كشفت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين والكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة "حماس"، أن الأمن الفلسطيني نفذ خلال الأيام الماضية، حملة استدعاءات واعتقالات سياسية واسعة في الضفة الغربية، طاولت العشرات، بينهم طلبة جامعيون وأسرى محررون، وذلك قبل أيام من الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة الحركة، التي توافق بعد غد الأربعاء.
وقال رئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت (تقوده الكتلة الإسلامية) يحيى قاروط في تصريحات لـ"العربي الجديد": إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية استدعت أكثر من 30 طالباً خلال الأسبوعين الماضيين للتحقيق معهم، وتحذيرهم من المشاركة في نشاطات الكتلة الإسلامية لا سيما فعاليات متوقعة بذكرى انطلاقة حركة "حماس"، بينما تواصل اعتقال 9 طلبة.
وأكد أنه تعرض شخصياً أمس، برفقة منسق الكتلة الإسلامية أسامة أبو عيد لمحاولة اعتقال عندما أوقفا مركبتهما أمام أحد مساكن الطلبة في بلدة بيرزيت شمال رام الله وسط الضفة الغربية، لكنهما استطاعا الإفلات، بينما حصلت عملية مشابهة للطالب محمد معاذ قاسم الذي اختفت آثاره مساء السبت، وعرف باحتجازه لدى جهاز المخابرات العامة أمس.
كما أكد قاروط أن بعض الطلبة وأهاليهم تلقوا تهديدات للامتثال لتلك الاستدعاءات، تحمل تهديدًا بما يتعلق بأعمال ذويهم، وبحياتهم الجامعية، بينما شملت التحقيقات خصوصا خلال الأسبوع الماضي، تهديداً إزاء المشاركة بنشاطات الكتلة الإسلامية هذا الأسبوع، لا سيما فعاليات بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة "حماس".
وقال: "تم التحقيق معهم عن العمل الطلابي وتهديدهم حيال المشاركة في أي نشاطات لها علاقة بالكتلة الإسلامية، رغم أن هذه النشاطات هي نقابية مصرح بها ومسموح بها داخل الجامعة".
وأشار قاروط إلى أن الاعتقالات خلال هذه الفترة تهدف إلى منع إقامة فعاليات في الجامعة بمناسبة انطلاقة "حماس"، وقد شملت التهديدات كما قال التأثير على الحياة الجامعية.
والمعتقلون التسعة بحسب قاروط هم: معتصم عرمان، ومحمد عطا، وعبيدة قطوسة، ومعاذ طبطب، وعبد الجابر الطويل، ومحمد الخطيب، وأحمد صالح، ومحمد ناصر، ومحمد قاسم.
رصد أكثر من 40 انتهاكا لأجهزة أمن السلطة في الضفة خلال 48 ساعة
من جانبها، أعلنت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية أنها رصدت أكثر من 40 انتهاكا لأجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية خلال 48 ساعة. وقالت إنها رصدت 11 حالة اعتقال سياسي، و18 استدعاء، و6 حالات تمديد اعتقال، إلى جانب اقتحام خمسة منازل.
ولفتت اللجنة إلى أن الاستدعاءات كانت بالجملة، حيث استدعت أجهزة السلطة في الضفة العشرات من الأطفال والشبان وحتى الشيوخ للمقابلة في مقراتها خاصة يوم غد الثلاثاء، كما قالت في بيان لها.
وأشارت اللجنة إلى أن الاستدعاءات والاعتداءات التي نفذها جهازا الأمن الوقائي والمخابرات، طاولت طلبة وأسرى محررين من سجون الاحتلال ومعتقلين سياسيين سابقين لدى السلطة الفلسطينية، كما أن البعض رفض الاستجابة للاعتداءات وأنهم معرضون للاعتقال بأية لحظة.
"حماس" تدين منع إحياء ذكرى انطلاقتها
بدورها، أدانت حركة "حماس" في بيان، الليلة الماضية، منع الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية فعاليات ذكرى انطلاقتها، مؤكدة أنّ "المحاولات المستميتة التي تبذلها أجهزة السلطة لمنع فعاليات انطلاقة الحركة في الضفة الغربية، فاشلة، ولن تنجح في نزع فكرة المقاومة من صدور أبناء الشعب الفلسطيني".
وأدانت الحركة بشدة حملة الاعتقالات والاستدعاءات التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة الاحتلال، بشكل متزامن ومتناسق بحق أنصار الحركة في الضفة الغربية، بحسب البيان.
وطالبت الحركة السلطة الفلسطينية بكفّ ما أسمتها "يدها الغليظة عن الشعب الفلسطيني"، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، والتوقف عن سياسة التنسيق الأمني.
الإذاعة الإسرائيلية: السلطة لا تعتزم منع أي نشاطات لـ"حماس" في الجامعات
وأضافت الإذاعة أن السلطة الفلسطينية طلبت من هؤلاء العناصر التزامات وتعهدات بعدم القيام بأي نشاط بهذا الخصوص.
في المقابل، قالت المصادر الفلسطينية التي تحدثت إليها الإذاعة، إن السلطة لا تعتزم منع أي نشاطات لإحياء ذكرى تأسيس حركة "حماس"، في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن هذه التحذيرات تأتي بموازاة سعي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لاستعادة سيطرتها على مقاليد الأمور.