استمع إلى الملخص
- **انتهاكات القانون الدولي**: فولكر تورك عبر عن فزعه من تفخيخ أجهزة الاتصال واستهداف المدنيين، داعيًا لتحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين.
- **ردود الفعل الدولية**: وزير الخارجية اللبناني حذر من حرب إقليمية، بينما أدانت الجزائر التفجيرات، وأكدت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل، ووصف مندوب الصين وإيران التفجيرات بأنها جرائم.
حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، الجمعة، من توسع دائرة العنف التي يشهدها لبنان والمنطقة، ما يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة بأسرها، فيما شدد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمام مجلس الأمن على أن القانون الدولي يحظر "تفخيخ" أجهزة مدنية الطابع.
وقالت ديكارلو خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بطلب من الجزائر، إن تبادل إطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود بشكل يومي منذ قرابة العام يشكل "خرقًا متكررًا لوقف الأعمال العدائية وانتهاكًا للقرار 1701".
وتحدثت عن انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء، مشيرة إلى أن هذه الأجهزة تستخدم في المقام الأول من قبل عناصر حزب الله، مؤكدة في الوقت نفسه انفجار عبوات ناسفة في المنازل وسيارات ومحال تجارية وشوارع. وأسفرت تفجيرات أجهزة النداء اللاسلكي عن استشهاد ما يقرب من 40 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين.
تفجيرات أجهزة الاتصال انتهاك للقانون الدولي
من جهته، عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن فزعه "إزاء اتساع وتأثير الهجمات التي وقعت يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول في لبنان على المدنيين، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تشكل "تطوراً جديداً في أساليب الحرب، حيث تصبح أدوات الاتصال أسلحة تنفجر في نفس الوقت عبر الأسواق، وفي زوايا الشوارع، وفي المنازل... وبحسب ما ورد، فقد قامت السلطات بتفكيك عبوات غير منفجرة في الجامعات والبنوك والمستشفيات".
وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان على "أن الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة، من دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها في وقت الهجوم، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي حسب الاقتضاء".
كما شدد على أن "ارتكاب أعمال العنف بهدف نشر الرعب بين المدنيين يعد جريمة حرب"، مجددًا دعوته إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في ملابسات هذه الانفجارات، ومحاسبة من يقف وراءها. وأضاف: "أسمحوا لي أن أكون واضحا، ربما تكون هذه الطريقة في الحرب جديدة وغير مألوفة، ولكن القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان ينطبقان على كل وضع ولا بد من احترامهما".
وزير خارجية لبنان: لا أحد بمأمن بعد التفجيرات
أما وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، فقال خلال مداخلته أمام مجلس الأمن: "لا أحد حول العالم بمأمن بعد التفجيرات الأخيرة التي عصفت بلبنان"، مضيفًا أن "مسؤولية مجلس الأمن ليست فقط تجاه الأبرياء اللبنانيين الذين أصيبوا ظلما، بل تجاه الإنسانية جمعاء، وإذا مر هذا العمل الإرهابي في مجلسكم دون محاسبة، وتم تغييب اسم الفاعل، وعدم ردعه، وإدانته وإرغامه على وقف هذه الاعتداءات، فإن مصداقية هذا المجلس والقانون الدولي وحقوق الإنسان في خطر".
وحذر من تقبل ما حدث، لأن الكثير من الدول والمجموعات "ستحذو حذو إسرائيل ولن يتمكن أحد من منعها مستقبلا من استخدام أجهزة مشابهة لاستهداف طائرات مدنية وقطارات وغيرها لقتل وترويع المدنيين دون تمييز". وبعد الحديث عن تفاصيل العمليات الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وصف اللجوء إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال عن بعد وبشكل جماعي دون الأخذ بعين الاعتبار من يحمل تلك الأجهزة بأنه أمر "غير مسبوق في وحشيته وإرهابه".
