع إيران و"تقديم مساعدة لعدو في زمن الحرب"، بعد جمع معلومات استخباراتية حساسة. وبحسب الشبهات، فإن السبعة الذين هاجروا إلى إسرائيل من أذربيجان، نفّذوا على مدار عامين ما بين 600 إلى 700 مهمّة جمع معلومات بتوجيه من عميلين من الاستخبارات الإيرانية. كما أن السبعة كانوا يتبعون مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً وابنه، ويشتبه في أنهم خططوا لاغتيالهما.
وشملت المهام التي نفّذها المشتبه بهم لصالح إيران، جمع معلومات عن مسؤولين إسرائيليين كبار، وجمع معلومات عن منشآت حساسة، بما في ذلك قواعد سلاح الجو في نبطيم ورمات ديفيد، ومعسكر "الكرياه" في تل أبيب، ومواقع بطاريات القبة الحديدية وغيرها. كما حصلوا من مشغّليهم على خرائط لمواقع استراتيجية، بما في ذلك قاعدة تدريبات للواء غولاني في جيش الاحتلال. ووفقاً للشرطة، يشتبه في أن السبعة قاموا بجمع معلومات حول قواعد الجيش الإسرائيلي التي تعرّضت للهجوم الذي شنته إيران في إبريل/ نيسان الماضي، وبعد ذلك جرى إرسالهم لفحص مدى الضرر الناجم عن الهجوم.
وبحسب الشرطة، فإن الاتصال الأولي مع السبعة كان بواسطة رجل من أذربيجان، اتصل بأحد المشتبه بهم وطلب منه القيام بمهام لصالحه. وبعد ذلك، قام الشخص نفسه بالاتصال بوسيط تركي، والذي كان يعمل لصالح إيران وقام بتجنيد السبعة، والذين حصلوا في المقابل على مئات الآلاف من الدولارات، مباشرة من خلال سياح روس وعملات رقمية. وقال المشتبه بهم في التحقيقات، وفق الشرطة الاسرائيلية: "لقد أصبحنا مدمنين على المال".
وقالت الشرطة إن اعتقال السبعة جاء خشية أن تؤدي أنشطتهم إلى المساس بحياة الناس، بعد أن بدأوا في جمع معلومات عن مسؤولين إسرائيليين كبار. وجرى اعتقال ثلاثة منهم أثناء قيامهم بتصوير مواقع حساسة في الجنوب. وعثرت الشرطة على عشرات الوثائق التي كانت بحوزتهم، بما في ذلك أسماء المنشآت التي طلب منهم تصويرها. وتلقّى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" معلومات حول أنشطة السبعة قبل بضعة أسابيع وأدخل الشرطة إلى الصورة. وقالت النيابة الإسرائيلية، إنها تعتزم تقديم لائحة اتهام ضدهم بارتكاب سلسلة من المخالفات الأمنية الخطيرة. وبحسب الشرطة، فإن السبعة مشتبه بهم بـ"مساعدة عدو أثناء الحرب"، وهي جريمة تصل عقوبتها القصوى إلى السجن مدى الحياة أو الإعدام (علماً أن الإعدام غير مطبّق في إسرائيل).
وفي وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، قدّمت النيابة العامة الإسرائيلية، لائحة اتهام ضد زوجين من رمات غان بسبب قيامهما بمهام لصالح إيران، وتخطيط أحدهما لاغتيال شخصية إسرائيلية. وفي الشهر الماضي، قُدّمت لائحة اتهام ضد إسرائيلي من سكان عسقلان، والذي جرى تجنيده من قبل الاستخبارات الإيرانية للعمل على اغتيال مسؤولين إسرائيليين مقابل الحصول على مردود مادي.
وزير يدعو لـ"إعدام" إسرائيليين متهمين بالتخابر مع إيران
في الأثناء، دعا وزير الرياضة الإسرائيلي ميكي زوهر، أمس، إلى إيقاع عقوبة الإعدام بحق مواطنين له متهمين بالتخابر مع إيران، "ومساعدتها في زمن الحرب". وهذه الدعوة التي أطلقها زوهر، من قادة حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غير مسبوقة.
وقال زوهر في منشور على منصة "إكس": "إن ظاهرة خيانة الوطن والمساس بأمن إسرائيل من أجل المال ونحن نقاتل من أجل مستقبلنا في حرب القيامة، تتطلب تطبيق إجراءات شديدة القسوة، بما في ذلك قانون عقوبة الإعدام لمن يساعد العدو في زمن الحرب". وأضاف زوهر: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إنشاء رادع واضح يمنع وقوع المزيد من الحالات المماثلة".