اعتبر رئيس "الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية" سالم المسلط، أن تجنيد روسيا لسوريين من مناطق سيطرة النظام السوري من أجل القتال في "حربها الظالمة" ضد الشعب الأوكراني "جريمة" ضد الإنسانية.
وقال المسلط في تغريدة له نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، إن هذه الجريمة "تضاف إلى سلسلة الجرائم الطويلة التي ارتكبها النظام الروسي بحق الشعب السوري"، مطالباً الـ "الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها".
تجنيد روسيا لسوريين من مناطق سيطرة نظام الأسد من أجل القتال في حربها الظالمة على الشعب الأوكراني، جريمة إنسانية تضاف إلى سلسلة الجرائم الطويلة التي ارتكبها النظام الروسي بحق الشعب السوري، نطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها.
— سالم المسلط - Salem Al-Meslet (@pofsoc) March 8, 2022
وكانت "وول ستريت جورنال" قد نقلت، الأحد الفائت، عن أربعة مسؤولين أميركيين، أن روسيا تجند مرتزقة سوريين، من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن، للقتال في أوكرانيا.
مُشيرةً وفق المسؤولين إلى أن "موسكو التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط وواجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية".
وأكد المسؤولون أن "بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا، ويستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا"، لافتاً الصحيفة إلى أن مصادرها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وكانت مصادر تابعة للمعارضة السورية قد أكدت، أمس الإثنين لـ "العربي الجديد"، أن روسيا نقلت خلال الـ 15 يوماً الفائتة نحو 500 عنصر من مليشيا "فاغنر"، بالإضافة لنحو 300 عنصر من مليشيا "صائدو داعش"، الذين كانوا يتمركزون في الحقول النفطية عند المحطة الثالثة في بادية مدينة تدمر شرق محافظة حمص، وحقل "شاعر" للغاز بريف حمص الشرقي، والآبار النفطية التي تُسيطر عليها القوات الروسية في بادية محافظة دير الزور شرق سورية، للقتال إلى جانب قواتها في حربها ضد أوكرانيا عبر نقلهم بطائرات عسكرية من طراز "يوشن" من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية شمال غربي سورية، إلى الأراضي الروسية.
فيما نفت المصادر تجنيد "القوات الروسية أي عنصر من المليشيات السورية الموالية للنظام حتى الآن للقتال في أوكرانيا"، مرجحة أن تعمل روسيا على استقطاب مليشيات سورية للانخراط في حرب شوارع في أوكرانيا على غرار ما يحصل في ليبيا، وذلك في حال استمرت الحرب الروسية في أوكرانيا لأكثر من شهر.
وأشارت ذات المصادر لـ "العربي الجديد"، إلى أن روسيا عززت مكان المليشيات الروسية التي سحبتها للقتال في أوكرانيا بقوات تابعة لـ "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا، مؤكدةً أن روسيا سحبت نحو 700 عنصر من قوات "الفيلق الخامس" من أماكن تمركزها السابقة في عمق البادية السورية، ووزعتها على محيط حقل شاعر للغاز، ومحيط المحطة الثالثة في بادية مدينة تدمر، ومحيط حقل الثورة النفطي في بادية الرصافة جنوبي شرق محافظة الرقة.
وكان رجل الأعمال الأوكراني من أصل سوري طارق الجاسم قد أعلن، في اليوم الرابع من الغزو الروسي لأوكرانيا، عن تشكيل كتيبة عسكرية مسلحة من ماله الخاص لمحاربة الروس في أوكرانيا، موضحا في حديث مع "تلفزيون سورية"، أن التشكيل الذي يقوده هو كتيبة مسلحة تقاتل ضد الجيش الروسي إلى جانب الجيش الأوكراني.
وبينما تناقل ناشطون الخبر على أنه لكتيبة سورية، عاد الجاسم ليؤكد أن جميع العناصر المتطوعين في كتيبته هم من "الأوكرانيين"، مشدداً على أنه هو الداعم الوحيد بالمال لهذه الكتيبة. وقال إنه "يعيش في أوكرانيا منذ أكثر من 17 عاماً، وهي بلده الثاني، ويحبها ويعمل فيها، ويرى أن من واجبه الوقوف مع جيشها ضد روسيا التي تغزوها بهدف تدميرها كما فعلت في سورية مع المناطق الثائرة ضد النظام".