الإمارات على خط أزمة اتفاق الرياض.. وتصعيد غير مسبوق للتحالف غربي مأرب

13 سبتمبر 2021
"الانتقالي" يواصل المراوغة (Getty)
+ الخط -

دخلت دولة الإمارات مجددا على خط أزمة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وسط تصاعد لافت في الاحتقان بين الجانبين، وتلويح الانفصاليين المدعومين من أبوظبي باتخاذ إجراءات أحادية، جراء تردي الأوضاع في عدن ومدن جنوب اليمن.

وعجزت السعودية، طيلة الفترة الماضية، عن إقناع "المجلس الانتقالي" المدعوم من أبوظبي بالسماح للحكومة اليمنية بالعودة إلى عدن لممارسة مهامها، بعد أن تم إجبارها على المغادرة منتصف مارس/ آذار الماضي إثر اقتحام قصر معاشيق الرئاسي من قبل عناصر انفصالية.

وذكرت وكالة "سبأ" الرسمية أن رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، استقبل في مقر إقامته بالرياض السفير الإماراتي لدى اليمن، سالم الغفلي، وناقش معه "دعم وتمكين الحكومة من أداء أعمالها من العاصمة المؤقتة عدن".

وفي موقف يكشف طلبا حكوميا من الإمارات بضرورة الضغط على حلفائها الانفصاليين، شدد رئيس الحكومة اليمنية على "ضرورة العمل من أجل التزام كافة الأطراف باستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وتمكين الحكومة من أداء عملها والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتخفيف معاناة المواطنين وتحسين الخدمات".

وفيما أشار إلى ما وصفها بـ"الجهود الحثيثة والمخلصة التي تبذلها السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض"، أكد عبدالملك على "أهمية الدور الإماراتي المساند في هذا الجانب"، وضرورة "استمرار الدعم الصادق لشركاء اليمن في معركته المصيرية".

ولم تكشف الوكالة عن أي وعود إماراتية تلقتها الحكومة بمعالجة الخلافات مع "المجلس الانتقالي"، لكنها نقلت عن السفير الإماراتي تجديده موقف بلاده الداعم لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وأهمية الالتزام بذلك، دون إيراد تفاصيل أخرى.

وتشهد عدن احتجاجات غاضبة بسبب تردي الأوضاع في العاصمة المؤقتة، وانهيار العملة والاقتصاد وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية الأساسية وأسعار الوقود.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن أحياء مدينة كريتر تشهد قطع الطرقات الرئيسية والفرعية، وإحراق الإطارات من قبل محتجين غاضبين على انقطاع التيار الكهربائي وتردي الأوضاع الإنسانية والخدمية، وانقطاع المياه، وتجاهل الأطراف السياسية في حكومة المناصفة اليمنية معالجة الأوضاع في المدينة التي تشهد ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وذلك بالتزامن مع انتشار الموجة الثالثة من المحور دلتا لفيروس كورونا.

وشهدت حضرموت هي الأخرى لليلة الثانية على التوالي احتجاجات ليلية غاضبة، بسبب تردي الأوضاع وانهيار الاقتصاد وارتفاع الأسعار.

وخلال الفترة الماضية، كثف المجتمع الدولي من ضغوطه على "المجلس الانتقالي" بتنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض، والسماح للحكومة بالعودة لممارسة مهامها من داخل عدن، وفقا لمصادر حكومية لـ"العربي الجديد".

وقالت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إن الحكومة اليمنية ترفض العودة دون ضمانات بتنفيذ "المجلس الانتقالي" للشق الأمني من اتفاق الرياض، بما يسمح للوزراء بممارسة مهامهم دون أية ضغوط من القوات الموالية للانفصاليين التي تحكم قبضتها على كامل مدينة عدن.

وأشارت المصادر إلى وجود مقترحات بتولي قوات من التحالف السعودي حماية وتأمين الحكومة في عدن بشكل كامل بدلا من قوات "المجلس الانتقالي"، وخصوصا في حال استمر الأخير برفض تنفيذ الشق الأمني وتشكيل قوات مشتركة من الحماية الرئاسية و"قوات الحزام الأمني" لتأمين عدن والمؤسسات الحكومية.

وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة لاحتواء الاحتقان، واصل "المجلس الانتقالي" إطلاق تهديدات ضد "الشرعية"، حيث لوّح اليوم الإثنين بـ"خطوات أحادية" ضد الحكومة إذا لم تقم بواجباتها في معالجة تردي الخدمات في عدن وعدد من محافظات جنوب اليمن.

وللمرة الثالثة خلال الشهر الجاري، حمّل المجلس رئيس حكومة المناصفة والوزراء المتواجدين في الخارج مسؤولية تردي الأوضاع الخدماتية وانهيار العملة المحلية قي محافظات الجنوب المحررة، وقال إنه "لن يتردد في اتخاذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من معاناة المواطنين".

ويحاول "الانتقالي" استغلال السخط الشعبي المتنامي ضد الحكومة، حيث أعلن تأييده للتظاهرات التي تشهدها حضرموت تنديدا بالانهيار الاقتصادي، وحذر من "أي تصادم مع الجماهير السلمية"، لافتا إلى أن عواقب ذلك ستكون وخيمة.

وخلافا لحضرموت، دعا "المجلس الانتقالي" كافة أنصاره وأهالي محافظة شبوة للمشاركة في الاحتجاجات المرتقبة يوم الأربعاء القادم، والتي ترفع شعارات سياسية ضد السلطات الحكومية الموالية للشرعية، حيث يتهمها الانفصاليون بممارسة انتهاكات ضد عناصرهم.


تصعيد قياسي للتحالف

 

عسكريا، شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، الإثنين، تصعيدا واسعا من التحالف الذي تقوده السعودية، بالتزامن مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على جبهات مختلفة.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلات التحالف أحبطت هجوما واسعا للحوثيين في مديرية صرواح، وذلك بشن سلسلة غارات هي الأعنف منذ أواخر الأسبوع الماضي، ما أسفر عن إعطاب أكثر من 10 دوريات قتالية بمن عليها من مجاميع حوثية مسلحة.

في المقابل، أحصت جماعة الحوثيين 19 غارة على مواقعها في مديرية صرواح، فضلا عن 3 غارات على مديرية ماهلية، و3 على مديريتي رحبة وجبل مراد، في الأطراف الجنوبية الغربية لمأرب.

وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين أن الطيران الحربي شنّ أيضا 4 غارات على مديرية ناطع بالبيضاء، فضلا عن غارات في مديرية خب والشعف بالجوف وغارة في محافظة صعدة قبالة الشريط الحدودي مع السعودية، وغارتين على مواقع في مطار تعز، جنوبي غرب البلاد، دون الكشف عن أي خسائر جراء تلك الضربات المكثفة.

 كما أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الإثنين، إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة صينية الصنع تابعة لسلاح الجو السعودي في أجواء منطقة كتاف بصعدة، بسلاح وصفته بـ"المناسب"، وذلك أثناء قيامها بمهام "عدائية" في محافظة صعدة، وفقا للمتحدث العسكري، يحيى سريع.

المساهمون