كما قال إن التفجيرات والهجمات المختلفة التي ارتكبتها إسرائيل في الأيام الأخيرة والتي أدت إلى إصابة الآلاف وقتل العشرات، ناهيك عن بتر الأطراف للمئات، أدت كذلك إلى انتشار الرعب والهلع بين اللبنانيين. ووصف استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية وفي مناطق مكتظة بالسكان وفي المنازل والشوارع والأسواق بـ"الإرهاب بعينه، بالإضافة لكونه انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الأنسان ومن دون شك جريمة حرب".
وحذر الوزير اللبناني من مغامرة إسرائيلية جديدة قد تؤدي إلى حرب إقليمية طاحنة تمتد إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط. وشدد على ضرورة أن يدين مجلس الأمن تلك العمليات وهجوم إسرائيل بشكل واضح وصريح، وأن يحملها المسؤولية الكاملة عن تخطيطها وتنفيذها لتلك العمليات واعتداءاتها على سيادة لبنان وخرقها ميثاق الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 1701.
وتحدث عن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب، مشددًا على أنه لا يمكن السماح بالاستمرار بذلك. وقال إن إسرائيل لم تتعلم من تجارب الماضي، بما فيها هزيمتها في لبنان و"هروبها من جنوب لبنان عام 2006".
الجزائر: تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان سابقة خطيرة
من جانبه، أدان مندوب الجزائر عمار بن جامع الاعتداءات الإسرائيلية قائلاً إنها "تمثل انتهاكا فاضحا لسيادة لبنان وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى أن "أعمال العدوان ترقى إلى جرائم حرب... هذه السابقة الخطيرة تحول أجهزة مدنية إلى قذائف وتمثل خطرا كبيرا". وقال إن إسرائيل تدفع المنطقة نحو الحرب، متحدثا عن تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بشكل متكرر بشن حرب شاملة على لبنان.
واشنطن: لم يكن لدينا علم بالتفجيرات
أما نائب المندوبة الأميركية روبرت وود فاستهل مداخلته بتأكيد أن بلاده لم يكن لديها علم بتلك التفجيرات، مجددا العبارة الأميركية المعهودة بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، كما اتهم إيران بانتهاك الأحكام المتعلقة بحظر الأسلحة ودعمها لحزب الله. وقال إن بلاده تريد أن ترى الجيش اللبناني يبسط سيطرته على كافة الأراضي اللبنانية.
الصين تقول إن التفجيرات أفعال همجية ومروعة
أما مندوب الصين فو كونغ، فوصف التفجيرات "بأنها انتهاك صارخ لسيادة دولة وخرق لقوانين حقوق الأنسان... إنها أفعال همجية ومروعة وتستحق التنديد"، مشددًا على ضرورة التحقيق في ذلك. كما طالب إسرائيل بالعدول عن "الهوس باستخدام القوة والتوقف عن حربها في غزة والمغامرة الطائشة التي قد تلقي بالمنطقة إلى الهاوية".
إيران: إسرائيل مستعدة للقيام بأي جريمة دون رادع
من جهته، وصف مندوب إيران للأمم المتحدة أمير إيرواني الهجمات الإسرائيلية بالإرهابية، مشيرًا إلى أنه خرق للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وقال إن الهجمات الإسرائيلية كانت تهدف إلى "قتل متعمد وواسع النطاق للآلاف"، مضيفًا أن إسرائيل مستعدة للقيام بأي جريمة دون أي رادع. كما تحدثت عن اغتيال إسرائيل قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتساءل قائلا "إلى متى سيستمر المجتمع الدولي بالسماح لإسرائيل بالاستمرار بعدوانها دون محاسبة".
وشدد على أن عدم محاسبة إسرائيل يشكل خطراً على الشرق الأوسط في الوقت الذي أخفق فيه مجلس الأمن في القيام بواجبه والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وتحدث عن الدعم غير المشروط الذي تقدمه الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لإسرائيل والذي يزيد من قدرتها على الإفلات من العقاب.